اغتيال قائد الفرقة الـ9 مدرعة. "لواء الثورة" تُسجل ظهورها الثاني - (تقرير)
كتب-محمد شعبان:
في صباح السبت، استيقظ أهالي مدينة العبور على أصوات طلقات النار، قبل أن يفاجئوا باستهداف العميد أركان حرب عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعات بدهشور، أمام منزله، وسط صرخات زوجته ومحاولات البعض لانقاذه بينما هوّ مُسجى غارقًا في دمائه
ساعات معدودات حتى زعمت مجموعة "لواء الثورة" المسلحة، مسؤوليتها عن اغتيال العميد رجائي، ليسجلون الظهور الثاني لهم بعد حادث استهداف كمين العجيزي في أغسطس الماضي، والذي أسفر عن استشهاد شرطيين وإصابة 3 آخرين ومدنيين اثنين. "
هى مجموعة مشابهة لحركة حسم".. يقول أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، شارحًا تركيبة حركة "لواء الثورة"، والتي يعتبرها إحدى المجموعات العشوائية التي ظهرت مؤخرًا انطلاقا من العمليات النوعية التي تقوم بها أجنحة جماعة الإخوان.
ويضيف "بان" - في تصريح لـ "مصراوي" - أنه من الوارد أن تكون فصائل التنظيم جزء من العائدين من سوريا وعناصر جهادية سابقة وبعض الغاضبين داخل جماعة الإخوان.. وعقب صمت دام أكثر من شهر، عادت حركة "لواء الثورة" لتتصدر المشهد، بتبنيها عملية اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة المدرعة بدهشور، وذلك أمام منزله بمدينة العبور، صباح اليوم السبت، لتنطلق التحليلات السياسية والعسكرية بالإشارة إلى أن هذا يعتبر تطورا نوعيا في العمليات الإرهابية.
ويرى الخبير العسكري اللواء محمود خلف، أنها عملية إجرامية لا تختلف كثيرا عن اغتيال النقراشي باشا أو الخازندار، "عملية خسيسة لأني بهاجم ناس في بيوتها، ولا يمتلكون القوة على المواجهة"، وليست تطورا نوعيا كما يردد البعض مشددا أن "المصريين لم يألفوا هذه الخسة، لما أروح لبيت ضابط يعمل في القوات المسلحة واقتلوا قدام أهله ليس بها أي شئ من النوعية".
ويؤكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية - في تصريح لمصراوي - أن طريقة التنفيذ مشابهة لحادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد بمصر الجديدة مؤخرا. فيما يوضح الخبير الأمني العميد خالد عكاشة، أنها تعد من العمليات الانتقامية للتنظيمات الإرهابية في سيناء، خاصة أن من يواجه تلك التنظيمات في سيناء هي القوات المسلحة.
ويشدد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، على أن التطور النوعي في عمليات تلك الجماعات كان في تفجير مديريتي أمن الدقهلية والقاهرة. واعتادت حركة "لواء الثورة" نشر صورا لعملية رصد أهدافهم المستهدفة، وأخرى توضح التنفيذ، ثم تدعهما بمقطع فيديو، عقب إنشاء قناة خاصة بها عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" في 6 سبتمبر الماضي، وكانت البداية بفيديو الهجوم على كمين العجيزي.
تأمين قيادات الجيش
يوضح أحمد بان، أنه لا توجد دول تستطيع تأمين القيادات الوسطى، التي عادة ما تكون ذات مستوى أقل، الامر الذي يُسهل عملية استهدافهم من قبل الجماعات الإرهابية. "لان نستطيع تأمين كل قيادة في بيتهم، كدا هنحول المنطقة اللي بيكسن فيها لثكنة عسكرية".. يؤكد اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهوري الأسبق، أن مبدأ تأمين القيادات العسكرية غير موجود داخل أروقة القوات المسلحة.
ويضيف "خلف"، أن الأمر يقتصر على تأمين وحماية المنشآت العسكرية قائلاً "لو عاوزين تأمين القيادات هنركب كل واحد دبابة، أو هنوزع الجيش على البيوت"، بحسب تعبيره.
لماذا قائد الفرقة التاسعة المدرعة؟
وتعد هذه العملية الاولى من نوعها التي تستهدف قائدا عسكريا رفيع المستوى بعيدا عن المنطقة الملتهبة في سيناء.
حيث وجهَّت مروحيات "الأباتشي" وطائرات الـ"إف 16" - أمس - أكبر ضربة جوية لعناصر تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي غربي مدينة رفح، ما أسفر عن مقتل 40 مسلحًا وإصابة 50 آخرين، وتدمير مخزن كبير للأسلحة والمتفجرات.
كانت البداية باستهداف رجال الأمن الوطني ممثلة في اغتيال المقدم محمد مبروك، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، ثم رجال القضاء - النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، واستهداف موكب النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز بمنطقة القاهرة الجديدة.
ويشير الخبير العسكري إلى أن الحركات المسلحة تستهدف كبار القادة لإحداث صدى، خاصة في ظل جهود رجال القوات المسلحة في ملاحقة الإرهاب بسيناء، وتحقيقات نجاحات ملموسة. ويوضح أن مثل تلك العلميات تهدف إلى بث الخوف والرعب بين صفوف المصريين، وزعزعة الاستقرار الداخلي، والتأثير على عجلة التنمية.
ويقول أحمد بان، إن هناك قيادات وسطى ضمن قوائم اغتيالات تلك الجماعات، لافتا بأنهم يرصدون مجموعة من الأهداف الأسهل ومن ثم استهدافه واحدا تلو الآخر وفقا لسياسة "الأقرب والأسهل".
ويشير العميد خالد عكاشة، إلى أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي بات غير قادر على المواجهة، نجح في تسريب إحدى خلاياه من سيناء إلى داخل القاهرة؛ لتنفيذ عمل انتقامي يحدث صد إعلاميا يحمل رسائل سلبية واسعة الانتشار.
سيناريو الثمانينات
يؤكد اللواء محمود خلف، أنه يجب نظر مثل تلك القضايا بالمحاكم العسكرية لتحقيق الردع الكامل والعدالة الناجزة، مستشهدا بفترة الثمانينات بقوله "حصلت كام حادثة مماثلة في عهد السادات فصدر ضد المتهمين أحكام بالإعدام، الامر نفسه في فترة جمال عبد الناصر عقب حادثة المنشية الشهيرة".
ويتابع "مصر في حالة حرب لا تتطلب روح القانون العادي، كما أن قانون الأحكام العسكرية ينص على أن الجريمة التي تقع على فرد من القوات المسلحة حال أداء مهمته يتم إحالته للقضاء العسكري". ويردف "المطلب السياسي لا يأتي بسفك الدماء لأن المصريين ميتلويش دراعهم.. 8 آلاف و900 شهيد في 6 سنوات منذ النكسة وحتى حرب أكتوبر".
ويستكمل "هذه الضربات عبر التاريخ تزيدنا إصرارا على الأخذ بالثأر وتنفيذ مخطط التنمية للدولة، مصر بلد كبيرة، محدش هيقدر علينا، ما عاش ولا كان ولا اتولد اللي يحذر الشعب المصري منذ العدوان الثلاثي". ويؤكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن عققاب هؤلاء القتلة "قادم لا محالة، لأن إحنا المصريين مبننساش حقنا، والواحد مننا هناخد قدامه 10 منهم".
فيديو قد يعجبك: