لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإدارية العليا تلغى قرارًا بوضع فيلا بالإسكندرية ضمن العقارات التاريخية

02:05 م الإثنين 19 يونيو 2017

المحكمة الإدارية العليا

كتب- محمود الشوربجي:
أكدت المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار الدكتور محمد مسعود رئيس مجلس الدولة، اليوم الاثنين، أن شرط تسجل الفيلات في مجلد التراث المعماري تحقق إحدى أربع حالات أن يكون الطراز المعماري مرتبطاً بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية، أو بكونها تمثل حقبة تاريخية أو تعتبر مزاراً سياحياً فإذا لم تتحقق فلا يجوز لرئيس الوزراء بتسجيل الفيلا بمجلد التراث المعماري.

وقضت بإلغاء قرار رئيس الوزراء فيما تضمنه من قيد العقار رقم 142 شارع عبد السلام عارف – زيزينيا – قسم الرمل كود 1983 خلف قصر الصفا التابع لرئاسة الجمهورية بسجلات التراث المعماري لمحافظـة الإسكندرية، وما يترتب على ذلك من آثار .

وقالت المحكمة إن المشرع حظر الترخيص بالهدم أو الإضافة للمباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز المرتبطة بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية أو بكونهــــــا تمثـــل حقبة تاريخية أو تعتبر مزاراً سياحياً، وأناط المشرع برئيس مجلس الوزراء وضع معايير ومواصفات المباني والمنشآت المشار إليها، وأوجب تشكيل لجنة أو أكثر بكل محافظــــــة تكون مهمتها حصر تلك المباني والمنشآت ومراجعة هذا الحصر بصفة دورية على أن ترفع قراراتها في هذا الشـــــــأن إلى رئيس مجلس الوزراء لاعتمادها ، وعلى أن يخطر ذوو الشأن بما تم اعتماده منها، مع وجوب تسجيل البيانات الخاصة بهذه المباني والمنشآت في السجلات التي تعد لذلك .

وأضافت المحكمة أن المباني والمنشآت التي تخضع للحظر المنصوص عليه فى القانون رقم 144 لسنة 2006 في شأن تنظيم هدم المباني والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعماري، يتعين أن يكون قد تحقق فى شأنها وضع من تلك الأوضاع الأربعة المشار إليها سلفاً، بحسبان تحقق أي منها يمثل علة التميز الذى لأجله فرض حظـــــــر الهدم أو الإضافة، ومن ثم تنأى عن نطاق هذا الحظر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز لعلة أخرى غير تلك الأوضاع التي حددها المشرع ، وبالتالي فإذا كان التميز لسمات معمارية مجردة عن تحقق واحد منها كان مناط الخضوع لذلك الحظر منتفيا .

وأوضحت المحكمة أن رئيس مجلس الوزراء أصدر قراراً بقيد العقارات الموضح بياناتها وموقعها وأسماء شاغليها ومالكيها بالمجلد المرفق بهذا القرار والكائنة بأحياء محافظة الإسكندرية ، ومن بينها العقار المملوك للطاعن بشارع عبد السلام عارف – زيزينيا - محافظة الإسكندرية على أساس أنه المبنى ذو طراز معماري متميز ويمثل حقبة تاريخية , كما ورد باستمارة بيانات مبانى الحفاظ على التراث الحضارى للإسكندرية وكتاب نائب رئيس الأمانة الفنية للحفاظ على التراث والقائم بأعمال رئيس اللجنة برقم 94 فى 18/6/2013 المرفق بحافظة مستندات الجهة الإدارية، والمتضمن أن الفيلا تقع فى ضاحية الرمل والتى تعتبر من مناطق الفيلات فى الإسكندرية وتقع مباشرة خلف قصر الصفا التابع لرئاسة الجمهورية ، ويفصل بينهما شارع محمود الديب ، وتنفرد الفيلا بتميز طرازها المعمارى التابع لطراز البحر المتوسط وهو من الأمثلة النادرة فى المدينة والتى تتبع حقبة الخمسينات من القرن الماضى حيث يتميز باستخدام الأسقف المائلة على مناسيب مختلفة والمغطاة بالقرميد الأحمر الأسبانى ، كما يتميز باستخدام مزيج من البياض والحجر الطبيعى فى الواجهات واستخدام مداخن الدفايات كعناصر رأسية فى الواجهة ، وأهم ما يميزها هو تنسيق الموقع والحدائق فى شكل تراسات متدرجة على مناسيب مختلفة، وإزاء السجال فى شأن ما إذا كان هذا المبنى يرتبط حقا بحقبة تاريخية أتى طرازه المعمارى متميزا لارتباطه بها .

وأشارت المحكمة إلى أنه فى عام 2016 انتدبت لجنة من كبار اساتذة الهندسة والفنون الجميلة والآثار بجامعة القاهرة لبيان ما إذا كان العقار موضوع الطعن ينطبق عليه وصف الطراز المعمارى المتميز وبيان الطراز الذى يصنفه تحت أى طراز معمارى وأوجه تميزه ومدى ارتباطه بحقبة تاريخية معينة، مع تحديد تلك الحقبة ومظاهر ذلك ودلالته، وقد أودعت اللجنة تقريراً تضمن ما قامت به من أعمال وما خلصت إليه من رأى فنى فى ضوء المعطيات التى ذكرتها بالتقـــرير، منتهية إلى أنه "بعد مطالعة ملف القضية والمرفقات ومعاينة المبنى وتحليل البيانات المتاحة، فقد خلصت اللجنة إلى ما يلى: المبنى محل التداعى مسجل فى سجلات التراث المعمارى لمحافظة الإسكندرية تحت رقم كود (1983) وتحت بند منشآت ذات طابع معمارى مميز ويمثل حقبة تاريخية. ويوجد خلاف فى الصورة التى تم الحصر على أساسها والموجودة فى استمارة الحصر واستمارة التظلمات وبين ما هو قائم على الطبيعة حاليا. وطراز المبنى الحالى غير واضح وغير محدد، وإنما عبارة عن تجميع مجموعة من المفردات الزخرفية والتى لا تمثل طراز فى حد ذاتها والمبنى لا يمثل حقبة تاريخية معينة، وإنما طراز معمارى معدل على أصل المبنى الذى يرجع إلى خمسينات القرن الماضي ولم يشهد المبنى أى أحداث تاريخية هامة على مستوى دولي أو محلى .

واختتمت المحكمة أنها اطمأنت إلى تقرير اللجنة ومنها أن طراز المبنى حاليا غير واضح وغير محدد وإنما عبارة عن تجميع مجموعة من المفردات الزخرفية والتى لا تمثل طراز فى حد ذاتها، ولا يمثل حقبة تاريخية معينة وإنما طراز معماري معدل على أصل المبنى الذى يرجع إلى خمسينيات القرن الماضي، ولم يشهد المبنى أى أحداث تاريخية مهمة على مستوى دولى أو محلى، على خلاف ما ذهبت إليه لجنة الحصر والذى صدر القرار المطعون فيه علـــــى أســـــــاس مما تبنته، ولما كان القرار المطعون فيه الصادر من رئيس مجلس الوزراء قد تمثل سببه فى أن المبنى ذو طراز معمارى مميز ويمثل حقبة تاريخية، فمن ثم يغدو هذا السبب غير مستخلص استخلاصاً صحيحاً من واقع ينتجه ، ويضحى القرار الطعين مخالفاً صحيح حكم القانون لقيامـــــــه على غير سبب صحيح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان