إعلان

"مصراوي" في منزل قتيلة الدرب الأحمر.. المتهم كان دائم الشجار مع والدته بسبب المال

06:58 م الثلاثاء 10 يناير 2017

المتهم

كتب - سامح غيث:

واجهة متواضعة من ست طوابق تراصت فوق بعضهما البعض، في شارع شعبي بمنطقة الدرب الأحمر، هنا كانت تسكن سيدة مُسنة تدعى "عطيات" 75 سنة، بمفردها قبل أن ينتقل نجلها ليقيم معها لتنتهي حياتها على يديه.

"مصراوي" توجه لمسكن الضحية، الذي يبعد عن قسم الشرطة بنحو 100 متر، للاستماع لروايات أقارب المجني عليها وجيرانها تعليقًا على ارتكاب الابن لجريمة قتل والدته، المسكن مُغلق.. فالأم أصبحت قتيلة والابن خلف القضبان، فالقاتل كان وحيدها بعد انفصاله عن زوجته.

يجلس أسفل العقار حارس يدعى، رجب عبد المجيد طلب قطب (48 عامًا)، بعد التعرف عليه وإقناعه بتبادل الحوار؛ راح ينظر للطابق السادس لتذكر تفاصيل الواقعة، قائلا: "انتقل المتهم للعيش برفقة والدته منتصف ديسمبر الماضي فاستبشرت الأم خيرًا بقدوم نجلها الذي ظنت أنه جاء لخدمتها بعدما أنهكها المرض وكبر السن، لكن مع مرور الوقت بدأ في التشاجر معها للحصول على أموال لشراء سيارة تساعده على التنقل بين عمله في مكتب للمحاماة والمنزل.

يستطرد حارس العقار حديثه والحزن يملئ عينيه، قائلًا، "الأم المسكينة رضخت لضغوط نجلها لمحاولة إرضائه فأعطته مبلغ 15 ألف جنيها، لكنه لم يكتفِ بذلك فطلب منها مضاعفة المبلغ لشراء السيارة، لترفض الأم، فتعدى عليها بالضرب حتى لفظت أنفاسها".

رواية ليوم الحادث

وعن يوم الحادث فيقول "قطب"، في تمام السادسة صباح يوم السبت قبل الماضي، فوجئ، بسيدة تحاول جذب مغسلة الموتى للعقار، وباستفساره منها عن سبب تواجد المغسلة، أخبرته بأن المجني عليها توفيت وهى تساعد نجلها في إجراءات الغُسل لدفنها، فسارع الحارس بإبلاغ سكان العقار بخبر وفاة جارتهم.

دقائق معدودة وتجمع سكان العقار داخل مسكن المجني ليجدوها مسجاة على الأرض، مُصابة بإصابات مُختلفة بالوجه واحمرار شديد حول الرقبة، بينما يقف بجوارها نجلها "محمد" والمحامية وزوجها.

تابع الحارس حديثه، عن وصول أجهزة الأمن فور علمهم بالحادث، وفي التحقيقات قال نجل القتيلة أنه حال عودته لمسكنه فوجئ بوفاة والدته، ولم يتهم أحدًا بارتكاب الواقعة.

نوبات صرع

على الجهة المواجهة للعقار، يجلس رجل في العقد الرابع من العمر، رفض الافصاح عن اسمه، لكنه أوضح أن المتهم يعاني من نوبات صرع، وأنه كان انطوائيا وليس له علاقة بالجيران.

باستدعاء مفتش الصحة تمهيدًا لاستخراج تصريح بالدفن، أفاد بتعذر تحديد سبب الوفاة لوجود إصابات بالجثمان، وتبين سلامة جميع منافذ الشقة، وبسؤال المبلغ لم يتهم أو يشتبه في أحد بقتل أمه، وتبين من التحريات، وفاتها إثر إصابتها بكدمات بالرأس والصدر والبطن والقدمين والذراعين والجانب الأيسر وكتم الأنفس ونزيف داخلى بالمخ، وبإجراء التحريات تم التوصل إلى أن الابن دائم مطالبة والدته بمبالغ مالية من المجني عليها والتشاجر معها والتعدي عليها بالضرب.

شهود رؤية

توصلت تحريات الشرطة بوجود شاهدي رؤية للحادث وهما "ياسمين" 44 سنة، موظفة، زوجة شقيق المُبلغ، و"أحمد" 31 سنة، مهندس، وأكدت الأولى بأنها توجهت لزيارة المجني عليها للاطمئنان عليها قبل الحادث بيومين، فتبين لها أنها في حالة إعياء شديدة وحاولت اصطحابها، إلا أن نجلها رفض ذلك، وأقر الشاهد الثاني بأن الابن كان دائم التشاجر مع والدته والتعدي عليها بالضرب، وباستدعائه ومواجهته؛ أقرّ بارتكابه الواقعة واعترف بقيامه بطلب مبلغ مالي من المجني عليها، وعقب رفضها تسليمه المبلغ قام بالتعدي عليها مُحدثًا تلك الإصابات التي أودت بحياتها.

تحرر عن ذلك المحضر اللازم ، وبعرض المتهم على النيابة العامة، قررت حبسة أربعة أيام على ذمة التحقيق، مع مراعاة عرضه فى الميعاد المحدد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان