لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سقوط "مملكة الشحاتين".. حكاية "الطيب" و "الكاتعة" والـ20 عيل

12:57 م الإثنين 18 سبتمبر 2017

حكاية "الطيب" و "الكاتعة"

 

كتب – فتحي سليمان:

اكتشف أن مهنة التسول هي الدجاجة التي تبيض ذهبًا، وتحقق المكسب الوفير دون كد، فقرر تأسيس "مملكة الشحاتين" وحاز لقب "الملك" بجدارة؛ فعقب قدوم "جمال الطيب" وزوجته إلى القاهرة منذ سنوات، وفشله في الالتحاق بأي عمل، قرر عدم العودة إلى قريته مرة أخرى، وبدأ في إقامة مملكته بمنطقة عزبة الهجانة، والتي أصبحت مقصداً للأطفال الهاربين من ذويهم وذوي السوابق في قضايا التسول والنشل، وذلك على طريقة فيلمى "المتسول" لعادل إمام و"العفاريت" بطولة عمرو دياب والطفلة "هديل خير الله" الشهيرة بـ "بلية".

"مصراوى" اطلع على التفاصيل الكاملة للقضية المعروفة بـ"سقوط مملكة الشحاتين" من خلال اعترافات زعيم العصابة وتحريات المباحث.

وداهم العميد محمد السداوي، وكيل الإدارة العامة لمباحث الأحداث بالقاهرة، فجر أول أمس منزلاً بعزبة الهجانة؛ يُديره عاطلٌ يدعى جمال الطيب الشهير بـ"الطيب" وزوجته، وذلك لإيواء المتسولين وإجبارهم على الشحاذة مقابل السماح لهم بالمبيت بمنزله، وتحريضهم على عدم العودة لذويهم مستغلاً حالة ضعفهم.

وضبطت الشرطة نحو 20 متسولاً من الأطفال الأحداث والبالغين، وعثرت على أدوات خاصة بالتسول، واقتادهم الأمن إلى قسم شرطة مدينة نصر أول للتحقيقات.

وتوصلت تحريات الأمن إلى أن المتهم وزوجته "حنان" (التي كانت تقوم بدور "الكاتعة" على طريقة الفنانة نعيمة الصغير في فيلم "العفاريت")، حيث استغلوا أكثر من 20 من الأطفال والبالغين، بعدما وفروا مسكناً لهم، مقابل إجبارهم على التسول على طريقة فيلم "المتسول" بطولة عادل إمام.

وكشف مصدر أمنى من فريق البحث أنهم فوجئوا برفض الأطفال الاعتراف بمشاركتهم في التسول، وعرفوا بعد ذلك أن المتهمين "فطموا العيال يقولوا ايه أمام جهات التحقيق، ووعدوهم يدفعوا لهم الكفالة، ويطلعوهم من أي قضية حال ضبطهم عشان كده مقدرناش ننتزع منهم أي اعترافات"!!

وفى حين راوغ الأطفال والمتهمون المضبوطون، ورفضوا الاعتراف أمام رجال الأمن بالتسول، أقر المتهم الرئيسي وصاحب المنزل بجريمته، بعد مواجهته بالتحريات وبأن لديه سوابق إجرامية في مجال التسول.

وافتتح المتهم اعترافاته بالقول: "أيوه بنشحت هنعمل أيه يعني"، مؤكدا أنه بدأ حياته بالتسول، وكان أكثر مجال يحصل منه على الأموال.

واعترف "الطيب" باستغلاله الأطفال في "الشحاتة" والحصول على الأموال مقابل توفير المأكل والمشرب ومكان النوم، وقال: "أصغر عيل بيجيب لي 100 جنيه على الأقل في اليوم، وأنا مسكنه وبياكل ويشرب وينام عندي ببلاش".

وعن الكيفية التي كان يعثر بها على الأطفال، ادعى ملك الشحاتين أن "الأطفال هما الى بيهربوا من بيوت أهاليهم، وهو بيلمهم من الشوارع أحسن ما يصبحوا أطفال شوارع!!".

وتابع المتهم: "العيال يشتغلوا بمزاجهم، وكل واحد منهم بينزل الشارع يتسول بيجيب له حد معاه، وانا مش برضى أرفض حد منهم لأنهم بيصعبوا عليا.. اعمل إيه يعني؟!".

وبخصوص لقب "الطيب" الذى يحمله ويشتهر به، أوضح المتهم أنه هو من نعت نفسه بـ "الطيب"، ونشره بين الأطفال ليجذبهم به، ويصبح "قبلتهم التي يلوذون إليها."

وكانت معلومات توفرت للأجهزة الأمنية دفعت مباحث الأحداث لاستصدار إذن من النيابة العامة بمداهمة "مملكة الشحاتين"، بعد التأكد من أن "جمال الطيب" وزوجته يستقطبان الصبية الأحداث والبالغين من ذوي السوابق، لاستغلالهم في أعمال التسول نظير إيوائهم بمنزلهما، مستخدمين في ذلك أدوات طبية وأجهزة لاستجداء المارة، وهو ما تحرر به محضر بالواقعة أحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، إلى النيابة العامة التي تولت التحقيقات.

واستندت القضية إلى الشواهد التي ضبطتها أجهزة الأمن داخل المنزل، بالإضافة لأدوات التسول وهى "كرسيين متحركين خاصين بالمعاقين وعكازين لاستخدامها في أعمال التسول وأوراق مدون عليها عبارات لاستعطاف المارة ومبالغ مالية عبارة عن 10 دولارات أمريكي و5 ريالات سعودي و110 جنيهات وهواتف محمولة مدون عليها أرقام المتسولين بألقابهم، ودفتر توفير باسم جمال الطيب زعيم المتسولين".

وتحسباً لإجراء أي عمليات سرقة أعضاء من الأطفال، طلبت جهات التحقيق عمل سونار وتوقيع الكشف الطبي عن المتهمين العشرين، من بينهم 13 طفلاً هم: "دنيا (18 سنة) و"فاطمة" (15 سنة) و"رحمة" (13 سنة) و"هايدي" (11 سنة) و"شروق" (10 سنوات) و "رنا" (10 سنوات) و" فرحة" (9 سنوات) و"حبيبة" (8 سنوات) و"شهد" (5 سنوات) و"أحمد" (4 سنوات) و"دعاء" (3 سنوات) و"بسملة" (5 سنوات) و"جمعة.ت" (14 سنة) عاطل.

وقرر فريق التحقيق إعادة استجواب باقى المتهمين في القضية وهم كل من "جمال أ ي"، وشهرته جمال الطيب (52 سنة) وزوجته "حنان.ع" (39 سنة) ربة منزل، وابنهما "السيد" (20 سنة) و"جمالات.ح" (26 سنة) ربة منزل، ومقيمة البداري بأسيوط وابنتها و"فرج.م" (20 سنة) عاطل، مقيم مينا البصل الإسكندرية و"محمد سمير" عاطل، ومقيم دائرة قسم شرطة مصر القديمة، و"إسلام.م"، 20 سنة، عاطل، ومقيم شارع الممثل من عزبة الهجانة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان