إعلان

تفاصيل جريمة ذبح مدرسة سورية وطفلها.. ولغز "الرجلين بتوع رش المبيدات"

03:17 م السبت 14 أكتوبر 2017

الطفل الضحية

كتب - سامح غيث:

قبل خمس سنوات تركت "ديانا وزوجها وطفلهما"، بلدة عين ترما السورية وهاجروا إلى مصر بحثًا عن الأمان، بعد اندلاع الحرب في سوريا؛ دون أن يتخيل أي منهم أن تنتهي حياة الأم المُدرسة بمركز الورود السورية، وطفلها "نذير د." 7 سنوات، تلميذ بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة المستقبل الخاصة، مذبوحين على يد مجهولين، داخل مسكنهما بالمجاورة رقم 25 في مدينة العاشر من رمضان.

مصراوي تواجد أمام العقار رقم 41 بالحي الراقي، حيث مسرح الجريمة التي وقعت السبت الماضي، في محاولة لإيجاد إجابة عن سؤال واحد وهو.. من ذبح المعلمة السورية وطفلها؟

واجهة فخمة من أربع طوابق، هنا كانت تسكن ديانا رفقة زوجها وطفلهما .. انتشرت أفراد الشرطة النظاميين والسريين في أرجاء المنطقة بحثًا عن معلومة أو خيط يقودهم لحل لغز الجريمة التي أصبحت حديث أهالي العاشر من رمضان.

في الجهة المواجهة للعقار يجلس العميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث مديرية أمن الشرقية، يُمحص النظر في بعض الأوراق محاولًا حل لغز الواقعة.. توجهنا إليه في محاولة لمعرفة آخر المستجدات، إلا أنه رفض الإدلاء بأية تصريحات أو الكشف عن تفاصيل الواقعة قائلًا: "مينفعش أضيع تعب الناس اللي شغالين على الواقعة".

عقارب الساعة كانت تُشير إلى التاسعة مساء السبت الماضي، الهدوء يسود المنطقة قطعه أصوات فوضوية وخبط أقدام، هكذا بدأ أحد الجيران حديثه عن الحادث: "اعتقدت أن أطفال جاري يلعبون مع بعضهم"، وتابع: "أعقب ذلك أصوات صراخ واستغاثات، فسارعت لاستبيان الأمر، علمت من الأهالي أن لصًا كان يحاول سرقة الشقة التي شهدت مسرح الأحداث، ولم يتمكن الأهالي من ضبطه، وصعدنا لمسكن الضحية للاطمئنان عليهم، فإذا بها وطفلها جثتين هامدتين.

وأضافت "م. ن." عاملة بمكتبة مواجهة للعقار: علمت من الجيران أن وراء ارتكاب الواقعة شابين ادعيا تبعيتهما لوزارة الصحة وأنهما يقومان بتنظيف المنازل ورشها بمبيدات حشرية للقضاء على الحشرات.

"حقها عند ربنا" يقول أحد الجيران، بعد دقائق من الواقعة حضر زوج الضحية "دياب المرمري"، وفور مشاهدته لجثتي زوجته وطفله أصيب بحالة هيستيرية، وظل يتمتم بعبارات غير مفهومة، رافضا التحدث للأهالي حول وجود عداءات مع أحد.

إحدى جيران الضحية تُقيم في الطابق الأرضي بالعقار، قالت إنه أثناء وقوع الحادث كانت متواجدة خارج المنزل وعلمت بخبر مقتل جارتها ونجلها من الأهالي، مشيرة إلى أنه قبل الواقعة بأسبوع حضر رجلان وسيدة وادعوا تبعيتهم للحي؛ بهدف رش مبيد حشري للقضاء على الحشرات إلا أنها رفضت السماح لهم بالدخول.

وأضافت الجارة التي رفضت ذكر اسمها، أن حالة من الرعب والخوف تسيطر على الأهالي بعد وقوع الحادث، دفعتهم لشراء كاميرات مراقبة وتركيبها على منازلهم.

انتقل محرر مصراوي إلى مركز الورود السورية التعليمي بالمجاورة 46 في مدينة العاشر من رمضان .. الأبواب مغلقه بالأقفال والدراسة متوقفة منذ وقوع الحادث، يقول "وسيم" مدير المركز: تم إيقاف الدراسة حدادًا على روح المُربيّة الفاضلة "ديانا" وصغيرها .

وأضاف وسيم، أن المجني عليها، بدأت العمل كمدرسة بالمركز قبل ثلاث سنوات وكانت علاقتها طيبة بالجميع، وتتمتع بمحبتهم، موضحا أن الزوج توجه إلى مطار القاهرة لإرسال جثماني الضحيتين إلى سوريا تمهيدا لدفنهما، على أن يقام العزاء أمام مسجد المجاورة 23 بالمدينة.

وقالت "ن. ق." إحدى صديقات الضحية، إنها كانت تدرس الإعلام بالتعليم المفتوح في دمشق، وتزوجت من "دياب مريري" الذي يعمل بالتريكو، وبعد زواجهما أقاما في "عين ترما"، ورزقا بابنهما نذير عام 2010، ثم قامت الحرب في سوريا فتركا بيتهما بمدينة عين ترما، وقررا اللحاق بأخوال دياب في مصر خوفاً على طفلهما وبحثًا عن الأمن والأمان. وبعد انتقالهما عملت ديانا كمعلمة في مركز الورود السورية، فيما عمل زوجها "ترزي" في محل قريب من مسكنهما، لافتة إلى أن خبر مقتلها وطفلها نزل كالصاعقة خاصة وأنها ليس لها أي نشاط سياسي أو حزبي ولا تتدخل في الشئون السوري.

"قبل ثلاث سنوات تعرضت إحدى السيدات لحادث سرقة مشابه".. يقول مهند، سوري الجنسية، مضيفا: عقب عودتي من عملي أخبرتني زوجتي بحضور رجلين وسيده مدعين تبعيتهم لوزارة الصحة، وطلبهم دخول إحدى الغرف لرش مبيد حشري، وبعد مغادرتهم اكتشفوا سرقة " ٢٢ جنيه ذهب، ولاب توب"، مشيرا إلى أنه أثناء تحريره محضر بقسم شرطة أول العاشر من رمضان، علم من أمين شرطة بتعدد البلاغات المشابه لذلك، دون التوصل لمرتكبيها.

كان قسم أول العاشر من رمضان، تلقى بلاغًا من الأهالي بالواقعة، وانتقلت المباحث الجنائية لمحل الواقعة، وتبين تعرض الضحيتين للذبح بآلة حادة، وأصدرت الجالية السورية بالقاهرة، بيانًا نعت فيه أسرتها، وطالبت فيه الأجهزة الأمنية، بسرعة كشف ملابسات الحادث.​

فيديو قد يعجبك: