"فسحة كلب" تكشف انتحار سايس في المهندسين (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - محمد شعبان:
انتهزت السيدة الثلاثينية فرصة عودتها مبكرًا بعد إيصال طفلتها إلى المدرسة، واصطحبت كلبها لتريضه بالحديقة المواجهة لمسكنها في ميدان البصرة بمنطقة المهندسين، قبل أن تصرخ بصوت عال "إلحقوني"، مستغيثة بالجيران بعدما وجت جثة شاب تتدلى من حبل مربوط بفرع شجرة.
هرول "عم مجدي" حارس البرج السكني إلى الشابة، ليقف الاثنان متحجران أمام جثمان "نور الدين مجدي"، لتسود بعدها حالة من الهرج داخل الحي الهادئ، وينقسم قاطنو المنطقة اما بين مراقبين للمشهد من النوافذ، ومتابعين لمستجدات الأمور من مسرح الحادث يتبادلون الأسئلة عن الضحية تقطعها صوت سرينة سيارة الشرطة.
وفرضت قوات الشرطة طوقا أمنيا بمحيط الجثة حتى انتهى فريق النيابة العامة من المعاينة، ونقلت الجثة لمشرحة زينهم لتعود الأمور لطبيعتها داخل الحي عقب مرور قرابة الساعة والنصف.
ومع انسحاب قوات الشرطة، انهالت أسئلة الأهالي على "عم مجدي" الذين تربطهم به علاقة منذ 25 عاما، ليجيب الرجل على الجميع بجملة واحدة: "المباحث بتحقق وهيقولوا هل دي جريمة ولا انتحار؟"
يعود موظف الأمن إلى جلسته المعتادة في مكتبه، يحتسي كوبا من الشاي محاولا نسيان المشهد الذي بات محفورا في ذاكرته منذ الصباح: "صورة الواد مفارقتش خيالي"، يقول عم مجدي، مضيفا: "نور الدين"، كان يعمل سايس سيارات بمحيط محل عصير شهير بشارع جامعة الدول العربية.
وعلى بعد خطوات من مكان اكتشاف الواقعة، كان يلهو طفل بدراجته يطالبه والده بالابتعاد عن تلك المنطقة "ما تلعبش هنا، في عفاريت".
"هو بقالوا 5 سنين في المنطقة، كان بينام تحت الشجرة دي"، يشير حارس عقار يُدعى "علي"، 29 عاما، إلى بطانية وملاءة كان يتخذها المتوفى سريرا له في المساء "كان بيرجع بالليل ينام هنا لأنه مقطوع من شجرة"، ليتلقط منه عم مجدي أطراف الحديث "هو كان في حاله، عمره ما عمل مشاكل مع حد في المنطقة".
يقول "عبده"، حارس عقار قدم من بلدته في الصعيد منذ عام: لم يحدث أي موقف بيني وبين المتوفى، "هو كان بيقعد مع 10 شباب دايما بيلعبوا ويضربوا مخدرات مع بعض"، والجيران أبدوا استياءهم من تلك المجموعة لكنهم فضلوا تبادل الشكاوى فيما بينهم دون إبلاغ الشرطة "الناس هنا مش عاوزة توجع دماغها".
ويشير أحد العاملين بصيدلية البصرة المواجهة للحديقة التي شهدت الواقعة، إلى أن "نور الدين" عُثر عليه معلقا بفرع شجرة بارتفاع 3 أمتار بواسطة قطعة قماش لغطاء سيارة "ماكنش له خلافات، ولما حد بيجر خناقه ماكنش بيوصل الأمور لأكثر من مناوشات طفيفة".
وأكدت معاينة الرائد عمرو نصير، رئيس مباحث نقطة المهندسين، أن جثة الشاب صاحب الـ30 عاما، لم تكن بها أية إصابات ظاهرية، وعُثر أسفل الجثة على حافظة نقوده بها بطاقة الرقم القومي وحذاء بلاستيك.
فيديو قد يعجبك: