حكاية التمساح الذي هاجم الشرطة وسر المليون جنيه في امبراطورية "كوريا" بالقليوبية
كتب - فتحى عمر:
"كوريا والدكش" أسماء ذاع صيتها بجميع الأوساط الإجرامية، في الآونة الأخيرة وعصابات الصنف والسلاح، حتي أن أصحاب صغار الدواليب و"الديلر"، كانوا يحلمون الوصول إلى مكانة هذين الاسمين في سوق الإجرام، وكانت قيادات أمنية رفيعة المستوي تتعامل بشكل شخصي مع كوريا والدكش عبر التليفونات حتي أن حكاية مدير مباحث سابق للقليوبية كان يتصل هاتفيا بكوريا عند قيام أحد أفراد عصابته وأتباعه بسرقة سيارة لإعادتها مرة أخري بمنطق "سيب وانا اسيب" باتت تلوكها ألسنة صغار الضباط بالقليوبية.
"كوريا"
"كوريا" لم يكن إلا واحدا من هؤلاء فقد تحدى أجهزة الأمن أكثر من مرة واعتدى على رجال الشرطة بالسلاح والذخيرة الحية، وكانت يد رجال مباحث القليوبية رخوة في التعامل معه، وتنقل هروبا إلى أكثر من مخبأ في مناطق القليوبية، وكان له قصر وأكثر من فيلا وأفراد عصابته لتجارة الهيروين والحشيش والسلاح تخطت 30 بلطجي من عائلته وآخرين، وكان متعدد العلاقات بعصابات أخرى بمناطق السحر والجمال بالإسماعيلية لتجارة الهيروين حتى أن قيادات الأمن العام ومباحث وزارة الداخلية جمعت معلومات للإيقاع به من عناصر إجرامية بمناطق السحر والجمال خلال مداهمات وحملات لتطهير تلك البقعة المنتشر بها مدمنين ومدمنات من شتى أنحاء الجمهورية.
القبض
القصة التي رواها شهود عيان خلال التحقيقات تقول إن كوريا هرب في سيارة "سوزوكي" أخذها بالإكراه من صاحبها بعد تعديه بالذخيرة الحية على الشهيد المقدم مصطفي لطفي رئيس مباحث شبرا الخيمة وتركها بمنطقة "المعدية" وكان في انتظاره بعض رجاله الذين قاموا بإعادته إلى منطقة الجعافرة مرة أخرى.
سر مليون جنيه
شهود عيان بجوار الحادث سمعوا وابلًا من إطلاق الرصاص فجر يوم الواقعة ووجدوا بعد ذلك جثة الشهيد مصطفى لطفي وفوارغ لعشرات الطلقات النارية خرجت من بندقية كوريا أثناء التعامل مع قوات الأمن في الشقة التي استأجرها وكانت تقيم بها أمه - حسبما ردد شهود عيان بالمنطقة – وأحد صغار البلطجية بالمنطقة عثر على حقيبة بها مليون جنيه وكمية من مادة الهيروين المخدر، كانت بحوزة المتهم الرئيسي ليتمكن من الاستمرار بتجارته والأنفاق على رجاله، إلا أن أجهزة الأمن تمكنت من إعادة الحقيبة والمواد المخدرة.
الداخلية تبدأ الحرب بحركة تغييرات
بعد حالة الخلل الأمني التي حدثت بالمنطقة الأكثر رعباً وسطوة لعصابات الإجرام الأمر الذي دفع وزير الداخلية لأجراء حركة تغييرات سريعة انتهت بإبعاد اللواء عرفة حمزة مدير المباحث ومدير البحث الجنائي وقيادات مباحثية وتعيين اللواء دكتور أشرف عبدالقادر مديرًا لمباحث القليوبية.
تمساح ببحيرة صناعية أمام قصر كوريا
عثرت قوات الأمن على حيوانات مفترسة كان قد تم وضعها للحيلولة دون وصول قوات الأمن ومنها تمساح كبير يبلغ طوله 4 متر ببحيرة صناعية أمام قصر كوريا، جلبه المتهم لكي يتمكن من إرهاب القوة الأمنية حال الاقتحام، وتعطيلهم حتى يتمكن من الهروب، فيما ذكر البعض أنه كان يستخدمه لإفزاع التجار الصغار، وعندما قامت قوات بالاقتحام إلا أن قوات الأمن تعاملت معه وتم القضاء عليه بـ 40 رصاصة قبل أن يتمكن من إصابة أحد رجال الأمن.
عاصمة الهيروين
قوات الأمن تواصل خطة تطهير زراعات القليوبية ومنطقة الجعافرة مثلث الرعب بالتزامن مع تطهير فلول تلك العصابات الهاربة الي منطقة السحر والجمال " عاصمة الهيروين" التي تأوي عشرات من تجار الصنف في مصر.
"سوق البودرة"
فلول عصابات القليوبية بعضهم هرب إلى منطقة "السحر والجمال" بالإسماعيلية المكان الذي يطلق عليه المدمنون "سوق البودرة" في صحراء التل الكبير ويديره مجموعة من العربان والهاربين من الأحكام، ويحصلون على المادة المخدرة من "الهيروين" من خلال تهريبها من شمال سيناء عبر دروب وسط سيناء حتى أبو صوير بالإسماعيلية إلى أن تصل إلى منطقة السحر والجمال، حيث البيع بطريقة التذاكر.
المكان معروف للغاية لـ3 فئات، تجار المخدرات وراغبي تعاطى الهيروين إضافة إلى الشرطة التي تحاول إنهاء هذه الأسطورة.
منطقة "السحر والجمال" مكان يستطيع فيه أصحاب التجارة المحرمة تخزين بضائعهم بكل بساطة والحصول على حماية مسلحة قادرة على التصدي للشرطة بسهولة، بالإضافة إلى قدرة متعاطي المخدرات بأنواعها بداية من الأقراص المنشطة إلى البودرة والماكس على الحصول عليها بأسعار تصل لنصف السعر المتداول في المناطق الداخلية بالقاهرة وبقية المحافظات.
يشغل المكان مساحة كبيرة تحيطها بعض الأشجار العالية والأبنية المتباعدة وعدد قليل من الفيلات التي تبدو مهجورة ومن الصعب أن تقتحم الشرطة المكان إذ يوجد أكثر من 10 أبراج مراقبة مخفية بين الأشجار، حاملة "ناضورجية"، مسلحين بمدافع متعددة الطلقات و"آر بى جى"، مهمتهم التحذير من قوات الأمن، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية، وتوجد خنادق لإخفاء البضاعة حال نشوب أي اشتباكات بين التجار ورجالهم والشرطة.
فيديو قد يعجبك: