إعلان

قصة "رصاصة مجاملة" من ضابط الشرطة حوَّلت فرح المطرية إلى جنازة

03:34 م السبت 29 يوليه 2017

الشارع الذى شاهد الواقعة

كتب – محمود السعيد وسامح غيث:

"ماتت واحنا بنتفرج على الفرح".. كلمات ممزوجة بالحزن قالها "عادل . م" زوج دعاء التي قُتِلت إثر إصابتها برصاصة ضابط شرطة خلال وقوفها في بلكونة لمشاهدة حفل خطوبة لدى الجيران بمنطقة المطرية.

لقيت "دعاء س" في العقد الخامس من عمرها، مصرعها إثر إصابتها بعيار ناري من "طبنجة" ضابط شرطة، أطلق الرصاص على سبيل "المجاملةً" في حفل الخطوبة ابن صديقه أسفل منزل الضحية الخميس الماضي.

"مصراوي" انتقل إلى شارع سعد مسعود المتفرع من شارع ترعة الغزالي بالمطرية، للاستماع إلى أسرة المجني عليها وجيرانها حول تفاصيل الواقعة التي حولت "فرحة" حفل الخطوبة الى مأتم.

6

داخل شقة بالطابق الرابع من عقار متواضع، جلس عادل زوج المجني عليها برفقة شقيقها يتلقى العزاء "خرجنا نتفرج على خطوبة بنت جارتنا الساعة 8، وبعدها لقينا أصحاب العريس بيضربوا نار، وطلبت منها ندخل جوه، لكن كان نفسها تكمل فرجة، وفوجئت برصاصة في رأسها ووقعت على الأرض غرقانة في دمها".

يضيف الزوج: استعنت ببعض الجيران، في محاولة لإسعافها وبعد نقلها إلى مستشفى المطرية التعليمي أبلغنا الاطباء بأنها توفيت".

"الحقوني مراتي ماتت"، صرخة استغاثة أطلقها زوج الضحية، فقطعت اندماج الراقصين على أنغام الـ "دي جي" وتوقفت الضحكات والهمسات فجأة بين الحضور، منتبهين لمصدر الصوت، وفي اللحظة التي هرول الجميع إلى شقة الجار المستغيث، لاذ الضابط وصديقه بالفرار من الحفل يروي الحاج محمد، عم العروس لمصراوي.

وأوضح عم العروس، أن "الضابط "أحمد . ع" صديق والد العريس، حضر وبرفقته أمين شرطة، وأطلق خلال الحفل العديد من الأعيرة النارية، متجاهلا مطالب الحضور بالكف عن إطلاق النار، لوجودهم وسط منطقة سكنية إلى أن أصابت إحدى رصاصاته جارتنا دعاء، واستغل المتهم انشغالهم بالمجني عليها وحاول الاستيلاء على شريط الفيديو الخاص بالحفل، لكنه فشل وفر هاربا".

4

ويروي عم محمد، صاحب مكتبة بالشارع، القصة بتفاصيل أكثر دقة قائلا "وصل الضابط ومعه أمين شرطة وعدد من أصدقائه إلى الفرح، وفي استقبالهم والد العريس، وجلسوا أسفل بلكونة منزل المجني عليها، يتراقصون على أنغام الدي جي قبل أن يُخرج سلاحه ويبدأ في إطلاق النار في التاسعة مساءً.. كان بيضرب نار وهو قاعد تحت بلكونة المجني عليها.. وناس كتير طالبوه يوقف ضرب، لكنه رفض، لحد ما جارتنا ماتت، وهرب مع صحابه".

"الفرح اتقلب ميتم" كلمات وصف بها عدد من أهالي المنطقة مشهد الشارع، عقب وقوع الحادث، إذ انفضَّ الجمع في ثوانٍ معدودة، الضحية وأهلها بالمستشفى والعريس وأصدقائه إلى منازلهم، وعروس تحولت ضحكتها إلى حزن، وآيات القرآن تصدح في البيوت.

وحمل الزوج والجيران دعاء في سيارة إلى مستشفى الزيتون في محاولة لإسعافها، لكنه رفض استقبالها لضعف الإمكانات، وطلب منهم الذهاب لمستشفى المطرية التعليمي، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.

لم تكن دعاء ربة المنزل الخمسينية، الضحية الوحيدة في تلك الليلة، تقول إحدى جارات المجني عليها "خالي تعب من ذبذبات دي جي الفرح، ونقلته المستشفى لأنه يعاني من أمراض بالقلب".

حاول "مصراوي" التواصل مع أهل العريس لكنهم رفضوا التحدث بشأن الحادث.

وأبلغ مستشفى المطرية التعليمي، قسم شرطة المطرية، بما يفيد حضور المجني عليها "دعاء . س" مصابة بطلق ناري في الرأس، وعلى الفور انتقل المقدم محمد رضوان، رئيس مباحث المطرية، لتحرير محضرا بالواقعة، والوقوف على ملابسات الحادث.

وتمكنت مباحث المطرية من القبض على "أحمد . ع" الضابط بالإدارة العامة لمطار القاهرة، وصديقه أمين الشرطة والعريس، وأحالتهما للنيابة للتحقيق.

وقررت نيابة شرق القاهرة الكلية، بإشراف المستشار إبراهيم صالح، المحامي العام الأول للنيابات، اليوم السبت، حجز ضابط الشرطة "أحمد . ع" 24 ساعة لحين ورود تحريات المباحث حول اتهامه بقتل ربة منزل بالخطأ في المطرية.

ونفى الضابط المتهم في التحقيقات قصده قتل المجني عليها، وقال إن إطلاق النار جاء بقصد "مجاملة" صديقه والد العريس.

وصرَّح المستشار أحمد ربيع، وكيل نيابة الحوادث، بدفن جثة المجني عليها "دعاء . س" بعد التشريح، وأمر بالتحفظ على سلاح الضابط المستخدم في الواقعة ومضاهاته بفوارغ الطلقات المُحرّزة من مكان الواقعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان