إعلان

"الكريسماس" الدامي.. الأب قتل طفله وقفز منتحرًا من الطابق 52

04:45 ص الإثنين 25 ديسمبر 2017

كتب - محمد شعبان:

طوال 4 سنوات كاملة، لم تستطع الأم نسيان مادار قبل أيام من أعياد الميلاد، عندما فقدت طفلها الوحيد على يد والده في جريمة مؤسفة، لاتزال أحداثها عالقة في مخيلتها.

في ديسمبر 2013، احتفلت سفيتلانا بوخارينا مع طفلها "كريل"، 3 سنوات بقرب أعياد الكريسماس، واصطحبته لرؤية "بابا نويل" كما وعدته، وأحضرت له حقيبة هدايا سانتا، التي تضمنت لعبة اليويو بألوان حمراء وخضراء وبيضاء.

في المساء، تحدث الطفل إلى والده -المنفضل عن والدته- عبر تطبيق "سكايب" وعده بتعليمه كيف يلعب بـ"اليويو" خلال زيارته المقبلة في نهاية الأسبوع حسب ما أمرت المحكمة التي خصصت له هذه الزيارة الأسبوعية، لكن لم تدر الأم الروسية أن تلك الزيارة ستكون الأخيرة.

تتذكر صاحبة الـ36 سنة - في حديثها لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية- تفاصيل اليوم المشؤوم، حيث كانت تنتظر طفلها في محطة اتفقت مع طليقها على مقابلته لأخذ "كيريل" بعد قضائه عطلة نهاية الأسبوع معه، لكن السيناريو المعد مسبقا لم يحدث.

الساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهرًا، لم يحضر أحد رغم مرور ثلاث ساعات من الانتظار مؤكدة انتظرت ثم انتظرت ولم أعرف ما الذي حدث".

وفي نهاية الانتظار عند الرابعة عصرًا، كانت الأم على موعد مع خبر من رجال الشرطةن سقط على مسامعها كالصاعقة بشأن المأساة التي وقعت عند الشارع الغربي 60 -القريب من منزلها- إذ ألقى طليقها بطفلهما من أعلى عقار مكون من 52 طابقا، ثم انتحر بعدها -لأسباب غير معلومة- لتهرول باكية إلى الكنيسة الروسية، حيث سقطت على الأرض قائلة "شعرت كما لو أن كل دمي تدفق خارج جسدي".

الواقعة لم تكن وليدة اللحظة، تقول "بورخاينا" إن طليقها صاحب الـ35 سنة، هددها -في وقت سابق- بقتل ابنهما لكنها لم تتوقع أن ينفذ وعيده بتلك الطريقة المريضة "ما حدث كان صادمًا للجميع".

4 سنوات مرَّت على الواقعة، ومازالت الام المكلومة تتعالج روحيًا بالذهاب إلى الكنسية، والاستماع إلى الموسيقى والتأمل، بالإضافة إلى أخذ المشورة النفسية، خاصة بعد معاناتها في البداية وعودتها إلى العمل بعد انقطاعها أسبوعين "كنت أعرف أنه ذهب ويريد مني ألا أذرف الدموع وأن أهتم بنفسي".

وحسب حديثها للصحيفة، كانت والدة الطفل الضحية تأخذ إجازة من عملها كمديرة استراتيجية في شركة "يو بي إس" في ذكرى وفاته، لكنها قررت العام الجاري تغيير تلك العادة "أردت أن أجعله يوماً عادياً"، إ اجتمعت مع الأهل والأصدقاء لتذكر الطفل، يتشاركون وجبات الطعام الروسية، وقصصهم عن "كيريل" لافتة بأن الجميع كانوا سعداء "كنت سعيدة جداً اني تجاوزت الحزن لأجل ابني".

 

تتوقف والدة "كيريل" عن الحديث، شاخصة ببصرها نحو لعبة "اليويو" التي أهدتها له قبل رحيله، تستكمل بعدها "من الصعب الدخول في روح احتفالات الكريسماس، لكني أحاول أن أفعل ذلك لأجل طفلي.. أعرف أنه لا يريدني أن أحزن".

ومع حلول أعياد الكريسماس، تزين الأم قبر طفلها في نيويورك، بمقبرة نوفو ديفيفو الروسية الأرثوذكسية في نانويت، وتضع إكليلين مزخرفين مع رجل الثلج فوق قاعدة المقبرة المصنوعة من أشجار الصنوبر.

ورغم رحيل طفلها الوحيد منذ 4 سنوات، تحرص "بوخارينا" على مشاركة صور وقصص "كيريل" مع الآخرين من خلال صفحة على "فيسبوك" تحمل اسم "آثار كيريل"، خاصة أنها تعيش بمفردها في شقة بغرفة نوم واحدة على بعد أمتار من موقع مقتل ابنها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان