"العصابة في الكمين".. كيف سقطت أخطر "مافيا" في تزوير الأوراق الرسمية؟
كتب - فتحي سليمان:
لم يكن سقوط عصابة "التركي" وشركائه، التي وصفتها أجهزة الأمن بأنها أخطر عصابة للتزييف والتزوير، وليد الصدفة، بل جاء نتيجة يقظة ضابط مباحث، أمعن النظر والتدقيق في فحص أوراق سائق يقود سيارته بشارع رمسيس، وبحوزته أوراق رسمية مزيفة، فقرر اقتياده للقسم.
بعد مناقشته، تبين أن السائق ما هو إلا أحد عناصر "مافيا" احترفت كل وسائل النصب وطرق التزييف، بإمكانيات حديثة، تم استيرادها، حتى أنهم نجحوا في تزييف نحو 60 شعار رسمي لمجلس الوزراء.
وألقت مباحث القاهرة، القبض على ميكانيكي ورسام يتزعمان عصابة لتزييف الأوراق والمستندات الرسمية، وعثر الأمن بحوزتهم على عشرات من الشهادات والكارنيهات المنسوب صدورها لجهات رسمية، وجميعها مزيفة.
لحظات سقوط العصابة بدأت بسبب يقظة الرائد عمر مسلم، معاون مباحث قسم شرطة الأزبكية، وبصحبته قوة من مباحث القسم أثناء مروره بشارع رمسيس، حيث أجرى عملية تفتيش لسائق يدعى "محمود. ف. ح"، 17 سنة، يقود سيارة نقل، ولاحظ أنه يسير برخص منتهية، وإيصال سحب على بياض منسوب صدوره للإدارة العامة لمرور القاهرة "إدارة مرور الجنوب" مختوم بإكلاشيه، صلاح عبد المقصود ـ ضابط شرطة".
لاحظ الضابط أن الإيصال مزيف، وأن السائق لا يحمل رخصة قيادة، فاقتاده إلى القسم، وبمواجهته أمام المقدم محمد رضا، رئيس مباحث قسم شرطة الأزبكية، اعترف بحصوله على 4 إيصالات سحب من ميكانيكي يُدعى "ياسر. س. ح"، مقيم بمنطقة مصر القديمة، بمبلغ مائة جنيه للإيصال، ويروّجها لعملائه مقابل 150 جنيهًا.
تحرر محضر بمعرفة العميد محمود القاضي مأمور قسم الأزبكية، ودل المتهم عن منزل شريكه، وأمر اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، بمداهمة المنزل، حيث تم ضبط المدعو "ياسر"، 35 سنة، ميكانيكي سيارات، وعثر بحوزته على 4 صور ضوئية لبطاقة رقم قومي، وإخطار نقل قيد سيارة على بياض، وبيان رسوب منسوب صدوره لإدارة مصر القديمة التعليمية، وطلب علاج على نفقة الدولة باسم "لانا إ. م"، وتوكيل رسمي منسوب صدوره لمصلحة الشهر العقاري والتوثيق، وشهادة صلاحية جهاز إطفاء يدوي منسوب صدوره للإدارة العامة للحماية المدنية، و7 شهادات وفاء غرامات، منسوب صدورها لنيابة مرور القاهرة الكلية وأوراق رسمية جميعها مزيفة.
بمواجهته أمام العميد نبيل سليم، مدير المباحث الجنائية، اعترف بتكوينه تشكيلاً عصابيًا بالاشتراك مع "سمير. ح. ع"، وشهرته "وليد التركي"، 36 سنة، رسام ومصمم جرافيك، تخصص نشاطه الإجرامي في تزييف وتزوير المستندات الحكومية وترويجها على عملائهما مقابل مبالغ مالية.
أمر اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بالقبض على المتهم، فتم استهدافه بمأمورية قادها الرائدان إسلام سمير معاون أول مباحث قسم شرطة الأزبكية، والرائد عمر مسلم معاون مباحث القسم، أسفرت عن ضبطه وعثر بمنزله على جهاز كمبيوتر " لاب توب "يحوي صور لأختام ومستندات منسوب صدورها لجهات حكومية مختلفة، و60 ختم شعار الجمهورية وكارنيتها لضباط شرطة باسم عقيد أحمد هاني سلام والمقدم محمد عبد الجبار "مزورين"، وكمية من الأوراق مطبوع عليها رخص قيادة، وشهادة بالإعفاء النهائي من التجنيد منسوب صدوره لوزارة الدفاع باسم عمرو محمود، و100 ورقة مدون عليها "وزارة الدفاع"، وكمية من الأوراق منسوب صدورها لوزارة العدل "مصلحة الشهر العقاري"، وشهادتي تخرج منسوب صدورها لجامعة القاهرة،
مصادر أمنية أشارت إلى أن هذه العصابة تعد من أخطر عصابات التزييف والتزوير التي تم ضبطها في الفترة الأخيرة، لكثرة عدد الأوراق الرسمية المزيفة التي ضُبطت بحوزتهم، اعترفوا بتزويرها واستخدامها.
وقالت المصادر، إن عملية استجواب المتهمين وتطوير مناقشتهم داخل قسم شرطة الأزبكية مستمرة، ولن يتم تركهم حتى تسجيل كافة اعترافاتهم والحصول منهم على كل المعلومات بشأن أعمالهم الإجرامية.
تحرر محضر بالواقعة، وأحاله اللواء عزت زهران حكمدار القاهرة إلى النيابة العامة التي قررت حبسهم على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: