"ذنبك ايه في الموت يا دُفعة".. حكاية 3 دقائق دموية في البدرشين (فيديو وصور)
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتب - محمد شعبان وطارق سمير:
تصوير - إسلام فاروق وكريم أحمد:
كعادته، توجه "أحمد" - اسم مستعار - إلى محل عمله بمطعم سقارة السياحي لبدء الشيفت الصباحي في تمام السادسة والنصف، لكن السيناريو اليومي تغير في السابعة والنصف بسماع دوي إطلاق نار قُرب كوبري شرق "أبو صير" الذي يبعد نحو 100 متر.
"جريت أشوف اللي حصل" يقول "أحمد" إن ثلاثة ملثمين يرتدي أحدهم "خوذة"، يرتدي الأول تي شيرت أزرق وزميليه "أسود"، أمطروا سيارة شرطة تابعة لتأمين منطقة سقارة الأثرية: "استنوهم عند المطب"، وفتحوا النار على أميني شرطة وسائق بالكابينة ومجندين اثنين في "البوكس" وسط ذهول المارة "قعدوا يضربوا 3 دقائق".
لم يكتف منفذو الهجوم بإطلاق الرصاص "ولعوا في اثنين عساكر بمولوتوف"، وفروا هاربين عبر طريق مصر أسيوط الزراعي المؤدي إلى مركز الحوامدية، تحديدًا فرع "8"، وبينما حاول "أحمد" الاقتراب صرخ أحدهم "ارجع لأقتلك".
يدخل الشاب الذي لم يكمل عقده الثاني في نوبة بكاء "العساكر كانت النار ماسكة فيهم"، مشيرا إلى أنه أسرع وأصحاب المحلات لنجدتهما "طفينا النار بس الإسعاف وصلت متأخر" ليتذكر معها المشهد الأخير من حياة أحد المجندين الذي كان يصارع الموت "رفع إيده وبص في السما ومات على دراعي".
ما يزيد عن الساعة احتاجها رجال الأمن للوصول إلى موقع الهجوم -حسب شاهد عيان- عربات مصفحة ومجموعات قتالية فرضت كردونا أمنيا، ومنعت حركة السيارات بطريق المريوطية سقارة انتظارًا لوصول فريق النيابة العامة ورجال المعمل الجنائي لمعاينة الجثث التي لم يتم نقلها إلى المستشفى طوال 6 ساعات.
على بعد أمتار من موقع الهجوم، جلس أمينًا شرطة متخذين وضع القرفصاء، واضعين أيديهما فوق رؤوسهما، شاخصين الأبصار نحو جثث زملائهم وهم يحاولون استجماع قواهم الخائرة "ازاي هنرجع النقطة من غير ما نشوفهم تاني".
"عيالهم اتيتموا" يقول أمين شرطة -شريطة عدم الكشف عن هويته- إن أحد ضحايا الهجوم الإرهابي يعول أسرة مكونة من 6 أطفال، والآخر 3، لافتًا بأن مجندين اثنين كانا يجهزان لحفل زفافهما في القريب العاجل، مؤكدًا أن مرتكبي الهجوم استولوا على طبنجة و2 رشاش آلي، و2 صديري واقي، وجهاز لاسلكي.
داخل محطة وقود - رصدت كاميرات المراقبة الخاصة بها تفاصيل الحادث - يقف اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، داخل حلقة تضم اللواء محمد عبد التواب والعقيد محمد حامد، موجهًا رجال مباحث قطاع الجنوب بتتبع خط سير هروب الجناة "عاوز كماين على مداخل ومخارج القطاع كله، ووزعوا أوصاف الموتوسيكل".
هرج ومرج يسود المنطقة، مناوشات بين الأهالي والصحفيين من جهة، والمصورين والشرطة من أخرى، يقطع ذلك صوت نائب مدير الأمن لقطاع الجنوب الجهوري "حرام عليكو الحكاية مش ناقصة"، ليسود المكان هدوء حذر.
أسفل شجرة تجمع العشرات محاولين مواساة أحد أفراد أسرة مجند استشهد في الهجوم "ذنبوا ايه، أرجع أقول لأمه ايه.. حسبي الله ونعم الوكيل"، رافضا الحديث عن نجل عمه الشهيد، ليجذبه أحد الأشخاص بعيدًا يحاول أن يهدئ من روعه.
مع حرارة الجو، لجأ الكثيرون إلى الاحتماء بظل بعض الأشجار، وفضل آخرون محل عصائر كان شاهدا على الحادث "الرصاص كان زي المطرة"، يقول عامل بالمحل.
ومع انتهاء معاينة الجثث، بدأ رجال الإسعاف في نقلها، يمسك أحدهم ببعض متعلقات الشهداء ملقياً بها بمجرى ترعة أسفل الكوبري وسط حراسة الأمن المركزي تزامنًا مع مغادرة رجال المباحث (جنائي - الأمن العام) بينما أحضر الأهالي "جرادل مياه" مع كمية من الرمال لمحو آخر ما تبقى من الهجوم الإرهابي "دماء على الأرض"، فيما يردد أحدهم "الله يرحمهم مالهمش ذنب يحصل معاهم كده"، لتعود وتيرة الحياة داخل القرية إلى ما كانت عليه قبل الحادث.
فيديو قد يعجبك: