نيفين لطفي.. ضحية "سيتي فيو".. "أم العمال" في بنك أبو ظبي

كتب - محمد الصاوي:

حالة من الحزن عمت أركان المكاتب تضفى على المكان الذي لا يفقه إلا لغة المال والأعمال، الموظفون في حالة حزن واضح، غالبيتهم ترك المكاتب وغادروا للخارج يدخنون السجائر بشراهة، وبات محور حديثهم السيدة نيفين لطفي - الرئيس التنفيذي لبنك أبو ظبي، و التي لقيت مصرعها صباح أمس، داخل مسكنها بكمبومند "سيتي فيو" على يد فرد أمن.

قالت سعاد - الموظفة بالبنك والمسؤولة عن تقديم البريد والشيكات الخاصة لنيفين لطفي، إن آخر مرة رأتها فيها قبل الواقعة بيوم واحد، وكانت تبدو في حالة طبيعية ومبتسمة كعادتها، مشيرة إلى أنها بحكم عملها لم تلحظ أي خوف من إقامتها بمفردها "دي ست جبارة وقوية لأنها كانت شخصية مصرفية من الطراز الأول".

وتضيف "سعاد"، أن السيدة نيفين كانت تقوم بأعمال خيرية كثيرة، حيث كانت تتبرع للعديد من المؤسسات الخيرية والمستشفيات الحكومية فضلًا عن صندوق "تحيا مصر"، مؤكدة أنها كانت تتبرع بمبالغ كبيرة جدًا، وتقول سعاد وهي تبكي:"بالصدفة عرفت أستاذة نيفين أنه في عامل نظافة بالمصرف تعرض لحادث سير على الطريق الدائري وحالته المادية ضعيفة قامت على الفور بتوفير سيارة إسعاف مجهزة وتكفلت بمصاريف علاجه وأصرت على تقديم الخدمات الطبية له داخل مستشفى البنك الأهلي وأرسلت له مبلغ ليتمكن من إعالة أسرته".

وعثرت قوات أمنية بقسم شرطة أول أكتوبر على جثة المجني عليها، داخل فيلتها، بـ"كمبوند" فيو سيتي، صباح أمس غارقة في دمائها، وقال "محسن. م" 65 عاما، لواء بالمعاش، زوج شقيقة الضحية، إنه اكتشف مقتلها، بعد صعوده إلى الجناح المنفصل الذي تقيم فيه بمفردها في الطابق العلوي، وأشار إلى أن باب الجناح كان مغلقًا، ولم تكن مفاتيحه موجودة، وعثر عليها جثة هامدة، فأبلغ رجال الشرطة.

ويلتقط محمد عبد الفتاح - موظف الأمن بالمصرف، طرف الحديث قائلًا: "الست دي مفيهش في طيبتها ولا كرمها حد"، ويشير إلى أنه دائمًا ما يستقبل أناس غير قادرين ماديًا يطلبون مقابلتها لمساعدتهم وكانت تقابلهم شخصيًا وتوفر لهم ما يحتاجون بل وأكثر "عمرها ما كسرت بخاطر حد".

أمام مبنى المصرف وقف تامر ومجدي السائقين اللذان يعملان مع "نيفين" في حالة حزن وبكاء فيما يقدم لهم زملائهم التعازي ويشدون من أزرهم، وقال مجدي: "مدام نيفين عمرها ما هتتعوض كانت بتعاملنا كأننا أولادها"، ويضيف أعمل معها من 13 عام لم تسئ إلي في أي وقت على مدار تلك الفترة.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل فيها كده.. أنا اتصدمت لما عرفت كنت حاسس أن أمي هي اللي ماتت".

فيما يقاطعه "تامر": مدام نيفين كانت بتعمل خير كتير وعمرها ما أعلنت ده وكانت بتزعل جدًا لما حد يطلع أي سر عن الأعمال دي"، مؤكدًا أنها كانت تساعد كل من يطلب ومن يتعفف من الناس، وأنها كانت تصرف من ميزانتيها الخاصة رواتب لكل العمال وموظفين الأمن بمقر سكنها بل أنها فعلت ما هو أكثر غرابة من ذلك حيث قامت بزيادة مرتبات بالتوزاي مع زيادة الحكومة وللأسف كان منهم كريم الذي قام بقتلها".

فيما علق أسر هاني - رئيس إدارة العلاقات العامة بالمؤسسة: "المصرف كله حزين وفي حالة عزاء بعد رحيل مدام نيفين"، فيما يتابع "حسام.أ" موظف أمن: "عمري ما شفت في جدعنتها ولا شخصيتها.. خسارة يتعمل في واحدة زيها كده.. دي تعتبر اقتصاد دولة وموتها خسارة للبلد كلها".

وألقي رجال مباحث الجيزة القبض على عاطل يدعى "كريم.ص" - 29 عاما، فرد أمن سابق بالكمبوند، مشتبه في قتل نيفين لطفي الرئيس التنفيذي بنك أبو ظبي الإسلامي، ظهر الأربعاء.

واستمعت النيابة برئاسة المستشار محمد يسري - رئيس نيابة أكتوبر أول، لأقوال "محسن. م. م - 65 سنة"، لواء قوات مسلحة بالمعاش، والذي اكتشف مقتل المجني عليها، وأفاد في أقواله إنه اكتشف مقتل شقيقة زوجته بعد صعوده إلى الجناح المنفصل الذي تقيم به بمفردها في الطابق العلوي، وأشار إلى أن باب الجناح كان مغلقًا، ولم تكن مفاتيحه موجودة.

اقرأ أيضًا:

الداخلية تكشف كيف حلت لغز مقتل نيفين لطفي في 24 ساعة

مصراوي داخل مجمع ''سيتي فيو''...هنا قتلت رئيسة بنك أبوظبي في مصر