"هويدا" قتلت طفلتها المريضة بالسرطان وفشلت في الانتحار: مش عارفة أعالجها
كتب -صابر المحلاوي:
داخل قفص محكمة الجيزة، وقفت "هويدا. أ" (29 سنة) تتذكر اللحظة التي قررت فيها قتل طفلتها "ليلى" (5 سنوات)، وكتمها أنفاس الصغيرة بمخدة السرير، قبل أن تقطع الأم شرايين يدها على أمل أن تلحق بابنتها، إلا أن القدر كان له كلمة أخرى ونجح الأطباء في إسعافها.. يقطع صوت القاضي حبل ذكريات الأم، لتسمع منطوق حكمه عليها بالسجن المشدد 7 سنوات.
قبل الحكم، روت "هويدا" حكايتها لـ"مصراوي" قائلة: تطلقت من زوجي والد "ليلى" بسبب فشله في توفير الطعام والمسكن لي وللصغيرة، وبعد رحلة بحث طويلة عن غرفة تأوينا، جلست على رصيف في منطقة بولاق الدكرور، وشاهدنا حارس عقار فعرض علي أن أسكن بغرفة فوق الأسطح.
وأضافت: بعد مرور 4 أشهر جاء حارس العقار بعرض لتزويجي من رجل آخر، وفرحت عندما وافق الزوج على أن تأتي ابنتي معي لتربيتها في شقته، وقضينا 3 أشهر من السعادة والخير، انتهت بعدما عرفت أن الطفلة مريضة بالسرطان.
وأكملت "هويدا": زوجي تخلى عنا، فعندما طلبت منه مصاريف لعلاج ابنتي، رد: "روحي لأي حد من معارفك وهاتي منه فلوس عشان تعالجيها مش معي فلوس أعالجها، ولو معاية مش هصرف فلوس على طفلة مش بنتي ومش من دمي".
توقفت الأم القاتلة عن الحديث قليلا قبل أن تكمل: "صعبت علي نفسي، خرجت من المنزل وذهبت للجيران والمعارف لأطلب المساعدة، فساومني أحدهم على شرفي قائلا: "تعالي عالجيني وأنا أعالج بنتك".
الأم: جاري ساومني على شرفي مقابل مساعدتي لعلاجها.. والمحكمة تعاقبها بالسجن 7 سنوات
ومضت تقول: في ليلة الحادث، كانت ابنتي تتألم وأردت أن أريحها من تعب المرض وقلة الفلوس، لم أتمالك أعصابي لحظتها وجن جنوني، بدلت ثيابها بثياب جديدة، ووضعت بجانبها لعبتها المفضلة وهي دبدوب صنعته لها من القماش، وحكيت لها قصة قبل النوم، وانتظرتها حتى خلدت للنوم، ووضعت الوسادة على وجهها وكتمت أنفاسها، أردت التراجع لتألمي ولكن هاجسا جاء بداخلي وردد "اقتليها.. اقتليها"، وقتلتها.
توقفت هويدا عن الحديث، قبل أن تستكمل: "قتلت طفلتي واتجهت للمطبخ وأحضرت السكين وأخضت "ليلى" في خضني وقطعت شرايين يدي للتخلص من حياتي، والذهاب مع ابنتي لحياة أفضل من الغابة التي نعيش فيها".
واختتمت حديثها قائلة: طوال سجني كنت أتذكر ابنتي كل ليلة و"أي حكم من المحكمة أنا هرضى به أنا عمري ما هسامح نفسي.. بس والله كانت صعبانه علي وهي بتتألم ومش لاقيه أعالجها وخوفت أمشي في الحرام".
لم تلحق هويدا بابنتها، وتمكن رجال الإسعاف من إنقاذ حياتها بعد تلقيهم بلاغا من الزوج الجديد، وحينما سألتها الشرطة وقتها اعترفت بأنها قتلت طفلتها وأرادت الانتحار بعد يأسها من العيش وقلة حيلتها في الإنفاق على صغيرتها وعلاجها.
واستمرت القضية 9 جلسات داخل محكمة الجيزة، وحكمت المحكمة حضوريا بالسجن المشدد 7 سنوات على "هويدا".
فيديو قد يعجبك: