"حسن المجدي".. حكاية مُشجع أهلاوي ينتظر الإعدام بقضية "مذبحة بورسعيد"

كتب – محمود السعيد:

لم يكن حسن المجدي الذي يبلغ من العمر 19 سنة، يتصور أن ذهابه من قريته بمدينة المنزلة إلى بورسعيد في 1 فبراير 2012، لتشجيع فريقه الأهلي في مباراته أمام النادي المصري، ستكون نقطة تحول في حياته.

تحول حسن من مشجع للنادي الأهلي إلى متهم بقتل أصدقائه في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة بورسعيد" بعد هجوم عدد من جماهير النادي المصري على مدرج "ألتراس أهلاوي" فور انتهاء المباراة، ونجح حسن في الهروب إلى غرفة ملابس الأهلي ومقابلة عماد متعب، الذي أكد ذلك في شهادته.

ويقول أحمد رضا، صديق حسن، إنه قابله بعد هدوء الأحداث داخل عربة الترحيلات من قسم المناخ إلى معسكر الأمن المركزي، وفوجئوا بإدراجهم ضمن المتهمين في القضية وليس مجنيا عليهما، وصدر قرار بحبسهما 15 يوما وأُخلى سبيلهما فيما بعد.

وقررت النيابة العامة في مارس 2012 إحالة المتهمين لمحكمة الجنايات بينهم حسن المجدي (المخلى سبيله) ولم يحضر الجلسات، معتقدا أنه غير مدرج بالقضية، وكانت المفاجأة أن المحكمة قضت بإعدامه.

يقول المحامي بالنقض حافظ أبوسعده، دفاع حسن المجدي، إن محكمة أول درجة أصدرت حكما بإعدامه غيابيا، وظهر على بعض القنوات التلفزيونية لتوضيح موقفه وأنه برئ من التهم المنسوبة إليه، ثم سلم نفسه لإظهار براءته.

وأوضح أبوسعده في تصريحات لمصراوي، أن الدفاع قدم صورة من شهادة عماد متعب الموثقة بالشهر العقاري، التي تثبت براءة المتهم وطلب استدعاءه في المحكمة لكن الطلب رُفض، وقضت محكمة ثاني درجة بإعدامه، وكذلك تأييد الحكم من محكمة النقض، الإثنين الماضي.

وجاء في شهادة عماد متعب –حصل مصراوي على نسخة منها- إنه قابل المتهم حسن المجدي عقب انتهاء المباراة وهجوم جماهير المصري عليهم، ووجده خائفا حافيا داخل غرفة الملابس، فأعطاه "شبشب" ليغادر به.

وأكد أبوسعدة، أنه ما زالت هناك فرصة أخيرة عبر تقديم التماس إعادة النظر في الطعن المقدم للمتهم مرة أخرى، ومن المقرر تقديمه إلى النائب العام خلال الأسبوع المقبل.

ويشير المحامي بالنقض أسامة الجوهري إلى أن السبيل الوحيد لإنقاذ "حسن المجدي" هو حصوله على عفو من الرئيس السيسي، الذي تُعرض عليه أحكام الإعدام قبل تنفيذها.

وبحسب قانون الإجراءات الجنائية، "لرئيس الجمهورية الحق في العفو أو تخفيف العقوبة، وينفذ الحكم بالإعدام إذا لم يصدر العفو، أو إبدال العقوبة من الرئيس خلال 14 يوما".

وقالت محكمة جنايات بورسعيد في حيثيات حكمها بإعدام 11 متهما بينهم المتهم الـ49 حسن المجدي، إنه عقب اتجاه مشجعي الأهلي للممر المؤدي لباب الخروج وجدوه مغلقا، فحوصروا بين "باب الخروج" والمتهمين الذين هاجموهم بالألعاب النارية والشماريخ والحجارة وتساقط بعضهم على بعض من الاختناق والإصابات.

وأضافت المحكمة أن العنف بلغ مداه في تلك اللحظة بقيام "حسن المجدي" بالاعتداء على المجني عليهم داخل سلم الممر أحيائهم وأمواتهم وخزا في أجسادهم بسلاحه الأبيض (مطواه)، قاصدا من ذلك وباقي المتهمين قتلهم، وهو ما أكده شاهد الإثبات الأول محمود طلعت محمد سيد.