"العب بالكلب بعيد".. جملة تسببت في مقتل طالب على يد ابن خاله
كتب - سامح غيث ومحمود السعيد:
"العب بالكلب بعيد".. جملة قالها الطفل مروان لابن خاله أحمد سامح، الذي حاول منع أطفال شارع الورش بشبرا مصر من الوقوف في الشارع، كي يتمكن "كلبه" من اللعب؛ فنشبت مشادات كلامية تطورت لمشاجرة بين الأسرتين انتهت بمقتل رامي سعيد، شقيق الأول.
أنهى أحمد سامح، 17 سنة، حياة ابن عمته "رامي" طالب بالفرقة الرابعة في الجامعة العمالية، طعنًا بـ"مطواة" أثناء مشاجرة بين أسرتي المتهم والمجني عليه، على خلفية مشادات كلامية بينهما.
الخميس قبل الماضي (قبل يوم الحادث)، كان الشقيقان "مروان ورامي" يعملان في ورشة والدهما، وعلى الجانب الآخر، أحد الأطفال يلعب بالكرة التي انقضَّ عليها "كلب" أحمد سامح" ابن خالهما، ما أثار الرعب في قلب الطفل وأغضب ابنيه (مروان ورامي)، يروي "عم سعيد" والد المجني عليه.
أضاف والد الضحية أن نجله الأصغر "مروان" طلب من نجل خاله إبعاد "الكلب" عن الطفل واللعب به في منطقة أخرى، فلم يستجب له، ونشبت مشادات كلامية بينهم، أعقبها شكوى من المتهم لوالده الذي نهر ابن شقيقته أمام الناس.
ويوم الواقعة، توجه "سعيد" ونجليه إلى صلاة الجمعة، ومن ثمّ إلى الورشة لمتابعة العمل، فصعد الضحية "رامي" لتناول الغداء مع جدته، فيما بقى الطفل الأصغر "مروان" في العمل، فحضر "رضا" شقيق المتهم مصطحبًا " الكلب" أمام الورشة فتجددت المشادات بينهما.
بمرور الوقت، تطورت المشادات الكلامية إلى اشتباكات بين الأطفال، خاصة مع حضور المتهم أحمد سامح وأصدقائه وأفراد عائلته وقيامهم بسبّ وشتم عائلة الضحية، فانتشرت الفوضى في المنطقة وتعالت الأصوات، ومع نزول المجني عليه "رامي سعيد" لاستبيان الأمر، طعنه المتهم بمطواة كان يخفيها بين طيات ملابسه.
"أحمد مسعد كتفه وأحمد سامح طعنه في قلبه" يصف وحيد ربيع، عم الضحية مشهد الواقعة، قائلًا: "استغل المتهم انشغال الجميع بالفصل بين الطرفين وباغت الضحية بطعنة انفضَّت على أثرها المشاجرة بعدما سارعوا بنقله إلى المستشفى".
وتوجه والد الضحية وشقيقه بالمُصاب رامي إلى مستشفى الساحل لإسعافه، ورفض الأب اتهام أحد في الواقعة، اعتقادًا منه أنه جرح بسيط، لكنَّ الأمر تغير عندما أبلغه الأطباء بوفاة ابنه.
وأجمع الأهالي على أن المجني عليه كان يتمتع بمحبة الجميع ومشهود له بحسن الخلق، وانتابتهم حالة غضب فور علمهم بوفاة "رامي" واقتحموا منزل المتهم وعائلته وحطموا محتوياته بعدما فرَّت أسرته هربًا من المنزل "لو شفناهم كنا هنموتهم".
"زفة مشفنهاش من أيام عبدالناصر" يصف الأهالي مشهد تشييع جثمان المجني عليه، وانهمر الأب باكيًا "هو أكيد في مكان أحسن مننا"، مطالبًا بضرورة القصاص من المتهم ومن عاونه في حرمانه من نجله.
وتمكنت مباحث قسم شرطة الساحل بقيادة المقدم أحمد عمارة، رئيس المباحث، من القبض على المتهمين أحمد سامح، وصديقه أحمد مسعد، وأرشدا عن سلاح الجريمة، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل للنيابة التي تولت التحقيق.
واعترف أحمد مسعد، المتهم الثاني بأن الأول خطط للجريمة من اليوم السابق، وأنه أخبرهم "هتشوفوا نمرة حلوة بكرة" وأنه قيّد المجني عليه لضربه، ولم يقصد قتله، وأقرَّ المتهم كذلك في التحقيقات بطعنه المجني عليه "رامي سعيد" بمطواة خلال مشاجرة بينهما.
وقررت نيابة الساحل حبس المتهمَين 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامهما بقتل المجني عليه "رامي سعيد".
فيديو قد يعجبك: