إعلان

لأول مرة أمام القضاء.. ابن يرفع دعوى "رؤية" ضد والده

02:51 م الأربعاء 20 سبتمبر 2017

أرشيفية

كتبت - نور العمروسي:

في واقعة هي الأولى، أقام ابنٌ دعوى "رؤية" ضد والده أمام محكمة الأسرة بمدينة نصر.

ومن المعروف أن دعاوى الرؤية يقيمها المُطلقون، حال حرمانهم من رؤية أبنائهم، إلا أن الشاب "يوسف" (18 سنة) فعل العكس، حيث أقام أول دعوى لرؤية والده، أمام محكمة الأسرة بمدينة نصر، تحمل رقم 3824 لسنة 2017.

"مصراوى" اطلع على تفاصيل الدعوى والأسباب التي دفعت طالب الثانوية للتقدم بها.

وقف "يوسف" أمام قضاة محكمة الأسرة، طالباً حقه في الرؤية والرعاية والولاية من والده؛ وبدأ حديثه بـ"عايز حقي في والدي من ولايه و رعاية"، موضحاً أن مأساته بدأت، وهو في المرحلة الابتدائية، حيث تزوج والده "م. ن" مهندس بشركة كهرباء وصاحب شركة أسماك دولفين من امرأة أخرى على والدته.

وكما يسرد الشاب، فإنه وهو في عمر 10 سنوات، أرغمه أبوه على حضور حفل زفافه على زوجته الثانية، ثم احتجزه في منزلها، وفرض عليه أن يناديها بـ"ماما"، وحرمه من أمه وحنانها، بأن نقله من مدرسته الخاصة إلى مدرسة حكومية، ومنعنه من الاتصال بها لإخبارها بعنوان سكنه أو مدرسته.

وطوال الأعوام التالية، ظلت زوجة والده تعذب "يوسف" و"تذله" (حسب قوله)، وتتعدى عليه بالضرب والسب، وعندما أنجبت طفلاً سخرته لخدمته، وأجبرته على القيام بالأعمال المنزلية، ومنعته من الذهاب إلى المدرسة.

واستمرت مأساة الطالب على هذا النحو، حتى وصل للمرحلة الإعدادية، وأصبح غير مرغوب في وجوده فى المنزل، وفى أحد الأيام وبعد عودته من المدرسة، فوجئ بـ"زوجة الأب" ترفض دخوله المنزل دون سبب، وتلقى ملابسه من شباك الدور الخامس أمام كل الجيران.

يتذكر "يوسف" هذا اليوم بكثير من الأسى، ويقول: "جلست على الرصيف في الشارع، واتصلت بوالدتي، وطلبت منها أن تأتي لكي تأخذني، فأخذتني وأنا في حالة نفسية سيئة جدا".

أصيب الشاب، حينها، بأزمة نفسية، جراء ما حدث له من والده وزوجته، وبدأ يتلقى "علاجاً نفسياً" للخروج من مأساته.

ومن ذلك الحين، امتنع "أبو يوسف" عن رؤية ابنه تماماً، وهو ما جعله يعانى من مشاكل "غياب الأب"، فعندما توجه المدرسة مثلاً خطابات مجلس الآباء إلى أبيه للحضور، لا يأتى، وهو ما يجعله مثار تساؤل للمدرسين وأصدقائه.

يتابع الطالب تذكر مأساته جراء تخلى والده عنه: "كنت أبكي عندما أرى أباً مع ابنه في الشارع أو في المدرسة، وأنا مفتقد هذا الإحساس بالأبوة، وفي شهر رمضان كان يهيأ لي أن والدي يطرق الباب، وبالفعل أقوم لأفتح له، ولكنى لا أجد أحدًا، وعندما تسألني والدتي "ليه بتفتح الباب"، أقول لها "بابا جاى يطمن عليَّ". 

ومع دخول الشاب، مرحلة الثانوية العامة، ازادت معاناته من غياب الأب، رغم أن والدته كانت تحاول تعويضه عن فقدانه، بحنانها واهتمامها به، ولكن ذلك لم يعوض تخلى الأب عنه.

ولدى اقتراب امتحانات الثانوية العامة، ازدادت الحالة النفسية لـ "يوسف" سوءًا، ورفض في بداية دخول الاختبارات، ولكن والدته أقنعته بالدخول، فكانت النتيجة رسوبه.

وحمل الطالب، الأب، مسئولية تدمير مستقبله، واختتم حديثه بالتأكيد على أنه لم يقم بأي ذنب ليرحم من والده، لذا قرر أخذ حق رعايته وولايته بالقانون، وأقام أول دعوى رؤية ضد الأب، يتولاها المستشار وليد عبد المقصود، المستشار القانوني لمبادرة "معا لإنقاذ الأسرة المصرية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان