كيف قتل "مصطفى" زميله "أحمد" داخل حجز قسم الجيزة؟
كتب - محمد شعبان:
الأمور تسير كالمعتاد داخل أروقة قسم الجيزة، حركة الدخول والخروج تبدأ في الازدحام رويدا رويدا، بينما يستعد رجال النوبتجية الصباحية لتفقد غرف الحجز، قطعت أصوات صراخ حالة من الهدوء الحذر معلنة وقوع جريمة قتل.
التاسعة صباح أول أمس الخميس، وقعت مشادة كلامية بين "مصطفى م."، المحتجز على ذمة قضية حيازة سلاح ناري، وزميله بـ "الزنزانة" يدعى "أحمد عبد المنعم"، المتهم بقضيتي إتجار في المخدرات وحيازة سلاح ناري؛ بسبب خلاف على أولوية حجز مكان للنوم.
حسب مصدر أمني بالقسم، لم تستمر المشادة سوى دقائق معدودة، انتهت بإشهار الأول "نصل سكين" -صغير الحجم- من طيات ملابسه، تعدى به على زميله ليسقط غارقا في دمائه، مع فشل باقي المحتجزين في الفصل بينهما.
أصوات الصراخ لفتت انتباه رجال الأمن الذين هرعوا لاكتشاف ما يدور، فكانت الفاجعة "جثة قتيل ودماء تسيل داخل إحدى غرف الحجز"، وسط حالة من الهرج والمرج من قبل بعض السجناء.
لم يتردد أفراد النوبتجية في طلب المساعدة من العميد إبراهيم المليجي، مأمور القسم، والمقدم مصطفى كمال، رئيس المباحث، الذي وجه معاونه الرائد معتصم رزق بالإبقاء على الأمور على صورتها ومنع أي شخص من الاقتراب من "مسرح الجريمة" لحين وصول النيابة العامة.
خلال دقائق، وصل فريق من النيابة برئاسة أحمد عطية رئيس نيابة قسم الجيزة، رفقة رجال المعمل الجنائي، وضباط قسم مكافحة جرائم النفس بقيادة العقيد ضياء رفعت؛ لإجراء المعاينة التصويرية.
اكتظ القسم بقيادات قطاع غرب الجيزة بقيادة اللواء إسماعيل رجب، مساعد مدير الأمن للقطاع، والعميد طارق حمزة، مفتش المباحث، والمقدم هشام بهجت، وكيل الفرقة،
داخل مكتبه بمديرية أمن الجيزة، يتابع اللواء إبراهيم الديب، مدير المباحث، تطورات الواقعة، موجها باستجواب جميع المحتجزين، وسماع أقوال طاقم النوبتجية للوقوف على ملابسات الواقعة، وكيفية حصول المتهم على سلاح الجريمة، خاصة مع وجود توجيهات بتشديد إرجاءات التفتيش للزيارات، ومنع تهريب أية ممنوعات.
في تمام الحادية عشرة والنصف صباحا، حضرت سيارة إسعاف، نقلت جثة المجني عليه إلى مستشفى أم المصريين، التي وصلت المستشفى في تمام الثانية عشرة ظهرا.
فور وصول الجثة إلى المشرحة، وجه الدكتور عبد الرحمن فهمي، مدير مستشفى أم المصريين، بتوقيع الكشف، وكتابة تقرير عن سبب الوفاة حسب الصفة التشريحية، والذي أظهر تلقي الضحية طعنتين نافذتين الأولى بجوار القلب، والثانية بالبطن.
من جانبه، أمر اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، وطالب بإعداد تقرير وافٍ عن كافة ملابساتها.
لم تكن حالة الوفاة هي الوحيدة خلال الـ 72 ساعة الماضية، إذ لفظ أحد السجناء أنفاسه الأخيرة داخل الحجز منذ يومين؛ إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.
مصدر طبي بالمستشفى، أرجع سبب تعدد حالات الوفاة داخل أقسام الشرطة؛ بسبب ضيق المساحة مقارنة بأعداد المحتجزين.
وفي تمام الحادية عشرة والنصف مساء الأربعاء، سُمع صوت استغاثة من داخل إحدى غرف الحجز بديوان القسم، شرع أحد المحتجزين في التخلص من حياته بالتعدي على نفسه بآلة حادة بعدة أماكن أبرزها الرقبة، فتم نقله إلى مستشفى أم المصريين للعلاج.
وأكد مصدر طبي مسؤول بالمستشفى أن المصاب يدعى محمد جمال عبد العظيم 37 سنة، بها آثار جروح سطحية بالرقبة والرأس واليد اليسرى.
ولفت المصدر في تصريحات لمصراوي، أنه تم عمل الإسعافات اللازمة للمصاب بواسطة فريق طبي تحت إشراف الدكتور عبد الرحمن المهدي، مدير مستشفى أم المصريين.
واختتم المصدر تصريحاته بالتأكيد على أنه عقب "خياطة" الجروح، تم إبلاغ القسم باستقرار حالة المصاب، وتم إعادته إلى محبسه.
فيديو قد يعجبك: