إعلان

مصراوي في موقع "كمين الواحة".. تفاصيل 5 دقائق كتبت نهاية ضابطين وشرطي - (فيديو وصور)

12:42 م الثلاثاء 02 مايو 2017

كتب – محمد الصاوي وفتحي عمر:
صمت يقطعه على فترات متباعدة صوت "سارينة" دورية شرطية تجوب المنطقة الخالية من كل شيء عدا بعض الموظفين في معرض سيارات، وقيادات أمنية توافدت للتحقيق في الهجوم المسلح الذي استهدف ليلة أمس قولا أمنيا، وأسفر عن استشهاد ضابطين وشرطي وإصابة 5 آخرين.

حركة لا تتوقف من أفراد الفريق المباحث المكلف بالتحقيق لتجميع خيوط الواقعة، التي استغرقت 5 دقائق فقط. وشكل الضباط مجموعات دائرية تبادلوا خلالها الحديث الذي قطعوه بمجرد اقترابنا منهم: "والله حضراتكم لسه بنجمع معلومات" قالها ضابط ردا على تساؤلنا حول ملابسات الواقعة.

ووفقاً لبيان الداخلية، فإن عناصر مسلحة يستقلون سيارتين اقتربوا من القول الأمني المتحرك أثناء مروره بميدان محمد زكى بطريق الواحة بتقاطعه مع الطريق الدائري في منطقة مدينة نصر، وأطلقوا النيران على القوات التي بادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، وأسفر ذلك عن استشهاد النقيب محمد عادل وهبة من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة، والنقيب أيمن حاتم عبد الحميد من قوة مباحث قسم شرطة عين شمس، وأمين شرطة شعبان محمد عبد الحميد بإدارة تأمين الطرق، بينما أصيب 5 آخرين، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

"يا بيه الساعة كانت حوالي 11 ونصف، وكنت بسخن أكل عشان اتعشى أنا وزميلي، وفجأة سمعت صوت رصاص كتير خرم وداني".. هكذا وصف عم خليفة حارس معرض محمد زكي للسيارات الملاصق لـ"الكمين" ما جرى ليلة أمس وكيف استهدف المسلحون رجال الشرطة في 5 دقائق ولاذوا بالهروب.

يستجمع عم خليفة الذي قارب عمره على الـ 60 عاماً قواه، ويحاول أن يتمالك أعصابه التي "فلتت" –بحسب وصفه – نتيجة أزيز الرصاص المباغت، وغزارته، ويتحدث هامساً: "كنت لسه جاي استلم وردية الخفرة بتاعتي، ودخلت آكل أنا وزميلي، لسه يادوب ايدي بتاخد رغيف عيش، وسمعت ضرب النار رميت الأكل وجريت استخبى في عمارة تحت الإنشاء".

وقال مصدر أمني إن الحادث وقع قبل وصول الضابط المسئول عن عملية الإشراف على الخدمات الليلية لتفقد الدورية، وبعد نصف ساعة من استلام القوة الحالية الدورية، مشيراً إلى أن عملية تسليم الورديات تتم في هذا المكان منذ عام تقريباً.

يضيف عم خليفة: " كنت خايف ليطلعوا يضربونا بالنار، 5 دقائق بس كان صوت الرصاص فيهم زي الرز".
عصام عادل، فرد أمن بـ"كمبوند سكني تحت الانشاء وشاهد آخر على الهجوم، قال: "كنت بعيد عن الضرب مسافة 100 متر، شفت عربيات بتجري بشكل غير طبيعي، ولفوا عكس الصينية وصاروا في مواجهة البوكسين وفضلوا يضربوا نار بشكل مخيف لمدة 5 أو 6 دقائق متواصلة".

التقط عم خليفة طرف الحديث مجددا، قائلا: "بعدها المنطقة صارت سمع هس، جريت أشوف فيه أيه لقيت اتنين بدبابير ميتين وهما قاعدين ع الكراسي، والدم مغرق الكراسي، كان فيه عساكر مصابة عمالة تصرخ من الوجع، معرفتش اعمل ايه ولا اتصرف ازاي؟! .. ركبي خبطت على بعضها وقلبي انخلع من المنظر، بصيت بعدها لقيت عربيات شرطة وبوكسات جاية من كل اتجاه وسيارات إسعاف نقلت المصابين، حسبي الله ونعم الوكيل".

أنهى عم خليفة كلماته، بالتزامن مع عودة بعض موظفي معرض السيارات للعمل مرة أخرى بتعليمات من رجل الأعمال محمد زكي صاحب المعرض، الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من قيادات الأمن بسرعة الحضور لتفريغ كاميرات المعرض والتحفظ على الـ"DVR" الخاص بمعرض السيارات.

ضرب الموظفون كفاً بكف: "مشينا الساعة 10 ويادوب وصلنا البيت وجانا تليفون من الحج محمد أشار لنا بالعودة إلى المعرض مرة أخرى، ولم نشاهد ماذا جرى، ومن الساعة 12 لحد دلوقتي الشرطة بتستجوب كل الناس هنا وتحفظت على كاميرات المعرض".

وقال مصدر أمني بالإدارة العامة للطرق، والمنافذ بمديرية أمن القاهرة، إن الحادث وقع في منطقة متاخمة للجبل تقع ما بين منطقتي المقطم ومدينة نصر، وأن المسلحين استهدفوا القول الأمني المتحرك أثناء توقفه لتبديل "الوردية"، مؤكدا أن جميع الإصابات حرجة للغاية.

وقال المصدر إن منفذي الهجوم أكثر من ٦ مسلحين وسائقين وأطلقوا نحو 90 طلقة، وتبادلت قوات الأمن الرصاص مع الجناة نتج عنه هروبهم إلى إحدى الطرق ناحية الطريق الدائري.
وقالت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها إن قوات الأمن تتبع السيارتين الآن للعمل على ضبط الجناة وملاحقتهم وتم نشر الدوريات الأمنية بمحيط المنطقة التي وقع فيها الحادث.

وتقام جنازة عسكرية ظهر اليوم لضحايا الشرطة الثلاثة، يتقدمها اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، وقيادات أمنية، وتنفيذية، وشعبية.

فيديو قد يعجبك: