إعلان

مصراوي في منزل شهيد "تفجير الهرم".. ووالده: حيطان البيت بتبكي عليه

09:50 م الثلاثاء 13 ديسمبر 2016

كتب- صابر المحلاوي:
في شارع المنيا بمنطقة العمرانية، خيّم الحزن والحسرة على أرجاء منزل مكوّن من 6 طوابق للملازم أول أحمد عز الدين، الذي استشهد متأثراً بجراحه مع 5 آخرين كلفوا بحماية الكمين الذي استهدف يوم الجمعة الماضي، في محيط مسجد السلام بالهرم.

كانت عبوة ناسفة قد انفجرت بالقرب من تمركزين أمنيين بمحيط مسجد السلام بشارع الهرم، الجمعة الماضية، ما أسفر عن استشهاد 6 من قوات الأمن (ضابطين – أمين شرطة – 3 مجندين)، وإصابة 3 مجندين آخرين.

"حيطان البيت بتبكي عليه"، قالها والد أحمد، مضيفا "نفسي أسأل اللي قتلوه قتلتوه ليه؟.. ذنب ابني إيه؟.. ده متخرج من سنة ونص بس". ولم يستطع أن يتمالك نفسه وأجهش في البكاء.

تعود به ذكرياتهما سوياً، فيقول الوالد "أنا فاكر آخر مره شفته فيها.. كان في نفس اليوم المشئوم، الجمعة الصبح". وأضاف "مكنتش عارف إني دي أخر مرة هشوفه.. روحت أصحيه الساعة 9 الصبح وفطرت معاه، قبل ما ينزل يروح شغله".

"وأثناء ذهابي إلى المسجد لصلاة الجمعة، وعند دخولي الباب، اتصلت زوجتي بيا للاطمئنان على أحمد، بعدما علمت أثناء استقلالها إحدى وسائل المواصلات بوقوع انفجار بالهرم"، ويستطرد الوالد "جاوبتها بأن أحمد نزل تأمين النهاردة، وكان برفقة شقيقه إسلام الساعة العاشرة إلا ربع، ما كنتش أعرف إن ابني كان ضمن الانفجار.. بس قلبي وجعني وقتها".

وبعبارات ممزوجة بالحزن يُضيف "ذهبت وقتها لمكان التأمين، وجدت المكان ممتلئ بقوات الشرطة، ودماء على الأرض، جريت أشوف ابني"، لافتا بأن شرطي أجابه "ابنك في المستشفى وهو كويس"، لكن مع اقترابه للاستفسار، اصطحبه مأمور قسم العمرانية قائلا "ابنك شهيد عند ربنا"، ليتلقى الخبر كالصاعقة "مش عارف هروح أقول لأمه أيه.. هي كانت حاسة".

وأشار والد "الملازم أحمد عز" إلى أنه توجه لاستلام الجثمان، وعند إخباره بأن الجثمان سيتم نقله لأكاديمية الشرطة بعد عمل جنازة عسكرية؛ رفض، وقال "كفاية لحد كده.. ابني مات يوم الجمعة وهدفنه يوم ما مات، مش محتاج استعراض".

وردد الأب المكلوم "عمره ما بخل على حد. وقت العزاء قامت سيدة بالصراخ قائلة مرتبي انقطع اليوم، موضحة بأن الضابط كان شهريا يعطيها راتبا لعدم وجود أحد بجوارها"، موضحا أنه كان دائما يسعى لحل مشكلات محتجزي قضايا الشيكات، وعدم سجنهم.

لم يكن الأب فقط هو من يكشف محاسن الضابط الشهيد، فقد وقف أمين شرطة داخل قسم العمرانية قائلا: "القسم خسر أحسن الناس كان دايما يجيب لنا فطار على حسابه".

بينما يترحم عليه حارس العقار المجاور للشهيد، قائلا "كان طيب القلب لا يضيع صلاته ومعاملته حسنة مع الأهل والجيران، ولم يبخل على أحد".

واختتم الأب حديثه لمصراوي قائلا "الكل بيدعي طيلة حياته بأن يموت على كلمة التوحيد، أحمد قال الشهادة مرتين على إيد الرائد رامي حسين.. حيطان البيت بتبكي عليه.. حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان