لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية "خليل" ألقى بشقيقه وصديقيه في النيل بحكم "الشايب".. والأم: "ابني مجنون"

02:09 م الأحد 16 يوليه 2017

ألقى بشقيقه وصديقيه في النيل

كتب -صابر المحلاوي:

في رأس السنة الميلادية لعام 2016، أحضر "خليل. م"، (31 سنة، محاسب)، 5 زجاجات من البيرة، والحشيش، والكوتشينة، وجلس برفقة شقيقه الأصغر "محمود، 20 سنة"، احتفالاً بالعام الجديد، يتبادلان الحديث معًا في إحدى الأراضي الزراعية أمام النيل بمنطقة منشأة القناطر؛ حيث كانا بصحبتهما صديقيه "سيد، وأسامة"، أخذوا يلعبون بالكوتشينة "لعبة الشايب".

بين ليلة وضحاها انقلبت حياة الشاب الثلاثيني، عندما قام بإلقاء شقيقه في النيل بعد أن وقع عليه العقاب، ليصرخ أحد أصدقائه "قتلت أخوك" ليقوم بإلقائه هو والآخر لعدم فضح أمره.

التقى محرر "مصراوي" بالمتهم أثناء جلسة النطق بالحكم عليه، منذ أيام، ليروي حكايته قائلاً:" أنا كنت بحب أخويا وعمري ما أضره، مش عارف أيه حصل ولا الحكاية بدأت منين".
"خليل" شاب في بداية العقد الثالث من العمر، من طبقة متوسطة، يعمل محاسب في إحدى الشركات الكبرى بأكتوبر، بدأت مأساته عندما تم فصله من عمله منذ عاما تقريبا فهو الابن الأكبر على أشقاءه الصغار "محمود" و "منال"، وقتها أسودت الدنيا في وجهه وتغيرت أحواله إلى الأبد وأصبح شخصًا آخر، بدأ يتعاطى المواد المخدرة وتعرف على أصدقاء السوء لدرجة أنه أهمل عمله وانقطع عنه عدة أشهر، وأصبح بلا عمل.

يكمل المتهم حديثه: "كنا بنلعب لعبة الشايب وقع العقاب على محمود، حكمت عليه ينزل يعوم في النيل ما كنش قصدي أقتله، رفض تنفيذ الحكم حملته وألقيته في النيل ولم أعلم بأنه لا يستطيع العوم، ولعدم فضح أمري قمت بإلقاء سيد وأسامه معه".

"كانت ساعة شيطان وماعرفش أيه خلاني أعمل كده"، مكملاً: "بعد ما حدث جلست أعلى الكوبري كي ألقي بنفسي لكن فشل الأمر عندما قام بمنعي أحد المارة، بعدها ذهبت للمنزل وأخبرت أمي بما حدث لتقع في نوبة من الصراخ".

وقفت الأم الخمسينية والدة المتهم أمام المحكمة جنايات الجيزة، قائلة: ابني شاب مهذّب ومتعلم وكان يعمل في إحدى الشركات الكبيرة، وهو مطيع لوالديه ويسعى لنيل رضانا، ولكنه أصيب بمرض نفسي وعلى إثره أخذ إجازة مرضيّة، بعد أن حصلت له مشاكل في عمله، وهضموا حقوقه المالية، وأهانوه وعاملوه بسخرية، وتسببوا له في انهيار عصبي وحالة جنون، وأصبحت له خيالات.

تتذكر الأم "خديجة. م" يوم الحادث حيث دقت ساعة الحائط بنسق دقيق مألوف معلنة عن الساعة السابعة صباحا، تستيقظ "خديجة" السيدة الخمسينية كعادتها، تحضر طعام الفطور لزوجها وأولادها، وأثناء إعداد الطعام دق الباب بطريقة غير المعتاد سماعها، في لهفة فتحت الأم لتستقبل الخبر كالصاعقة من نجلها الأكبر "قتلت أخويا ورميته في النيل ومش عارف أعمل أيه دبريني يا أمي"، وقعت الأم على الأرض من الصدمة بعد تجمع الجيران الذين تحفظوا على المتهم وتسليمه لقوات الأمن.

على الرغم من تلك الواقعة إلا أن الأم وصفت ابنها "خليل" بأنه طيب ويحب إخوته، وقد سعى بعد مرضه وانقطاعه عن العمل إلى نيل مستحقّاته الماليّة من الشّركة الكبرى التّي كان يعمل بها، ولكن حقوقه ضاعت فأحسّ أنه مظلوم، وساءت حالته وأصبح يشرب المخدرات التي أدت إلى قتل شقيقه "ابني ما كنش في وعيه وقت وقوع الحادث".

رغم صرخة الأم على قتل طفلها إلا أنها وقفت أمام المحكمة تبحث لابنها عن مبررات لتصنع له مخرجا من تلك الجريمة حيث قالت أن "خليل" يعاني من انهيار عصبي حاد، وأن مرضًا نفسيًا دفع به إلى ارتكاب جريمة بشعة وهي قتل شقيقه وصديقيه.

وفي النهاية، حكمت المحكمة حضوريًا، على المتهم بالسجن المؤبد لا تهامة بالقتل، ويقبع "خليل" حاليًا في السجن، يقضي مدة العقوبة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان