حكاية "بلاعة الموت" بالمدرسة الأمريكية.. ابتلعت السباك و3 منقذين في دقائق
كتب – طارق سمير ومحمود السعيد:
مساء الأحد الماضي، كان العمل يسير برتابة لإنجاز مبنى تحت الإنشاء داخل المدرسة الأمريكية بالمعادي، حتى سقط السباك في بلاعة الصرف، هرع باقي العمال لنجدته فسقطوا واحدا تلو الآخر، ما أسفر عن مصرع 4 وإصابة الخامس.
كعادتهم اليومية؛ وصل عامل المحارة أشرف يسري ونجله حسام، المدرسة في العاشرة صباحا، لاستكمال عملهما بالمبنى الجديد على ألواح خشبية مثبتة بالحائط "سقالة"، وفي الوقت ذاته شرع السباك محمد حسين في إصلاح مشكلة بـ"بلاعة صرف" وبجانبه الكهربائي محمد ناجي، بحسب ما روى أحد العامل لـ"مصراوي" من داخل المدرسة المتواجدة بشارع 253 بالمعادي.
وأضاف العامل، الذي طلب عدم نشر اسمه: العمال الأربعة حصلوا على راحة في الثانية والنصف ظهرا، وعادوا للعمل مرة أخرى في الثالثة والنصف، فسقط السباك "محمد" في "البلاعة" صارخًا يطلب النجدة، فهبّ الكهربائي محمد ناجي" لمساعدته، فسقط ورائه، وبتلك الطريقة سقط عامل المحارة ومدير المشتريات ورائهما خلال محاولة إنقاذ الآخرين.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل حاول نجل عامل المحارة (العامل الخامس) انتشال الساقطين بـ"البلاعة" فلحق بهم إلا أن أفراد الأمن بالمدرسة تمكنوا من انتشاله، قائلا: "الموضوع حصل في غمضة عين مكملش ربع ساعة".
لفت العامل إلى أن المدرسة شهدت حادثًا مماثلًا قبل عدة أشهر، إذ توفى عامل سقط من فوق "سقالة" وسقط آخر داخل نفس "البلاعة"، وهو ما أكده أحد أفراد الشرطة المسئولين عن تأمين المدرسة من الخارج.
"بلاعة ضخمة 4 متر عرض*6 متر طول حتى بداية منسوب المياه"، يصف مصدر أمني حضر عملية استخراج الجثث، البلاعة التي أودت بحياة 4 أشخاص، ونجاة "حسام يسري" نجل عامل المحارة.
وأضاف المصدر أن غطاء البلاعة خفيف بعض الشيء وعرضه يكفي لسقوط شخص مهما كان حجمه، لافتًا إلى أن المتوفي الأول "السباك" ثقيل الوزن، وفي الغالب اختل توازنه فسقط مباشرة في "البلاعة" ومن بعده باقي الضحايا.
يشير المصدر، إلى أن بداخل "البلاعة" آلات لتكرير الفضلات، لاستخدامها كسماد زراعي، وأن انتشار غازات "الأمونيا وثاني أكسيد الكربون" تسببت في وفاة المتوفين.
واستخرج رجال الإسعاف الضحايا باستخدام "الحبال" ثم نقل ضحيتين لمستشفى المبرة، واثنين آخرين لمستشفى النخيل، وكشف تقرير مفتش الصحة أن الوفاة جاءت نتيجة "اسفكسيا الاختناق" –اطلع مصراوي على نسخة منه.
وصرحت نيابة المعادي، بدفن جثث المتوفين الأربعة في الحادث، لانتفاء الشبهة الجنائية، بعد استماعها للناجي من الحادث ومسئولي التأمين بالمدرسة.
"ممنوع اقتراب ودخول الصحفيين".. قالها أحد أفراد الأمن الإداري بالمدرسة، رداً على طلب محررا "مصراوي" التواصل مع الإدارة للتعليق على الواقعة.
فيديو قد يعجبك: