لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد استهداف كمين المنوفية.. الداخلية تعلن الحرب على "الذئاب المنفردة"

03:45 م الإثنين 22 أغسطس 2016

كتب – فتحي عمر:

شهد كمين "العجيزى" الكائن بالطريق الإقليمي بدائرة مركز شرطة السادات المنوفية، هجومًا إرهابيًا الأحد، من قبل 3 مجهولين قاموا بإطلاق النيران على القوة الأمنية ثم لاذوا بالفرار، وأسفر الهجوم عن استشهاد كلٍ من مساعد شرطة محمد شعبان السيد، والمجند يوسف أحمد يوسف، وإصابة أميني شرطة ومجند وأحد المواطنين تصادف وقوفه بنقطة التفتيش.  

وأكدت وزارة الداخلية، أنه تم الدفع بقوات العمليات الخاصة، لتمشيط محيط الحادث والزراعات لضبط الجناة، كما أنه تم تشكيل فريق بحث جنائي للكشف عن ملابسات الحادث والجهة التابع لها الجناة.

وأشار مصدر أمني بمديرية أمن المنوفية، أنه ليس من المستبعد أن يكون المتهمين ليس لهم تنظيم معروف أو جماعة متطرفة بعينها، وأن يكونوا ضمن خلايا "الذئاب المنفردة"، وأن الاجهزة الأمنية تسابق الزمن من أجل ضبطهم للوقف على من وراء هذه النوعية من العمليات.

"الذئاب المنفردة".. هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما - وفق خبراء أمنيين، ويطلق هذا الوصف أيضا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى وتتبنى هذا النوع من الهجماتِ المنفردة جماعاتٌ مسلحة من بينها "أنصار الشريعة" وأنصار بيت المقدس وولاية سيناء وتنظيم الدولة وحركات أخرى متطرفة.

وقامت جماعات مسلحة بتنفيذ عشرات الوقائع بتلك الطريقة عن طريق مسلحين يستقلون دراجات بخارية يستهدفون أقوالا أمنية ثابتة ومتحركة، يصعب على قوات الأمن السيطرة ملاحقتهم لأنهم يقومون برصد أهدافهم والهجوم عليها بسرعة ثم الهروب وسط الزراعات أو الصحاري أو العمارات السكنية والشوارع الضيقة.

رغم كثرة الحوادث التي ارتكبتها الجماعات بتلك الطريقة، إلا أن وزارة الداخلية قامت بتقويض وتضييق الخناق على مرتكبيها؛ من خلال الدفع المعلوماتي ونجاح قطاع الأمن الوطني في التوصل إلى هوية معظم الجناة وإلقاء القبض على متطرفين وممولين من بينهم عناصر تنتمي إلى جماعات متطرفة وأخرى تنفذ خطط الجماعات الإرهابية مقابل تلقي أموال طائلة.

عدم وجود معلومات جنائية لبعض مرتكبي تلك الوقائع وسابقة تصرفات أو أراء متطرفة جعل التوصل إليهم غاية في الصعوبة، كما أنهم غالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص عاديين لا يثيرون ريبة في تحركاتهم وسلوكهم ويختفون بسهولة وسط المارة لذلك يستغرق القبض عليهم وجمع المعلومات عنهم في بعض الأوقات أوقات طويلة.

ينفذ مرتكبو تلك الوقائع عمليات عديدة منها زرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة وتفجيرها عن بعد أو شن هجوم فردي بسلاح أو تجنيد شخص داخل جهاز حكومي في دولة ما لتنفيذ عملية أمنية نوعية بتخطيط وتمويل ذاتي وبسرية تامة ويتحركون بأسماء وهمية وحركية.

يؤرق ذلك النوع من العمليات الأجهزة الأمنية ويعتبر صداعاً في رأس جميع الأجهزة الأمنية، وعقد وزيرا الداخلية السابق والحالي عدة اجتماعات أمنية موسعة مع مساعديهم، لمواجهة تلك العمليات النوعية والتصدي بكل حسم وقوة، ومنذ أن تولى اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية المنصب ركز على قطاع الأمن المعلوماتي ودفع بجنرالات لهم خبرات طويلة في التعامل مع ذلك الملف وأعاد ترتيب الأوراق داخل قطاع الأمن الوطني وضخ قيادات جديدة ساعدت في كشف عشرات الخلايا الإرهابية والتوصل إلى هوية منفذي عمليات إرهابية كبيرة أهمها مرتكبي عملية استهداف النائب العام الراحل المستشار هشام بركات ومحاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق .

اللواء حسام لاشين مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، قال إن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة تقوم بالترتيب والربط ومتابعة هذه العمليات لمعرفة تطور الأسلوب الدولي في الهجوم على الهدف حيث تبين من خلال دراسة بعض العمليات التي تم تنفيذها في سيناء والقاهرة أن هذه الجماعات المسلحة تقوم بطريقة الإلهاء أو وضخ خطط وشراك لخداع القوات وتشتيتها  حيث تستهدف عدة اهداف ثابتة ومتحركة في نفس الوقت مما تسبب في نجاح عدة عمليات ارهابية.

وأضاف "لاشين"، في تصريحات لمصراوي، أن تنفيذ عدة عمليات في وقت واحد يؤدي إلى بعثرة الخطط الأمني واصابة القوات بشيء من الذعر والارتباك مما يؤدي إلى نجاح الجماعات المسلحة في إصابة الهدف الرئيسي بسهولة ويسر وللتصدي لتلك الطرق قال مساعد الوزير إن قوات مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة والشرطة السرية يجب ان تواجه ذلك بتكتيك "الخطط المنفردة" والتي نجحت وزارة الداخلية والقوات المسلحة في الإيقاع وإفشال عشرات العمليات الإرهابية وكان اخرها مقتل 8 إرهابيين بالعريش اثناء تنفيذهم لعملية إرهابية والهجوم علي كمين لقوات الشرطة.

وحدد لاشين عدة طرق لمواجهة عمليات الذئاب المنفردة منها المتابعة ومسح المنطقة جويا وبريا اليقظة وعدم الانخداع والاعتماد على معلومات الأهالي والمواطنين ومعلومات الأجهزة الأمنية وخططها دراسة المنطقة وطبيعتها وتنفيذ الخطط الأمنية علي قدر المعلومات المتوافرة وتجنيد مصادر سرية من المضبوطين في عمليات مماثلة والتائبين وفحص المشتبه فيهم وفحص أعداد الجماعات المتطرفة وطرق تسليحها ومواقع الاختباء وإمكانياتها .

تابع مساعد الوزير : تكتيك المواجهة يتم بناء علي طبيعة المناطق التي يتم الهجوم عليها فمهاجمة المزارع تختلف علي الهجوم في المناطق الجبلية وقوات مكافحة الإرهاب استخدمت عدة طرق حديثة للقضاء علي ذلك الأسلوب حيث يتم ترتيب الخطة تحت اشراف قادة المأموريات بناء علي معلومات وطبيعة المنطقة ويتم مراجعة الأمور  ولا يتم التمشيط والمواجهة عشوائياً والاستعانة بالمدنيين ويجب توافر الحرفية في المواجهة والخطط الأمنية المنفردة وفقا لكل حالة وواقعة على حدة.

ودلَل لاشين، علي استغلال الجماعات المسلحة لعشوائية الخطط الأمنية ونجاحها في تنفيذ أغراضها بما حدث لرئيس مباحث شبرا الخيمة واستهدافه من عصابات إجرامية مسلحة بعد معلومات توافرت لديهم تفيد تحركه دون تنسيق مع قياداته، واصطحاب قوات قتالية كافية لضبط المجرمين، مما أدى إلى استشهاده وفشل المهمة وهروب المتهمين.

اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية أمر مساعديه بوضع تكتيك جديد وخطط  أمنية تتيح تضييق الخناق على مرتكبي حوادث الاغتيالات بطريقة " الذئاب المنفردة " لعناصر الجماعات الإرهابية والمسلحة ونشر الدوريات الأمنية والأكمنة الثابتة والمتحركة وفحص جميع مستقلي الدراجات البخارية وسحب الدراجات الغير مرخصة.

واستنفرت الأجهزة الأمنية بعد الحركة السنوية الأخيرة التي أجرها الوزير والدفع بقيادات جديدة لتجديد الدماء في عصب الجهاز الأمني، والاستفادة بخبرات بعض القادة مثل اللواء جمال عبدالباري مساعد أول وزير الداخلية مدير مصلحة الأمن العام الملقب بحوت المباحث الجنائية واللواء هشام نصر مدير مباحث الوزارة واللواء هشام العراقي مدير امن الجيزة واللواء مجدي عبدالعال مدير أمن القليوبية الجديد، اللواء خالد عبدالعال مساعد الوزير لأمن القاهرة واللواء عبدالعزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة وعدد كبير من مساعدي الوزير الذين بدأوا تنفيذ خططهم على أرض الواقع لضبط الإيقاع الامني وتضييق الخناق علي المجرمين والمتطرفين وجمع السلاح من قبضة محرزيه.

ووصل الفريق الأمني المكلف بضبط المتهمين في محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق الجمعة قبل الماضي إلى معلومات هامة في القضية – وفقاً لمصادر أمنية – ولم يفصح عن طبيعة المعلومات التي تم التوصل إليها حفاظاً علي سير التحقيقات وسرعة ضبط الجناة قائلا:" قريبا جداً سيتم القبض عليهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان