لماذا انتحر موظف شركة التأمين داخل مكتبه؟
كتب- طارق سمير وسامح غيث:
قبل نحو أسبوعين، وصل "محمود م."، (45 عامًا)، إلى مقر عمله بشركة تأمينات بمنطقة الدقي، وقبل أن يجلس على مكتبه أخبره زميله بقرار نقله من قسم الإدارة الطبية إلى قسم شئون العاملين، فسارع لمديره لإقناعه بالعدول عن القرار، وعندما فشل سكب كمية من البنزين على جسده وأشعل النيران ليلقى مصرعه فور وصوله المستشفى.
وبحسب شهادات جيران وأصدقاء محمود لم يكن قرار النقل هو السبب الوحيد الذي دفعه للانتحار، يقول أبو شمس أحد جيرانه في شارع خالد بن الوليد المتفرع من شارع ناهيا بمنطقة بولاق الدكرور: كان يسكن مع زوجته الثانية.
في الطابق الأرضي من العقار الذى يحمل رقم13، إلا أن زوجته تركته قبل 3 أشهر والشقة مغلقة من وقت الحادث.
وأوضح: بعد انفصاله عن زوجته الأولى لعدم الإنجاب تزوج محمود من أخرى قبل 10 سنوات وانتقل للعيش في المنطقة، وكانت علاقته طيبه بجميع جيرانه، إلا أنه في الآونة الأخيرة نشبت مشاكل بينهما بسبب عدم الإنجاب.
"مراته سابته وهربت عشان مبيخلفش، وأصيب بحالة نفسية سيئة" يضيف الجار، لافتا إلى أن الضحية حرر محضر بقسم شرطة بولاق الدكرور، يفيد بتغيب زوجته وتركها المنزل دون إبداء أسباب ذلك.
ومضى الجار قائلاً: عصر الخميس الماضي، حضر شقيق الضحية وأبلغ الجيران أن شقيقه توفى نتيجة تعرضه لصعق كهربائي أثناء ممارسة عمله، ووضع قفل على باب الشقة حتى لا تتمكن زوجته من فتحها والاستيلاء على ما بداخلها.
"راجل مؤمن وعارف ربنا"، قالها الجار مستبعدا رواية انتحار الضحية، لافتا إلى أن شقيقه أبلغه أنه لن يترك حقه وسيقاضى الشركة التي كان يعمل بها لتسببها في وفاته صعقا بالكهرباء.
وقال شاب عشريني من الجيران: شقيقة محمود كانت تقيم في الطابق الرابع بالعقار نفسه، وتوفيت قبل سته أشهر، مشيرا إلى أنهم لم يروا أيا من أسرته طوال إقامته معهم "أهله من أسيوط ومحدش بييجي هنا".
تعقيدات العمل
"منهم لله الظلمة.. أنا خلاص تعبت ومرتبي مبيكفيش"، كلمات قالها محمود لزميله "سعد ح." للتعبير عن غضبه من قرارا نقله. يقول سعد: فوجئت به بعدها يسكب عبوة من البنزين على جسده وأشعل النار في لحظات ولم يستطع أحد إيقافه.
فيما قال "ع. ب." موظف بالشركة: محمود كان يشكي لي من مروره بضائقه مالية، وأن المرتب لم يعد يكفيه لسد متطلبات أسرته، موضحا أن نقله إدارة أخرى بالشركة كان سيؤثر على مرتبه سلبا ما أدى لإثارة غضبه وسكبه عبوة البنزين وإشعال النار بنفسه كنوع من الاحتجاج.
وتابع "م. ج.": محمود زميلي منذ 6 سنوات، وكان غاضبا جدا يوم الحادث، ولم يتمكن أحد من السيطرة عليه.
وأكد مصدر أمني أن شقيقه الضحية لم يتهم أحدا بقتل أخيه ولم يشتبه جنائيا، وتقدم بالتماس للنيابة العامة لعدم تشريح الجثة، واكتفى بتسلم جثة شقيقه ودفنها في مقابر الأسرة بالجيزة.
كان المقدم أحمد الوليلي رئيس مباحث قسم شرطة الدقي، تلقي في بداية الشهر الجاري، بلاغا يفيد بإشعال موظف النار بنفسه بمقر شركة تأمين، وبإجراء التحريات تبين أن الموظف يدعى "م. م" 45 سنة، حضر إلى مقر الشركة وبحوزته عبوة تحتوى على بنزين وسكبه على جسده وأشعل النار، احتجاجا على نقله من الإدارة الطبية بالشركة إلى إدارة شؤون العاملين، وتضرره من النقل، بالإضافة إلى وجود خلاف مع زوجته، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج، وحرر محضرا بالواقعة، وأخطر اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، وباشرت النيابة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: