"مصراوي" في منزل قتيل عين شمس.. لماذا أطلق أمين الشرطة الرصاص على "ميزو"؟
كتب - سامح غيث ونور العمروسي:
والدته: أمين الشرطة ضربه بالرصاص.. والأمن: "سوابق"
"الحقنى يا حاج إبراهيم" آخر جملة قالها المعتصم بالله محمد أمين، الشهير بـ"ميزو"، قبل أن يُقتل على يد أحد أمناء قسم شرطة عين شمس، بعدما أطلق عليه النار.
ميزو حاصل على الثانوية الصناعية، لم يُكمل عامه الـ 33 بعد، خرج يقف برفقة أصدقائه في الشارع، كعادته، بعد انتهاء يوم عمل شاق، ولكن هذه المرة اختلفت النهاية، فقد لقي مصرعه على يد أمين شرطة من قوة قسم شرطة عين شمس، أثناء فحص الأخير بلاغ في المنطقة.
"مصراوي" التقى بأقارب وجيران المعتصم بالله، لتسجيل شهاداتهم حول ملابسات الواقعة، والتي اختلفت عن رواية الشرطة، إذ ردد البعض أن الشاب حاول الفرار عندما شاهد أمين الشرطة خشية ضبطه وتلفيق تهمة له كما حدث قبل ذلك، على حد قولهم، فيما قال آخرون أن الشاب كان يقف صحبه أصدقائه يتعاطون مخدر الحشيش وأن أمين الشرطة حاول ضبطه وأطلق أعيرة نارية أودت بحياته، في الوقت الذي أعلنت فيه الأجهزة الأمنية أن الشاب كان يحمل مسدسا وهدد أمين الشرطة حال فحصه بلاغا بالمنطقة.
بمجرد وصولنا شارع فيلب حنا، الذي يبعد عن قسم شرطة عين شمس حوالي 300 متر تقريبا، حيث يقع منزل المجني عليه، استقبلنا الأهالي بحفاوة "أيوة دا بيت الشهيد معتصم"، واصطحبنا أحدهم إلى الطابق الثالث في منزل متواضع، تجلس بداخله سيده مسنة، وعلامات الأسى ترتسم على وجهها، تتوسل إلينا نقل الحقيقة حتى لا يضيع حق ابنها".
"رفع رجله الشمال وحطها على رقبته، وراح ضربه بالرصاص" تصف نادية أحمد رضوان، والدة الضحية، ما حدث، الساعة 11 مساء الإثنين الماضي، وقف ابني مع أصدقائه، وحضر أمينا شرطة مستقلين دراجة نارية، لفحص بلاغ مبانٍ، وأثناء ذلك تعدى أحد الأمينين بالسب والقذف على نجلي "أقف يا ابن ….."، وتابعت الأم: حاول "ميزو" الفرار منهما، خشية تلفيق قضية له مثلما حدث قبل ذلك، ولكن تعثرت قدماه وسقط على الأرض، فانقض عليه أحدهما وأطلق عليه رصاصتين أودتا بحياته في الحال.
"أنا مصابة بشلل نصفي، بس نزلت على السلم جري" تضيف الأم، "عندما سمعت صوت الطلقات أسرعت لاستكشاف الأمر والاطمئنان على نجلي، وتابعت بألم "وجدت ابني ملقى على الأرض غارقا في دمائه، مشيرة إلى أن أحد جيرانها شاهد المتهم وهو يضع قدمه اليسرى على رقبة ابنها، قبل أن يستنجد بصاحب سوبر ماركت قائلا "الحقني يا عم إبراهيم".
والد "ميزو" توفى قبل 28 عاما، تاركا لزوجته 3 أبناء، تعبت في تربيتهم حتى تمكنت من تعليمهم، الا أن ضيق ذات اليد منع الضحية من مواصلة تعليمه، مثل شقيقيه، والاكتفاء بالثانوية الصناعية، وتلفت الأم إلى أن نجلها الأكبر حاصل على بكالوريوس تجارة، والثاني حاصل على بكالوريوس أيضا، بينما الضحية كان يدير مغسلة ملك شقيقه.
تطالب الأم بالقصاص وإعدام المتهم "زي ما ضربه بالرصاص لازم يضرب"
"حتى لو هموت بالرصاص مش هسيب حقه" يقولها ممدوح أحمد، خال الضحية، ويضيف أنه لن يترك حق نجل شقيقته يضيع، مشيرا إلى أنه تقدم بشكوى لوزير الداخلية والنائب العام، يستغيث فيها من بطش رجال الشرطة بقسم شرطة عين شمس تحديدا.
وأوضح ممدوح أنه علم من أصدقاء الضحية، أن أميني الشرطة حضرا لفحص البلاغ بالمنطقة مستقلين دراجة بخارية بدون لوحات معدنية، متسائلا: كيف يسمح ضباط القسم بذلك؟
حديث الجيران
يوضح محمد سعد، أحد أصدقاء الضحية "طوب الأرض بيحب ميزو، ولا توجد بينه وبين أحد عداوة"، وأضاف أنه كان يقف في الشارع وقت الواقعة، ولاحظ أمين الشرطة ينادي على الضحية، الذي حاول الفرار منه في أحد شوارع المنطقة، ثم سمع بعد ذلك صوت طلقتين ناريتين، فسارع لاستكشاف الأمر، ليجد صديقه ملقى على الأرض جثة.
"أنا بصلي العشاء وأقف أشرب سيجارتين حشيش، أنا مش إرهابي، وميزو مكنش معاه سلاح" قالها أحد أصدقاء الضحية، مؤكد أن صديقه لم يكن يحمل سلاحا مثلما ادعت الشرطة، وأوضح أن أمين الشرطة حاول وضع المسدس في يد الضحية ليترك بصمات اليد عليه ويهرب من القضية".
في سياق متصل، صرّح مصدر أمني بمباحث القاهرة، أن أجهزة الأمن تلقت بلاغا بقيام عدة أشخاص بإجراء أعمال حفر بأحد الشوارع دون ترخيص من الحي، وتم توجيه أميني شرطة نظام لفحص البلاغ.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أنه أثناء دخول أميني الشرطة للشارع فوجئوا بقيام شاب بالتلويح في وجوهم بمسدس، ولدى اقترابهم منه شد الأجزاء تجاههم ولاذ بالفرار، فقام أمينا الشرطة بمطاردته إلى أن تعثرت خطاه، وسقط على الأرض أمام أحد محلات الأحذية بشارع منشية التحرير، وأطلق أمين شرطة النيران عليه، ما أودى بحياته في الحال.
ولفت المصدر، إلى أن المجني عليه سبق اتهامه في 5 قضايا، آخرهم سرقة، مشيرًا إلى أن الأهالي تحفظوا على أميني الشرطة وسلاحيهما، وتم تسليمهما إلى مباحث القسم.
وتباشر نيابة عين شمس برئاسة المستشار محمد الفخراني، التحقيق في الواقعة، بعدما انتقلت النيابة لمناظرة جثة المجني عليه، وأمرت بعرضها على الطب الشرعي لبيان ظروف الوفاة وملابساتها.
فيديو قد يعجبك: