إعلان

كيف أنقذ حماس "الشلقاني" وجهود 142 من رجاله أبورواش من كارثة محققة؟

12:01 ص الجمعة 12 أغسطس 2016

كتب - محمد شعبان:

يواصل رجال الحماية المدنية بالجيزة، تقديم المثل والقدوة في التضحية، دون الخوف من الموت الذي لا تفصلهم عنه سوى أمتار قليلة، يقتحمون ألسنة النيران، ينقذون المواطنين دون انتظار شكر أو ثناء من أحد.

الثلاثاء الماضي، كانت منطقة أبورواش، وتحديدًا بطريق مصر إسكندرية الصحراوي بالقرب من القرية الذكية على موعد مع واحدة من أكبر وأصعب الحرائق التي شهدتها محافظة الجيزة، حيث حريق مصنع موبيكا لتصنيع الأثاث والديكور.

البداية، تلقى اللواء مجدي الشلقاني، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، إخطارًا من غرفة العمليات بتصاعد أدخنة كثيفة من أحد مخازن مصنع موبيكا.

ودفع اللواء أسامة شعبان، مدير الحماية المدنية بالجيزة، بـ12 سيارة إطفاء و2 خزان استراتيجي سعة الواحد 35 طنًا، بقيادة اللواء هاني سعيد، مدير قسم الإطفاء، والعميد إبراهيم حافظ، رئيس قسم العمليات، والعميد وسيم شاهين، رئيس جهاز الحماية المدنية، والعميد خالد المراكبي، رفقة فريق من ضباط وأفراد الحماية المدنية.

أصوات انفجارات متتالية لبراميل التنر، ألسنة اللهب في كل مكان، أدخنة كثيفة، تصف هذه الكلمات موقع الحريق فور وصول رجال الإطفاء، الذي تيقنوا أنهم امام مهمة ليست بالسهلة في ظل سعيهم للحفاظ على أرواح العمال أولا، ثم تقليل حجم الخسائر، ومنع امتداد ألسنة النيران إلى المصانع المجاورة.

وواجه فريق الإطفاء صعوبات عدة، أبرزها وجود كميات كبيرة من التنر، والمواد الكيماوية شديدة الخطورة كونها سريعة الاشتعال، والمشغولات البلاستيكية والزينة الخشبية.

ورغم ترقيته إلى منصب مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، أصر اللواء مجدي الشلقاني، مدير الحماية المدنية بالجيزة السابق، على التوجه إلى موقع الحريق، والتواجد رفقة رجاله مستعيدًا ذكريات أصعب الحرائق التي واجهها رفقتهم بنجاح.

ويُفاجئ رجال الإطفاء بتوقف سيارة بموقع الحريق، يترجل منها "الشلقاني" مرتديًا "بدلة وكرافتة"، وفي مشهد أصاب الجميع بالدهشة، يرتدي صاحب الـ60 عامًا بدلة الوقاية من الحرائق تاركًا "الأناقة والشياكة".

وبصوته الجهوري كما اعتاد رجاله، "مفيش حريق يقدر يقف قدامنا، احنا رجالة الحماية المدنية"، ليشعل الحماسة بين صفوف الجميع، ويتناهى إلى سمعه أحد الأفراد يقول لزميله "مساعد الوزير قلع بدلته وشغال معانا، يالا ياض، شد حيلك".

ويقرر اللواء مجدي الشلقاني بالتنسيق مع اللواء أسامة شعبان، زيادة الدعم، ليصل إجمالي سيارات الإطفاء نحو 40 سيارة، و5 خزانات مياه، و120 فردًا، و22 ضابطًا مدعومين بسيارات إطفاء تابعة للقوات المسلحة.

ونجح رجال الحماية المدنية بقيادة اللواء هاني سعيد، في محاصرة ألسنة النيران في مساحة 5 آلاف متر بدلا من 50 فدانًا، في شئ يشبه الإعجاز، لتدأ عمليات التبريد؛ لمنع تجدد النيران وسط حالة من الفرحة العارمة بين الضباط والأفراد المشاركين في عملية الإطفاء؛ لنجاحهم في إخماد الحريق.

واقتصرت الخسائر على تفحم محتويات 4 مخازن بالمصنع - تقدر بملايين الجنيهات - وإنقاذ باقي محتوياته من جهة، والمصانع المجاورة من جهة أخرى، والمنطقة الصناعية من كارثة محققة.

وحرص اللواء مجدي الشلقاني، على توجيه الشكر لكافة الضباط والأفراد، واصفًا ما بذلوه من جهد كبير بـ"الملحمة".

الشلقاني: "هما دول رجال الحماية المدنية"

بدوره، قال اللواء مجدي الشلقاني، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، إن رجال الإطفاء بذلوا مجهودًا كبيرًا للسيطرة على حريق مصنع موبيكا للأثاث والديكور.

وأضاف "الشلقاني" - في تصريحات خاصة لمصراوي - أن سرعة انتقال رجال الإطفاء إلى محل البلاغ، كان له مفعول السحر، وأثر كبير في السيطرة على حريق خلال 4 ساعات.

وأشار اللواء مجدي الشلقاني، إلى أنه تم محاصرة ألسنة النيران، وإنقاذ والسيطرة على الحريق وإخماده دون وقوع إصابات، مؤكدًا أن رجال الحماية المدنية "الأبطال" نجحوا في منع امتداد الحريق إلى المصانع المجاورة.

 

فيديو قد يعجبك: