إعلان

طرده أبوه فعاد بعد 24 سنة وقتل شقيقه: أخد الحنيه والفلوس

12:49 م السبت 09 ديسمبر 2017

كتب -صابر المحلاوي:

الأب مات فور علمه بمقتل ابنه الأصغر ولحقتهما الأم بعد يومين.. والمحكمة تعدم القاتل

بعد سنوات من التشرد في الشوارع عقب طرده من منزل أهله، حاول "عامر إ." (34 سنة) العودة إلى حضن أسرته التي غاب عنها قرابة الـ 24 سنة، إلا أن والده أصر على معاقبته ولفظه، وكتب كامل أملاكه باسم ابنه الأصغر "أحمد"، ليستشيط "الأخ العائد" غضبًا ويقتل شقيقه.

داخل محكمة الجيزة، جلس "عامر"، 34 سنة، في أحد أركان القفص الحديدي، محاولًا إخفاء وجهه بين كفيه يبكي، مرددًا "أبويا وأمي سبب ضياعي، طردوني من البيت وسابوني آكل من الشارع وفي الآخر موت أخويا، منهم لله".

يتذكر الشاب ذكريات طفولته، وقت أن طرده والداه من المنزل، "أبويا طردني من البيت وأنا عندي 10 سنين، عشان لعبت مع عيال الشارع، وقتها سبت المدرسة من الصف الخامس الابتدائي"، قبل أن يضيف بكلماته الثقيلة: "حاولت أرجع البيت وأنا صغير أكتر من مرة لكنه رفض.. ماعرفش عمل معايا كده ليه مع إني ما عملتش حاجه تزعله".

بوجه شاحب تظهر عليه علامات الشقاء والحزن، وعيون مكسورة أرهقتها الدموع؛ وقف الشاب ينتظر جلسة النطق بالحكم عليه قائلاً: "لم أجد مأوى سوى اللجوء إلى الأماكن المهجورة للنوم بها، بعدما أصبحت بلا أسرة، حتى عرض عليّ صاحب ورشة سيارات العمل معه أنا قولت بدل رميتي في الشارع اشتغل عشان أعرف أجيب فلوس أكل بيها".

توقف الشاب قليلا قبل أت يكمل حديثه: عملت لمدة 11 سنة في أكثر من صنعة، لكن أصاحب الورش اعتادوا على إهانتي، كنت محتارا بين الشغل بالورش أو العودة للشارع والتسول.

"كنت شغال أرزُقي وكسّيب، بس مهما كسبت مش هعرف أعيش"، لذا فكر الشاب في السفر للخارج، وبالفعل جاءه عقد عمل بدولة ليبيا، وهناك عمل بإحدى المطاعم، لمدة 10 سنوات.

يقول: "جمعت تحويشة العمر وقولت أرجع لأهلي، وأعرفهم إني أنا راجل واعتمدت على نفسي"، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أثناء عودته تعرض للنصب من أحد أصدقائه وسرق أمواله.

عاد الشاب إلى منزله مرة ثانية ليجد والده كتب كل ما يملك لشقيقه بيع وشراء، بجانب زواجه وإنجابه طفلًا ثانيا، وأصر والده مجددا على طرده لكن تلك المرة وقف في جه أبيه متسائلاً لماذا يفعل معه كل هذا؟

"اسودت الدنيا في وجهي"، قالها "عامر" موضحًا: بعد طردي من المنزل جلست مع صديق لي، وأثناء سهرتنا بمنطقة إمبابة، وسوس لي "أخوك ضحك عليك وأخد الميراث كله لوحده، وأنت طلعت من المولد بلا حمص، لازم تأخذ حقك"، ليذهب الشاب بعد سهرته لمقابلة "أحمد".

وأكمل: انتظرت شقيقي في الشارع أثناء عودته من عمله، الساعة الواحدة صباحا، وبمقابلته رد: "أبوك في البيت روح خد حقك منه أنا مالي هو كتبلي الميراث بيع وشراء"، أكمل الشاب حديثه ودموعه على وجنتيه: لم أدري بعدها إلا بقتله، متمتمًا "أخد الحنيه والفلوس ومرديش يديني حاجة، ولعب بعقل أبويا، وكان لازم آخد حقي ويدفع التمن".

حمل عامر جثة شقيقه على كتفيه وألقاها داخل المقابر، وفي الصباح الباكر عثر الأهالي على الجثة، وما إن علم والده بالخبر توفى في الحال، وبعد يومين من المرض لحقت بهما والدته حسرة على أحمد، بعد وقت من التفكير توجه المتهم لقسم الشرطة لتسليم نفسه.

"محكمة".. قطع صوت الحاجب حبل ذكريات عامر، وبعد أن جلس القاضي عدل نظارته الطبية وأرسل بصره تجاه المتهم، وأشار إلى ممثل النيابة ليبدأ حديثه، قائلا: "إن المتهم الماثل أمام حضراتكم خلف هذا القفص تجاهل كل ما تعلمه وخبره وأساء لنفسه أيما إساءة، وتعدى على شقيقه بآلة حادة فأصابه بضرر بليغ، وقد وقع في السنوات الأخيرة في أخطاء لا تغتفر، ولم يعر لتجاربه أي سمع.. وبناء عليه نطالب بتوقيع أقصي العقوبات على هذا المتهم.

وفي النهاية، حكمت المحكمة حضوريا على عامر بالإعدام شنقًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان