إعلان

بالصور - تفاصيل يوم بكت فيه "العباسية"

05:55 م الأحد 11 ديسمبر 2016

كتب - صابر المحلاوي:
تصوير – نادر نبيل:

الساعة تشير إلى العاشرة إلا ثلاث دقائق، الشوارع هادئة لا أحد بها؛ حيث اليوم الأحد "إجازة رسمية" - الذي يوافق ذكرى المولد النبوي -، وهو اليوم ذاته الذي يذهب فيه الأقباط لأداء صلاتهم داخل كنائسهم.

دوي انفجار شديد، هزّ المنطقة بأسرها، اتجهت الآذان صوب مصدر الصوت، فيما اتجهت العيون نحو الكاتدرائية بالعباسية، داخل هذا المكان حدث الانفجار، خلف ما يزيد عن 25 قتيلاً وعشرات المصابين.

سيارات الشرطة تجوب المكان وتواجد مكثف لرجال الشرطة، في مشهد بدا أكثر غرابة عندما وقف أهالي المنطقة بالمتظاهرين في التوافد وقت الظهيرة لم يكونوا أقباطًا فقط بل كانوا مسلمين أيضا، مرددين هتافات تطالب بإقالة وزير الداخلية، بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد.

الانفجار أثار الزعر بين أهالي العباسية، فأخذ كل منهم يهرول نحو الانفجار والذهاب للكنيسة، فيما قام المتواجدون بنقل المصابين للمستشفيات المجاورة لإسعافهم.

إحدى شهود العيان، قالت إنها دخلت الكنيسة أكثر من مرة في ظل وجود غياب أمني ملحوظ، فيما أشارت "س. ح."، سيدة قبطية بالقول "قبل الانفجار ذهبت لخارج الكنيسة من أجل شراء أشياء وأثناء ذلك فوجئت بسماع دوى انفجار ضخم وبعدها حدثت حالة من الذعر بين المواطنين المتواجدين فى الشاع الذين قاموا بالفرار خوفا من صوت الانفجار".

واختلف المشهد كثيرًا بالشوارع؛ بعدما وقف الكل أمام مستشفى دار الشفاء بالعباسية للتبرع بالدم، فيما وقعت اشتباكات بينهم بعد الاشعارات التي يرددونها.

حطم الانفجار المكان بالكامل الذي وقع به داخل الكنيسة لم يتبق سوى آثار دماء بالمكان.

وكلف النائب العام المستشار نبيل صادق، أعضاء من النيابة العامة بالتحرك العاجل لموقع تفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وإجراء التحقيقات الفورية للتوصل إلى كيفية ارتكاب الحادث.

وكشفت المعاينة الأولية للنيابة العامة، التي أشرف عليها المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام وفريق موسع من 3 نيابات لموقع حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية – أن التفجير قد وقع في الجانب الذي تجلس فيه السيدات أثناء أداء الصلوات، وأن هذا الأمر بدا واضحًا من وقع آثار التفجير وتناثر الأشلاء ومحتويات القنبلة المستخدمة.
وكان النائب العام قد وصل إلى موقع الحادث، وشارك في المعاينة التي يجريها المستشار حماده الصاوي المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة، والمستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، والمستشار عبد الرحمن شتله المحامي العام لنيابات غرب القاهرة الكلية، والفرق الكاملة للمحققين بالنيابات الثلاث.

وأمرت النيابة العامة بالتحفظ على بعض المتعلقات المتناثرة في مسرح الحادث، وتكليف المعمل الجنائي وخبراء المفرقعات بفحصها فنيا حتى يتم التوصل من خلالها إلى طبيعة المواد التي استخدمت في صناعة العبوة الناسفة، ورفع آثار الانفجار وفحصها وبيان دلالتها وإعداد التقرير الفني اللازم.

كما أصدر النائب العام أوامره بانتقال الأطباء الشرعيين إلى مستشفيات الدمرداش ودار الشفاء والزهراء، والتي تتواجد بها 25 جثة سقطت جراء الانفجار، لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد أسباب الوفاة لكل منها على وجه الدقة داخل المستشفيات الثلاثة، بدلا من نقل الجثامين إلى مقر مصلحة الطب الشرعي، وذلك مراعاة للحالة النفسية ومشاعر أهالي المجني عليهم القتلى.

وقام المستشار نبيل صادق أثناء المعاينة بالاستماع إلى شرح تفصيلي من المستشارين رؤساء فرق المحققين، حول ما تم التوصل إليه من معلومات أثناء المعاينة، وقام بالدخول إلى منطقة بؤرة التفجير للوقوف على آثار الانفجار ونطاق الموجة الانفجارية والتلفيات التي تسبب فيها التفجير.

وأثناء التجمعات وصل إلى مقر الكنيسة رئيس الوزراء شريف اسماعيل، ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار، والنائب العام المستشار نبيل صادق، للتأكد من الحالة الأمنية بالمكان وتكليف رجال الأمن بضبط الجناة.

وقالت مصادر أمنية وكنسية أن مجهولا ألقى قنبلة داخل في قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية ما أدى أيضا إلى تحطم محتويات القاعة. وهناك أضرار مادية في مبنى الكاتدرائية، المقر الرئيسي للبابا تواضروس الثاني الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، المتواجد حاليا في اليونان.

وأدان الأزهر الحادث، وقال مستشار شيخ الأزهر محمد مهنا أن الانفجار "لن ينال من وحدة الوطن وأبنائه، مشددا على أن الشعب المصري أكثر وعيا من أن ينال المجرمون من وحدته".

ووجه وزير الدفاع بعلاج المصابين في مستشفيات القوات المسلحة على الفور.

والانفجار هو الثاني الذي يصيب القاهرة الكبرى في أقل من يومين، حيث قتل 6 من رجال الشرطة في انفجار استهدف قوات الأمن عند مسجد السلام في شارع الهرم بمحافظة الجيزة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان