حكاية "ضابط الفيس" المزيف.. استغل حلم "نجوى" بالزواج وابتزها بنشر صورها

كتب – فتحي عمر:
"أنا نجوى 32 سنة مقيمة بمنطقة الزاوية الحمراء".. بهذه الكلمات البسيطة قدمت "نجوى" نفسها لـ"طارق" بعد إلحاحه عليها للتعارف عبر "فيس بوك"، تشجعت الفتاة ووافقت على التعارف بعد أن قدم لها "طارق" كل ما تحلم به، فالشاب عرف نفسه على أنه "ضابط شرطة" واستغل حلمها بالزواج، إلا أنها فاقت على صدمة كبيرة بعدما ابتزها زوج المستقبل "الإليكتروني"، وهددها بنشر صورها الخاصة إذا لم تدفع له 5 آلاف جنيه.
3 شهور.. كانت كل عمر علاقة الضابط المزيف مع "نجوى"، بدأت بالتواصل عبر دردشة "فيس بوك"، وقال الشاب الذي قدم نفسه على أن اسمه "طارق" للفتاة إن والديه متوفيين، وإنه يسكن بمفرده داخل شقة بمنطقة باب الشعرية.
وتعززت "علاقة الفيس بوك" سريعا بين الاثنين، وعرف "طارق" على تفاصيل حياة "نجوى" وصور خاصة بحجة أنه سيعرضها على أهله لنيته الارتباط رسمياً بها، وبعدها طلب الشاب التقاء الفتاة في أحد الأماكن العامة بوسط القاهرة.
خلال اللقاء الأول، طلبت "نجوى" رؤية كارنية طارق الضابط الذي غازلها بعبارات الحب، ورسمت في مخيلتها مستقبلها بعد الارتباط به، أخبرته أنها تريد التفاخر بكونها على أبواب الارتباط رسمياً بضابط شرطة، غير أنه تهرب منها بحجة أنه لم يحضر "الكارنيه" معه.
ارتابت الفتاة في تصرفاته، وطلبه المتكرر الحصول على صور لهما، وطلبت منه في لقاء ثان إثبات هويته لكنه تهرب مرة أخرى، ووقعت بينهما مشادة كلامية انتهت بمغادرتهما مكان المقابلة.
عادت الفتاة، -التي يراودها هاجس "عدم الزواج" بعد وصول عمرها لـ 32 عاماً دون الارتباط-، إلى منزلها، وفوجئت برسالة على الشات من "طارق" ابتزها فيها قائلا: "هنشر كل صورك الخاصة والمحادثات على العام لو مدفعتيش 5 الاف جنيه".
واستمر "الضابط المزيف" في محاولاته للضغط على "نجوى" لابتزازها والحصول على صور أخرى، وأموال، لكنها رفضت الرد عليه، وأخبرت أسرتها، بتفاصيل ما حدث.
سارعت الأسرة لتقديم بلاغ رسمي إلى إدارة التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية ضد "طارق"، وذهبت "نجوى" مع والدها للإدارة، وقدمت نسخة من جميع الرسائل الخاصة بينهما على موقع فيس بوك.
وضع ضباط الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات خطة لكشف هوية الشاب وراقبوا حسابه، وطلبوا من الفتاة إيهامه بأنها تريد الارتباط به وأنها لم تجد حلاً لمشكلتها معه غير الموافقة على طلبه.
وبالفعل، عادت نجوى تتحدث مع طارق مرة أخرى وحدد الطرفان موعداً للقاء بمحطة مترو غمرة للخروج إلى أحد الأماكن العامة، ولكن هذه المرة تحت مراقبة الشرطة.
وصل "طارق" في الموعد المحدد وفور لقائه بـ"نجوى" ألقت مباحث مترو الأنفاق، برئاسة العميد سامي شحاتة وكيل مباحث المترو وضباط إدارة التوثيق والمعلومات، القبض على الضابط المزيف.
وبتفتيشه عثرت قوات الأمن على بطاقة هويته وتبين أنه يدعى "أحمد م." (31 سنة)، حاصل على معهد كمبيوتر، ومقيم بمنطقة حدائق القبة وأصل بلدته الفيوم، وحررت قوات الشرطة محضراً بالواقعة، وأمر اللواء محمد يوسف مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل بإحالته إلى النيابة العامة التي ووجهت له تهم انتحال صفة ضابط شرطة، والابتزاز الالكتروني، واقتحام الحياة الشخصية.
وأمام النيابة، أنكر المتهم محاولته ابتزاز الفتاة وقال إنه هددها كي ترضخ وتستسلم لطلبه الزواج منه، وإنه خشي أن تكشف هويته الحقيقية لذلك قام بتهديدها، فيما أمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات، واستعجلت تحريات المباحث حول الواقعة.