ما مصير الجناح المسلح لتنظيم الإخوان بعد مقتل محمد كمال؟
كتب ـ محمد الصاوي:
أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأول، أنه أثناء مداهمة إحدى الشقق بمنطقة البساتين، وأثناء تبادل إطلاق الأعيرة النارية تم تصفية اثنين من قيادات الإخوان وهما محمد كمال مؤسس اللجان النوعية للإخوان، وياسر شحاتة.
محمد محمد محمد كمال، من مواليد محافظة أسيوط عام 1955، تخرج في كلية الطب عام 1974، وتخصص في جراحة الأنف والأذن وعين بكلية الطب بجامعة أسيوط، وأنضم لصفوف الجماعة أثناء دراسته بالكلية و تولى مناصب قيادية بين عناصر الإخوان، إلى أن عين عضو بمكتب الإرشاد 2011، وبعدها ترأس اللجنة الإدارية العليا داخل مكتب الإرشاد، حتى أعلن تمرده داخل الجماعة عقب عزل محمد مرسي رئيس الجمهورية الأسبق، واستقال من كل المناصب الإدارية بها، ودخل في صراعات طويلة مع القائم بأعمال المرشد العام للجماعة محمود عزت، بسبب الصراع على القيادة.
تعتبر اللجان النوعية هي الجناح المسلح لجماعة الاخوان، والتي تبنت أعمال العنف في البلاد واغتيال عدد من ضباط الشرطة والشخصيات العامة في أعقاب عزل محمد مرسي.
يقول اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الأسبق باسم بوزارة الداخلية، أن مقتل محمد كمال لن يؤثر على اللجان النوعية بشكل كبير، حيث أن المؤثرات و الدوافع موجودة والمخططات موضوعة منذ فترة، وهي الانتقام من الشعب المصري ونشر الإرهاب بهدف زعزعة الاستقرار - على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن الحادث بالنسبة لهم ليس بالشكل الخطير الذي سيدفعهم للانتقام لأنه مجرد قائد من بين كثيرين.
وأضاف "عبد اللطيف" في تصريحات خاصة لمصراوي، الخميس، أن هناك تحركات إرهابية جديدة ممولة من الخارج في الوقت الراهن، ويتم اختيار نوعي للعمليات والاغتيالات والتي اتضحت من وقائع وحوادث عديدة مثل اغتيال 9 أفراد شرطة بحلوان، واغتيال رئيس مباحث بالفيوم، وكذا الحرائق التي انتشرت إثر حريق العتبة، بالإضافة إلى اغتيال النائب العام و محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، وغيرها من الاحداث - على حسب تعبيره.
وأما عن اللجان النوعية، فأكد المتحدث الأسبق باسم بوزارة الداخلية، أنها تتكون من مجموعة من الشباب الجديد، الذي لا يحمل معظمهم أي سوابق جنائية، يقومون بتدريبهم لتنفيذ الاغتيالات والأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد عدد كبير من العمليات الإرهابية النوعية في مختلف أنحاء البلاد، وفي مطلع هذا العام بدأت العمليات التي تقوم بها تقل نوعًا ما نظرًا لعملية التجديد والاعداد التي تقوم بها هذه اللجان.
ورد المتحدث الأسبق باسم بوزارة الداخلية، على مقولة أن أجهزة الأمن ألقت القبض على "كمال" حيًا وأعزل من السلاح وتم تصفيته عمدًا، أنه غير منطقي، لأن التخلص منه لن يفيد رجال الأمن، حيث أن ضبطه حيًا والحفاظ على حياته أفضل لأنه يعتبر مصدر قوي للمعلومات عن باقي قيادات الجماعة في الداخل والخارج.
وشدد "عبد اللطيف" على أن المعركة مازالت دائرة، مما يتطلب ضرورة اليقظة الأمنية التامة لرجال الأمن، وقيام أجهزة جمع المعلومات بإحباط مخططاتهم، التي من الواضح أنها شهدت تطور يحمل خطورة كبيرة على الأمن القومي، وتحديد قياداتهم في الداخل خاصة أنهم بدأوا يعتمدوا على تصعيد النساء للقيادة من أجل تضليل رجل الأمن.
من جانبه، قال أحمد بان الباحث في الشئون الإسلامية، إن طريقة قتل "كمال" توضح بأنه قتل خارج إطار القانون - على حد قوله، موضحا أن هذه العملية قد تفخخ المشهد بالكامل ويعيد تعبئة صفوف بعض أنصار الجماعة في اتجاه العنف، بعدما لاحت فرصة في السابق للوصول إلى تسوية في السابق بين الدولة والجماعة.
وأضاف "بان" في تصريح لمصراوي، أن محمد كمال خرج من المشهد في 7 مايو 2016، عندما أعلن في تسجيل صوتي استقالته من كل المناصب الإدارية في الجماعة، ودعا القيادات التاريخية إلى الانزواء والتراجع وإفساح المجال لقيادات شابة جديدة، تكون أقدر على قيادة المرحلة، مؤكدًا أنه لم يعد قائدا للجان النوعية منذ 4 أشهر، وأن موته بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت بدا وكأنه إجراء لـ"دعشنة" ما تبقى من عناصر الإخوان، على غير ما يتوقعه بعض الواهمين داخل الدولة أن هذه فرصة لتصفية كل الاتجاه الإسلامي وتطويقه عبر القبضة الأمنية الشديدة وتنفيذ عمليات التصفية التي بدأت في أكتوبر من العام الماضي في أعقاب اغتيال النائب العام، مشيرًا إلى أن هذا السياق غير دستوري، يعبئ من كان يراهن على العمل السلمي، مما يقوي جناح محمد كمال على حساب جناح محمود عزت.
وأكد الباحث في شئون الجامعات الإسلامية، أن محمد كمال بموته أصبح أكثر قوة من حياته، وباتت أفكاره محل ثقة لدى بعض الأطراف داخل الجماعة وخصوصًا الشباب، وبالتالي ترى من يدفع باتجاه "عسكرة" الجماعة وتعبئة أنصارها تجاه العنف، مما يفتح الباب أمام عمليات انتقامية ومسلسل دامٍ بين الدولة والجماعة في الأيام القادمة،،خاصة أن الدولة أثناء صدامها مع الجماعات الإسلامية وتنفيذ عمليات التصفية كانت تقوم بتوثيق لحظات القتل أو إذاعة أقوال شهود تدعم روايتها، وهو ما لم تقدمه الداخلية في واقعتي تصفية ناصر الحافي و8 من رفاقه وواقعة اغتيال "كمال" مما يؤكد رواية اغتياله عن عمد - على حد زعمه.
وأوضح "بان" أن المشهد أصبح معقدا وملبدا بالغيوم، بعد أن أصبح هناك جناح متطرف داخل الدولة يسعى لتأجيج الصراع بين الجماعة والدولة - على وصفه، مشيرًا أن تصفية كمال ستدعم نزعة العنف داخل الجماعة وتترسخ قناعة لدى الجانب الإخواني أن النظام لا يفهم إلا لغة الرصاص وأن المعركة لن تنتهي الآن.
فيديو قد يعجبك: