لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هشما رأسه ودفناه مع "3 خرفان ميتة".. تفاصيل مقتل "تاجر الواحات"

12:30 م الإثنين 20 نوفمبر 2017

المتهمان

كتب - محمد شعبان:

مساء الأربعاء قبل الماضي، اتصل "سيد" بزوجته "أميرة الشرقاوي" للاطمئنان على أحوال المنزل في غيابه، حيث يباشر أعمال استصلاح مزرعته بقرية الحيز بمركز الواحات البحرية، وأكد لها أنه سيحصل على إجازة خلال يومين على أقصى تقدير، لكنه لم يدر أنها ستكون مكالمة الوداع، ولن يعود إلى منزله بمحافظة المنوفية، وأن الفصل الأخير من حياته ستدور أحداثه داخل المزرعة حيث عُثر على جثته مدفونة جنبا إلى جنب مع الماشية النافقة.

الساعة كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهر يوم 15 نوفمبر الماضي، يجلس المقدم محمد أبو زيد، رئيس مباحث الواحات البحرية، داخل مكتبه، يفحص بعض البلاغات، يستأذنه شرطي بالسماح لسيدة تريد مقابلته لأمر هام جاء بها من محل إقامتها بمحافظة المنوفية.

بوجه شاحب ودموع غالبت مقلتيها بدأت السيدة حديثها: "بقالي يومين مشوفتش طعم النوم.. جوزي اختفى ومش عارفة هو فين"، يطلب رئيس المباحث منها التقاط أنفاسها، واستجماع قواها التي خارت لتخبره بأن زوجها "السيد صبحي"، 41 سنة، يمتلك مزرعة كبيرة بالواحات تتجاوز الـ30 فدانا، يقوم باستصلاحها وتربية بعض الماشية.

وأوضحت الزوجة أنه كان يقضي نحو 3 أسابيع في المزرعة، ويحصل على إجازة لمدة 7 أيام يقضيها بمنزله، لافتة بأنها اتصلت به عدة مرات خلال الـ48 ساعة الماضية، فوجدت هاتفه مغلقًا، وعندما سألت عاملين بالمزرعة عنه "لا يا هانم مش موجود"، وعثرت على سيارته الملاكي بمنطقة البويطي، فقررت تحرير محضر بتغيبه، مختتمة حديثها "قبل ما يسافر كان معاه 150 ألف جنيه قال لي هيظبط حاجات في المزرعة".

انطلقت مأمورية إلى المزرعة بقيادة المقدم فوزي عامر، وكيل مباحث فرقة أكتوبر، وتقابل مع العاملين الذين أحضرهما مالك المزرعة منذ 3 أشهر لمساعدته "آخر مرة شوفناه النهاردة الصبح بدري ركب عربيته وقال رايح يقابل ناس".

كلمات العاملين أثارت شك وكيل الفرقة الذي لم يغادر المزرعة، وراح يتفقد أرجاءها؛ بحثا عن أي دليل قد يقوده إلى حل لغز اختفاء مالكها، خاصة مع توقف سيارة المتغيب بالقرب من المزرعة.

أيقن رجال الشرطة أن كشف غموض الواقعة لن يكون خارج أسوار المزرعة، خاصة مع تمسك العاملين بروايتهما الأولى "مانعرفش راح فين"، لتتجه صوبهما أصابع الاتهام، لكن لابد من وجود دليل مادي.

داخل مكتبه يتابع العقيد عصام نبيل، مفتش مباحث قطاع أكتوبر، تطورات البلاغ موجهًا بمعاينة المزرعة مرة أخرى لاحتمالية العثور على أية أدلة، مشددا على فحص العاملين جيدا، وإعادة مناقشة الزوجة، وفحص خط سير المتغيب من محل إقامته إلى المزرعة، علاوة على الاستعانة بخبراء الادلة الجنائية لرفع أية بضمات أو آثار بالسيارة.

48 ساعة من أعمال البحث والتحري المتواصل، توصل من خلالها مفتش مباحث القطاع إلى وجود شبهة جنائية بدافع السرقة، وأن المشتبه بهما هما العاملين بالمزرعة وهما: "داوود س."، 40 سنة، و"خلف ش."، 34 سنة، خاصة أن الأول سافر إلى مسقط رأسه بمركز جهينة بمحافظة سوهاج على غير عادته، وعاد بعدها.

وتم ضبط المتهمين أثناء تواجدهما في المزرعة، لكنهما أنكرا معرفتهما مكان تواجد مالك المزرعة، مؤكدين استحالة إقدامهما على إيذائه "ده له فضل علينا استحالة نفكر نعمل حاجة تإذيه"، لكن بتطوير مناقشتهما أقر أحدهما بتخلصهما منه بدافع السرقة، دخل بعدها في نوبة بكاء هستيرية.

وأقر المتهم الأول "داوود"، أنه صباح الخميس 9 نوفمبر الماضي، افتعل مشادة كلامية مع المجني عليه، وأثناء ذلك باغته زميله بعدة ضربات على رأسه بشومة، وأجهز عليه بفأس حتى تهشمت بشكل كامل، مؤكدين أنهما "دفناه في حفرة مع 3 خرفان ميتة"، واستوليا على 150 ألف جنيه.

وفي صباح اليوم التالي، سافر المتهم الأول إلى بلدته، وسلم المبلغ لزوج شقيقته "أحمد صلاح"، على سبيل الأمانة، وعاد بعدها خشية اكتشاف أمره، مشددا على أنهما لم يخططا لقتله وكان هدفهما السرقة لمرورهما بأزمة مالية "نصيبه كده".

وأمر اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتحرك مأمورية بالتنسيق مع أمن سوهاج، أسفرت عن ضبط زوج شقيقة المتهم الأول بمنطقة نزلة المحاجر، وبحوزته المبلغ المُشار إليه.

وأرشد المتهمان عن مكان دفن الجثة بالمزرعة، والفأس وبقايا الشومة التي تم استخدامهما في تنفيذ الجريمة، علاوة على هاتف المجني عليه.

وعاين فريق من العمل الجنائي مسرح الجريمة، وقام المتهمان بتمثيل فعلتهما وسط حراسة أمنية مشددة، وتم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف الطب الشرعي، وحُرر محضر أحاله اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى النيابة العامة للتحقيق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان