بالفيديو والصور.. "حازم" فشل في الانتحار بعد وفاة والده.. فكررها ومات لعجزه عن رؤية ابنه
كتب - طارق سمير وسامح غيث:
توفى والده الذى كان يساعده في تحمل أعباء الحياة قبل عامين، فحاول الانتحار بالقفز من الطابق الرابع لكنه فشل وأصيب بكسور في القدم، ترك على إثرها العمل وفشل في تدبير احتياجات أسرته، فتمردت زوجته وتركت المنزل ومنعت طفلهما الوحيد عنه فانتحر بشنق نفسه... كانت هذه قصة "حازم م." ٤٠ سنة، والذي انتحر بشنق نفسه قبل أسبوعين داخل مسكنه بمنطقة المرج.
على بعد أمتار من العمارة التي يسكن بها حازم، تجلس سيدة في العقد السادس من العمر، طلبت عدم نشر اسمها، وروت لـ"مصراوي" تفاصيل الواقعة، وهي تشيرا إلى الطابق الثاني من العمارة المكونة من 5 طوابق، قائلة: بدأت الحكاية بزواج تقليدي بين رجاء وحازم الذى كان يعمل مساعد صيدلي، واستمرت لمدة ١٢ سنة رزقهما الله بطفل يبلغ من العمر ١٠ سنوات، وكانت حياتهما هادئة، حتى توفي والده الذى كان يساعده على تحمل أعباء الحياة قبل سنتين.
"كان بيمشى على عكازين، معرفش إن كان وقع من الطابق الرابع ولا هو اللي رمى نفسه".. تقولها الجارة مشيرة إلى محاولة جارها الانتحار بعد وفاة والدة، وإصابته بكسورفي القدم، أعاقت حركته وتسببت في تركه للعمل، مضيفة: بعدها بدأت المشاكل تدب بينه وبين زوجته، بسبب عدم قدرته على العمل والانفاق على المنزل.
"قلت لها يا بنتي اشتغلي.. إن مال عليكى الزمن ميلي على اكتافه"، كانت هذه نصيحة الجارة للزوجة في محاولة منها لإثنائها عن ترك منزل الزوجية، تضيف السيدة الستينية: حاولت اقناعها بالعمل للإنفاق على المنزل، والوقوف بجانب زوجها الذى لم يبخل عليها يوما ما، لكنها رفضت قائلة "أشتغل عشان أأكله وهو قاعد في البيت".
وتابعت الجارة: "من 8 أشهر، زوجته تركت المنزل وأخذت معها ابنهما ومنعت حازم من رؤيته، فكان يذهب له بعد المدرسة لرؤيته، وحاول أكثر من مرة محاولة إرجاعها للمنزل، لكنها رفضت، واستغلت غيابه مرة وجمعت كل "العفش" ولم تترك له سريرا ينام عليه".
"كان دائما يقول نفسي اشوف ابني".. بهذه العبارة بدأ حسن حماد، صاحب معرض سيراميك وأحد المقربين من الشاب المنتحر، حديثه لنا، مشيرا إلى أنه تدخل لمحاولة الصلح بينهما وإعادة الزوجة للمنزل إلا أنها كانت دائمة الرفض وتطلب الطلاق، وتابع قائلا: كان يقف أمام المدرسة لرؤية ابنه.
"واحد مراته سابته ومنعته يشوف ابنه وأبوه اللى كان بيساعده مات واخواته مبيسألوش عليه وعنده إعاقه في رجله"، هكذا عدد حماد الأسباب التي دفعت حازم للانتحار، قبل أن يضيف: "كان يمر بأزمات مالية ويحتاج لإجراء عملية جراحية".
وعن يوم الواقعة، يقول "عاطف ن." في تمام الثانية من صباح يوم الاثنين 20 أبريل، شاهد الجيران المقابلين للعمارة "حازم" معلقًا على مشنقته، فتعالت الصراخات في كل أرجاء "الحارة" وتجمع الأهالي وأبلغوا الشرطة التي حضرت للمعاينة.
وأضاف: وجدناه معلق في المروحة، مستخدمًا "كرفته"، مؤكدًا أنه "لولا وفاة والده لكانت حياته تغيرت كثيرًا، فبعد موته ضاقت حياته أكثر وزادت المشاكل مع زوجته".
أحد الجيران: زوجته قالت " مش هحزن عليه".. وجارته: انتحر بعد ما الفقر أكله
وكشف الجار أن "حازم" حاول الانتحار قبل الواقعة بيومٍ واحدٍ، قائلا: "صعد إلى الدور الثامن في آخر عقار بالشارع، وحاول رمى نفسه لولا أن الجيران منعوه"، مضيفا: عندما اتصلنا بزوجته قالت نصًا "أحسن يستاهل، أخد جزاءه، ولا هحزن عليه يوم".
وهاجم عاطف زوجة الشاب المنتحر قائلا: "كانت تعصي كلامه، وكثيرة الشكوى، وسبق أن هددت بقتله بـ"سكين" لقيامه بتناول أكل ابنه، وظلت بعد مرضه تشكي منه حتى ضاقت نفسه وأقبل على الانتحار". قبل أن يختم كلامه قائلا: "روحه راحت فطيس، مش هنحط زينة رمضان السنه دي".
وأكد "م. أ." (29 عامًا)، أن كل أهالي المنطقة كانوا يساعدون "حازم" بالمال والطعام، بكل رضى تقديرًا لموقفه الصحي، مضيفا: "كنت دائما بسمعه هو وزوجته بيتخانقوا، وسمعت عن وفاته بالصدفة لعدم تواجدي بالحي بشكل دائم".
الأمن: الشاب دفن في مدافن الصدقة.. وهناك خلافات بينه وأسرته بسبب الميراث
وقال مصدر أمني، في تصريحات لمصراوي، إن تحريات رجال المباحث أكدت أن المجني عليه بينه وبين زوجته مشاكل أسرية عديدة، وسبق أن استولت الزوجة بمساعدة أسرتها على محتويات الشقة، وبعدها حاول المجني عليه الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع، لكنه فشل، وأصيب بكسور بالجسم أبعدته عن العمل، وبات يعيش على مساعدة بعض الأشخاص.
وأضاف المصدر، أن الشاب خضع لفترة علاج داخل المستشفى، وعاد بعدها إلى مسكنه، ومكث لمدة شهر وبعدها قام بالانتحار، مشيرا إلى أنه تم دفن جثته في مقابر الصدقة بسبب عجز الأجهزة الأمنية عن التوصل لأسرته، نظرا لوجود خلافات بينهم بسبب الميراث.
فيديو قد يعجبك: