ساعي بريد تكاسل عن تسليم الجوابات.. والنتيجة طلاق وخلافات أسرية
كتب - فتحي عمر:
" شهرين يا بخيل؟ ستين شمس وستين ليل؟ النبي يا حراجي ما أطول قلبك.. لأقطع بسناني الحتة القاسية فيه".. بهذه الكلمات عاتبت "فاطنة" زوجها "حراجي القط" في رائعة الخال عبد الرحمن الأبنودي "جوابات الأسطى حراجي"، وعندما وصله خطابها سارع باسترضائها.. إلا أن هذا لم يتوفر لـ"علاء م." (٤٣ سنة) يعمل في السعودية، الذي لم تصل خطاباته لزوجته المريضة ولم تصل له خطاباتها بسبب "تكاسل عامل البريد"، فانتهى الأمر لطلاقهما.
لم يدرك "علاء" ولا زوجته ما حدث معهما إلا بعد عودته من غربة أنهكته، وبعد أن عاتب زوجته وأسرتها اكتشف الاثنان أن خطاباته التي أرسلها لها والتي اشتكى فيها من تعثره ماديا حتى وصل الأمر لاقتراضه للعودة إلى مصر، لم تصلها ما أدى لشعورها بالغضب لعدم سؤاله عنها رغم مرضها، ودفعها لطلب الطلاق، وأزم الأمور بين الزوجين.
وسارع الزوج المغترب إلى تقديم بلاغ بالواقعة إلى النيابة العامة يتهم فيه موظفي البريد بالإهمال والتسبب في تطليق زوجته بسبب عدم تسليم خطابات هامة أرسلها لها وهي مريضة.
ولم يكن "علاء" الضحية الوحيدة، فقد تلقت إدارة شرطة البريد بلاغات أخرى تفيد بوجود إهمال وتلاعب بأعمال توزيع الخطابات المسجلة والعادية بمنطقة بريد شمال المنوفية، وعدم توصيل الخطابات المرسلة للأهالي من أقاربهم المغتربين ما تسبب في نشوب عدة مشكلات أسرية ومشاجرات عائلية.
وأكدت التحريات صحة البلاغات، مشيرة إلى أن الموظف "محمد ع. م." 30 سنة، لم يسلم عددا من الخطابات المسجلة والعادية عهدته، وزور توقيع أصحابها على كشوف تسليم الخطابات على خلاف الحقيقة.
وقالت مصادر أمنية بشرطة النقل والمواصلات إنهم ألقوا القبض على الموظف وبمواجهته بالبلاغات والمعلومات، اعترف بارتكابه الواقعة، وبرر ذلك بأنه تكاسل عن إيصال عدد من الخطابات بسبب ضغط العمل المتزايد عليه.
وأمر اللواء قاسم حسين مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية، وتحرير محضر بالواقعة وعرضه على النيابة العامة التي تباشر التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: