إعلان

شكوا أنه لص.. قصة تعذيب "بريزة" 9 ساعات حتى الموت

03:28 م الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

ضحية التعذيب

كتب – محمود السعيد وسامح غيث:

لم يكتف "وديع ح." مقاول، ونجلاه ماجد وممدوح، باعتداء أهالي منطقة سوق السيراميك على محمد أحمد (30 سنة، عامل باليومية)، بالضرب لحمله شوال بداخله "بواقي أسلاك كهرباء"، واحتجزه الأب وولداه داخل شقة بعمارة تحت الإنشاء، وتناوبوا على ضربه وصعقه بالكهرباء 9 ساعات، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، فقط للاشتباه أنه "لص" سرق الأسلاك من عمارتهم.

في التاسعة من صباح الأربعاء الماضي، توجه المجني عليه "محمد"، لصاحب سوبر ماركت بمنطقة "سوق السيراميك" يدعى "أبو عمر" طالبًا منه: "خلي الشوال دا معاك، هجيب فلوس وآجي"، وبمرور ساعة، عاد الضحية حاملاً جوالاً آخر، وعندما واجهه مالك المحل، ردّ "دي بواقي أسلاك كهربا"، وهنا تجمع الأهالي حوله.

يقول "أبوعمر" لـ"مصراوي" إن المتهم "وديع" أخبر الأهالي أن الأسلاك المضبوطة مسروقة من منزله "تحت الإنشاء"، ومن ثمّ احتجز المقاول ونجليه، المجني عليه، الذي تعرض للضرب والركل من الأهالي في أنحاء متفرقة من جسده على سبيل "المجاملة"، قبل أن يصطحبه المتهمون عنوة إلى شقة خالية بالطابق الثالث من عقار المتهم "وديع".

ظلّ المجني عليه حتى الواحدة ظهرا، مقيدا داخل الشقة يتعرض لجميع أنواع التعذيب، حتى علِم أحد كبار المنطقة، الحاج جمال، باستمرار احتجاز الشاب، فصعد إلى المتهمين محاولًا إقناعهم بتركه، لكنهم رفضوا "اللي عاوز يفكه يدفع 15 ألف جنيه"، فغادرهم ثم عاد في السادسة معنفًا المتهمين الثلاثة، وبعد تفاوض وافقوا على ترك الضحية.

"تعالي بسرعة أخوكي محبوس وبيتعذب في سوق السيراميك"، مكالمة هاتفية تلقتها "نهى" شقيقة المجني عليه، من صديقه "أحمد عز"، فهرعت مسرعة إلى الشارع مستنجدة بجيرانها، واتجهوا إلى مكانه بسوق السيراميك لإنقاذه، وسمعوا صراخه: "شيلوني من هنا".

"مقيد من يديه وقدميه، ومربوط بحبل على عامود خرسانة داخل شقة مظلمة".. هكذا وصف "أحمد" حال الضحية عند وصولهم، مضيفًا "فضلنا نفك فيه ساعة إلا ربع، جسمه فيه آثار حروق من الصعق بالكهربا، وكان بينزف، ومطعون بمطواه في رجله".

حمل الأهالي الضحية في "توك توك" ونقلوه إلى شقة متواضعة بعين شمس يعيش فيها محمد برفقة شقيقته الصغرى، بعد زواج اثنتين من شقيقاته، ويقوم بالإنفاق عليها ورعايتها بعد وفاة والديه.

حاول "سعد م." صديق المجني عليه جاهد إفاقته، فيما يتذكر جملته الأخيرة قبل ساعتين من نزوله "صوروني بالطقم الجديد"، ومع استمرار الغيبوبة، طلبت شقيقته الإسعاف في محاولة يائسة لإنقاذه، ونقلته لمستشفى الأردني بعين شمس، ولصعوبة الحالة تم نقله لمستشفى الدمرداش وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة في الثالثة والنصف صباح يوم الخميس، وأبلغوا الشرطة.

وألقت مباحث شرطة المرج بقيادة المقدم محمد رضوان، القبض على "وديع.ح" ونجليه ماجد وممدوح، بعد ورود تحريات المباحث التي أثبتت صحة الواقعة، وتحرر محضرا بالواقعة، وإحالته للنيابة.

وقررت نيابة المرج الجزئية، تجديد حبس المتهمين الثلاثة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامهم باحتجاز المجني عليه وتعذيبه حتى الموت.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان