بالصور والمحاضر.. حكاية "فرقة مسلحة" تبث الرعب في الطالبية

كتب-محمد شعبان:

يشهرون أسلحتهم الآلية في وضح النهار على مرآى ومسمع من الجميع، يشكلون نصف دائرة حول زعيمهم الروحي، بينما يحمل بعضهم حقائب مُملوءة بالذخيرة.. ماسبق ليس مقطعًا سينمائيا أو رواية من نسج الخيال، لكنها مأساة على أرض الواقع يعيشها أهالي شاريع العروبة وعز الدين عمر بمنطقة الطالبية في الجيزة.

"نعيش في جحيم ورعب مُستمرين، نشعر كأننا في دولة داخل الدولة،" يقول "أ.ص"، أحد سكان شارع العروبة، موضحا أن عصابة يقودها شخص يُدعى "كمال.ع"، تضم نحو 50 مُسلحًا من أرباب السوابق والهاربين من الأحكام القضائية بصعيد مصر على غرار فيلم "الجزيرة"، بحسب قوله.

ويوضح أن قائد العصابة ترجع أصوله إلى محافظة قنا، يتخذ من استراحة بمنطقة الرشاح القريبة من شارع عز الدين عمر بالطالبية مقرا له ونقطة انطلاق لتنفيذ جرائم السطو على الأراضي والعقارات بوضع اليد ومساومة مالكيها دون رقيب، بحسب قوله.

يلتقط "حمادة.ع"، أحد سكان المنطقة، أطراف الحديث ليصرخ "استعراض للسلاح وبلطجة، في عز الضهر ومفيش حد يحمينا من عصابات السلاح".

وأكد "كان بيقول وسط الناس إنه مسنود من الحكومة".

وزعم "م.ن"، حارس عقار بالمنطقة، ان العصابة حاولت الاستيلاء على فندق سياج الموضوع تحت الحراسة القضائية. وقال "عناصر العصابة هاربين من الثأر وأحكام قضائية بجرائم قتل ومخدرات وتجار سلاح.. محدش عارف يعملهم حاجة."

وقال محام يقطن بمنطقة العروبة - رفض ذكر اسمه - "عضو مجلس شعب شهير يتدخل لإتقاذ كمال ورجاله لما بيتقبض عليهم"، مضيفا "لو دخلت استراحته هتلاقيه معلق صوره مع وزراء والفريق سامي عنان لإقناع الأهالي بنفوذه".

وأكد المحامي أنهم تقدموا بعدة بلاغات وشكاوى إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومديرية أمن الجيزة؛ لحمايتهم من بلطجة هذه العصابة، لكن دون جدوى.

وحصل مصراوي على أرقام 3 محاضر تم تحريرها بقسم شرطة الطالبية منذ أسبوعين، حملت أرقام ( 9296 لسنة 2016، و 18762 لسنة 2016، و18530 لسنة 2016) جميعها حملت نفس الاتهام وهو تعدي بالأسلحة الآلية والشوم، علاوة على محاضر أخرى حُررت بقسم شرطة الهرم، لم يتسن الحصول على أرقامها.

وأكد مصدران بمديرية أمن الجيزة، والثاني بقسم شرطة الطالبية تحرير محضر - في وقت لاحق - ضد أبناء "كمال. ع"، عقب إلقاء القبض عليهم، وأضافا أنه تمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام ثم جددت لهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، قبل أن تتخذ قرارا بإخلاء سبيلهم على ذمة التحقيق.

وشدد المصدران، على أن أجهزة الأمن تحت إشراف اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، لا تدخر جهدا في التصدي لأعمال البلطجة، وترويع المواطنين الآمنين، موضحين أنه لا يوجد أحد فوق القانون.