شاب قتل أشقاءه الأربعة: "أنا الجاحد وزوجتي شيطانة.. اعدموني"

كتب -صابر المحلاوي:

استشاط "سيد. ع"، 32 سنة، عاطل غضبًا، عندما وسوست له زوجته أثناء زيارتها له داخل محبسه بسجن الجيزة، قائلة "إخواتك وزعوا الميراث بعد موت أمك، وأنت طلعت من المولد بلا حمص"، ليخرج من السجن بعد قضائه مدة عقوبته لإدانته بتعاطي المخدرات، ويقتل أشقاءه الأربعة طمعا في الميراث.

وداخل محكمة الجيزة، وقف "سيد" خلف القفص الحديدي، مستقيم القامة، يده خلف ظهره، مطأطأ الرأس، ودموعه لا تجف، قائلا: "أنا الأخ الجاحد اللي قتل أخواته من أجل المال، وسوسة الشيطانة زوجتي هي ما دفعني لارتكاب جريمة القتل.. يارتني ما خرجت من السجن".

وروى "سيد" لمصراوي حكايته قائلا: "أنا كنت بحب إخواتي وعمري ما كنت أقدر أبص في عين حد فيهم، إخواتي راحوا مني عشان أنا ما استهالهمش.. يا خسارة كل شيء راح والثمن كان أقرب الناس لي".

أكمل الشاب حديثه ودموعه على وجنتيه: "أبويا مات وأنا في الصف الخامس الابتدائي، وأمي اللي ربتني أنا وإخوتي، عمرنا ما احتجنا لحد كل واحد فينا صاحب صنعه، الفرق بين كل منا عامين فقط، أحمد، ومصطفى، ومحمد، وعبد الله، وأمي وأنا، أسرة عاشت في سعادة؛ حيث كانت الأم صاحبة الكلمة وهي عمود المنزل الصغير الذي نعيش فيه".

"المنزل كان بالطوب والطين، اتهد وبنينا مكانه عمارة مكونة من 6 طوابق كل منا له شقته الخاصة، وأمي لم تيأس ولو للحظة واحدة، كانت دائما تسعى من أجل إسعادنا، جوزتنا واحدا تلو الآخر، ولم ينقصنا شيئا"، قالها المتهم وتنهد ليكمل: "أصحاب السوء هما اللي خدوني لشرب المخدرات، حتى تم ضبطي وبحوزتي ترمادول تم حبسي 6 أشهر، بعد القبض علي تدهورت صحة والدتي وتوفت بعدها بـ3 أشهر".

وتابع: "في يوم جاءتني زوجتي لتوسوس في أذني أن أشقائي قسموا فيما بينهم الأرض والمنزل ولم يتركوا لي شيئا، وقالت إنهم طردوها بعد القسمة، لم أعلم أن حديثها كان كذبا، لأقضي مدة حبسي وأذهب إلى البيت وأطعن كل واحد منهم داخل شقته بطعنة في الصدر".. وتوقف قليلا قبل أن يقول: "عمري ما هسامح نفسي والله ما كنت في وعيي، هي أعطتني كمية من المخدرات من أجل التخلص منهم".

وأثناء حديثه جاء صوت الحاجب "محكمة"، لتدخل هيئة المحكمة مكتملة بعضويها اليمين واليسار، وبعد أن اعتدل القاضي وعدل من نظارته الطبية، أرسل بصره تجاه المتهم، وأشار إلى ممثل النيابة ليبدأ حديثه، قائلا: سيدي القاضي إن المتهم الماثل أمام حضراتكم خلف هذا القفص الذي تقتله الحيرة ويغتاله التساؤل لم هو في هذا المكان ؟.. ليجاوب المتهم قائلا: "لا أنا عارف أنا هنا ليه أنا قتلت أخواتي ومش بنكر اعدموني واخلصوا.. حرام أعيش أنا بتعذب، اعدموني أبوس اديكم".

لتكمل النيابة حديثها: هذا المتهم تجاهل كل ما تعلمه وخبره وأساء لنفسه أيما إساءة، وتعدى على أشقائه الأبرياء فأصابهم بضرر بليغ، وقد وقع في السنوات الأخيرة في أخطاء لا تغتفر، ولم يعر لتجاربه أي سمع... وبناء عليه نطالب بتوقيع أقصي العقوبات على هذا المتهم.

وفي النهاية، حكمت المحكمة حضوريا بإحالة أوراق "سيد" لفضيلة مفتي الديار المصرية لإبداء الرأي في إعدام المتهم.