كيف أحرج عبد الناصر ملك السعودية عندما تدخل لوقف تنفيذ إعدام سيد قطب؟
كتب - محمد الصاوي:
في مثل هذا اليوم منذ 51 عامًا، نفذت السلطات المصرية حكم الإعدام ضد المفكر الإسلامي سيد قطب، على خلفية اتهامه بالتخطيط لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر ومحاولة قلب نظام الحكم.
اعتقل "قطب" للمرة الأولى عام 1954 لمدة شهرين بتهمة انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين وأفُرج عنه، ثم اعتقلته الأجهزة الأمنية إثر وقوع حادث المنشية الشهير، حيث اتُهم وعدد من قيادات الجماعة بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عامًا، إلا أن وساطة الرئيس العراقي عبد السلام عارف حالت دون استكمال مدة سجنه حيث أفرج عنه الرئيس عبد الناصر بموجب عفو رئاسي.
وفي 1965؛ أعادت الأجهزة الأمنية اعتقال "قطب" و7 من رفاقه على رأسهم حسن الهضيبي مرشد الجماعة، بعد أن أعلن الرئيس جمال عبد الناصر عن كشفه مؤامرة جديدة لاغتياله وقلب نظام الحكم يقودها سيد قطب والمرشد العام حسن الهضيبي وهنداوي دوير "محام" ومحمود عبد اللطيف "سمكري" ويوسف طلعت "تاجر" وإبراهيم الطيب "محام" وعبد القادر عودة "محام" ومحمد فرغلي واعظ و66 آخرين من عناصر الجماعة.
وأحالت النيابة "قطب" وباقي المتهمين في القضية التي حملت رقم 12 لسنة 1965 إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا، وقدمتهم للمحاكمة، بعد أن أسندت إليهم أنهم في الفترة من 1959 حتي آخر عام 1965، تهمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير دستور الدولة وشكل الحكومة، حيث كون المتهمون السبع الأوائل - وعلي رأسهم سيد قطب - تجمعًا حركياً وتنظيمًا سرياً مسلحًا لحزب الإخوان المسلمين، يهدف إلي تغيير نظام الحكم القائم بالقوة باغتيال رئيس الجمهورية والقائمين علي الحكم وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة، وتزودوا في سبيل ذلك بالمال اللازم وأحرزوا مفرقعات وأسلحة وذخائر وقاموا بتدريب أعضاء التنظيم علي استعمال تلك الأسلحة والمفرقعات، وحددوا أشخاص المسئولين الذين سيجري اغتيالهم وعاينوا محطات الكهرباء والمنشآت العامة التي سينسفونها ورسموا طريقة التنفيذ، وتهيأوا للتنفيذ الفعلي، وقد حال ضبطهم دون الإتمام ونسبت إلي 122 متهمًا آخرين من أعضاء والتنظيم الاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوة السالف ذكرها.
وأصدرت محكمة أمن الدولة العليا حكمها بإعدام سيد قطب زعيم التنظيم، ونائبه محمد يوسف هواش ومسئول الاتصالات الخارجية للتنظيم عبدالفتاح إسماعيل، وبمعاقبة المتهمين الآخرين بعقوبات تتراوح بين الأشغال الشاقة المؤبدة والسجن.
يقول الدكتور صلاح الخالدي، في كتابه "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد"، إنه في يوم 28 أغسطس عام 1966م أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز برقية إلى الرئيس جمال عبد الناصر؛ يرجوه فيها عدم إعدام سيد قطب، وأوصل سامي شرف البرقيةَ لعبد الناصر في ذلك المساء، فقال له عبد الناصر: "اعدموه في الفجر، بكرة، واعرض عليّ البرقية بعد الإعدام"، ثم أرسل برقيةً للملك فيصل يعتذرُ بأن البرقيةَ وصلته بعد تنفيذ حكم الإعدام.
فيديو قد يعجبك: