من التاريخ.. الداخلية للمواطنين في حرب أكتوبر: العدو يرسل هدايا ماكرة احذروا منها
كتب – فتحي عمر:
شاركت كل مؤسسات، وطوائف الشعب المصري، في صناعة ملحمة نصر أكتوبر 1973، وكان لكل هيئة دور أساسي، اضطلعت على تنفيذه بدقة وحرفية، لأن الظرف كان يستلزم استنهاض كل الجهود للحل والمواجهة، ومن ذلك ما قامت به وزارة الداخلية، ومؤسسة الشرطة التي تمحور دورها في عدة خطوات.
وسجل أرشيف وزارة الداخلية- الذي اطلع مصراوي على جانب منه- دور رجالها الذي قدموه في صناعة النصر، منها قيام أجهزة الشرطة بمعاونة القوات المسلحة في إعلان حالة التعبئة العامة، التي كانت تتولاها أقسام الشرطة وقتها وتم هذا الإجراء بقدر عال من حرفية الاداء وسرعة الاستدعاء والدفع بهم الي مواقعهم بالقوات المسلحة.
دور أجهزة الشرطة الذي أسهم في انضمام أكبر عدد من الأفراد والقوات لخطوط القتال في زمن قياسي، ساعد القوات المسلحة علي تنظيم صفوفها وحشد طاقتها لمواجهة العدو.
احتواء العديد من مظاهر التمرد التي كانت تطفو علي السطح السياسي للتأثير في الرأي العام والتي كان من الممكن ان تؤدي الي تشتيت التكاتف الشعبي خاصة ان الاستعداد لدخول الحرب كان يتم في سرية تامة دون الاعلان عنه.
انحسار الجريمة وقت قيام الحرب ونجاح الدور الامني في تأمين الجبهة الداخلية وتماسكها، من خلال عمليات تأمين المنافذ البرية والبحرية والجوية، كي لا تتخذ كوسيلة لتسرب أي معلومات تغير من خط سير المعركة وتأمين المنشآت المهمة والحيوية من محطات كهرباء ومياه ومبني الاذاعة والتليفزيون والمستشفيات ومنشآت اقتصادية وتأمين الطرق والكباري والجسور وتأمين الاتصالات ووسائل النقل والمواصلات والمجري الملاحي، وكل المنشآت المرتبطة بالجماهير وتأمين الممتلكات الخاصة من مساكن ومتاجر وسيارات ومخازن.
ودفعت قوات الأمن المركزي بمدينة الاسماعيلية وقتها بألف مجند وضابط من قواتها، للتصدي لهجمات العدو وحالت دون دخولهم المدينة.
وأسهمت القوات في إنقاذ المواطنين المصابين وتدبير أماكن لإيواء الأسر التي تهدمت مساكنهم وإطفاء الحرائق، بالإضافة الي الدور المعنوي الذي كان يقوده ضباط الشرطة في مدن القناة لتقوية عزم المواطنين وبث الروح المعنوية العالية في نفوسهم.
كما قام رجال المباحث بالعاصمة بالتصدي لمشكلة احتكار بعض السلع ومنها الصابون، كأحد السلع الأساسية التي يحتاج اليها المواطنون.
يوم 12 اكتوبر أصدرت وزارة الداخلية بيان رسمي لتحذير المواطنين قالت فيه :"أخي المواطن، العدو الذي نحاربه عدو غادر لا يعرف القيم أو المثل، ومن أساليبه قيامه بإلقاء القنابل الزمنية التي تنفجر بعد فترة من الوقت بهدف زيادة الخسائر، وقيامة بإلقاء بعض الأجسام المألوفة التي تنفجر بمجرد لمس المواطن او التقاطه لها، ومن أمثلتها أجهزة الراديو والترانزستور، وعلب المأكولات المحفوظة وأقلام الحبر والولاعات وماكينات الحلاقة، ولعب الأطفال وأدوات الزينة وغيرها من الاستعمالات الشخصية للفرد العادي وقيامة بإلقاء بعض الأجسام الغريبة التي تثير حب استطلاع ثم لا تلبث أن تنفجر فيمن يمسك بها، وحتى نفوت علي العدو كل اغراضه فإن وزارة الداخلية تؤكد ضرورة ابتعاد المواطن عن آية أماكن قد تتعرض لقصف العدو الجوي وعدم الاقتراب منها او التجمع حولها وكذلك عدم قيام أي مواطن بالتقاط أي أجسام مألوفة أو غريبة قد يجدها في أي مكان مع إبلاغ سلطات الأمن عنها حتى تقوم الأجهزة المختصة باتخاذ ما يلزم لوقاية المواطنين ".
وأضاف البيان: "إليكم هذه التعليمات صفارة الإنذار المتقطعة تعني وقوع غارة جوية ولكن أصوات المدفعية وأصوات الانفجار تعتبر أيضا بمثابة إنذار بغارة جوية وعلي كل مواطن ان ينفذ في هذه الحالة كل تعليمات الدفاع المدني وإرشاداته، عند وقوع غارة جوية لا تقف في الشرفات آو الشوارع حتى لا تعرض نفسك للإصابة من تطاير شظايا القنابل التي تحدث خلالها ".
فيديو قد يعجبك: