لغز "شاب النهضة".. وجدوه مشنوقا وبجواره "الإستروكس" بعد براءته من قضية مخدرات
كتب - سامح غيث وطارق سمير وفاطمة عادل:
لم يكد يمر يومان على مغادرة "شهاب أ." (21 سنة)، قاعة المحكمة مبتهجًا بعد حصوله على حكم بالبراءة في قضية مخدرات وإلغاء حكم سجنه غيابيا 5 سنوات، حتى عثر "محمد ح." (عامل نظافة، 40 سنة)، الثلاثاء الماضي، على جثته معلقة بقطعة قماش في مروحة سقف خاله بمنطقة المفارق في النهضة، وبجواره كمية من مخدر "الإستروكس"، وشريط أقراص مخدر "الأبترل".
أسرع "محمد" لإبلاغ عامل الجراج المجاور لمحل الواقعة، لتفقد الأمر والتعرف على الجثة المعلقة، إلا أن الأخير لم يتمكن من التعرف علبه، وأبلغ قسم شرطة السلام.
خلال دقائق معدودة، حضر رجال مباحث القسم، والنيابة، وبحسب المعاينة الأولية كانت جثة الشاب معلقة بقطعة قماش في "مروحة السقف" المواجهة لباب المنزل، وأسفله "جردل" ملطخ بالدماء إثر إصابة أحد أصابع قدمه، ويجاوره "أريكة" متهالكة موضوع عليها كمية من مخدر "الإستروكس"، وشريط أقراص مخدر"الأبترل".
وتوصلت تحريات رجال الأمن، وتحقيقات رئيس نيابة السلام المستشار وائل مهدي إلى أن الشاب انتحر بعد تناوله كمية من مخدر "الإستروكس"، لمروره بضائقة نفسية، واستبعدوا وجود شبهة جنائية في الوفاة، وهو ما أكده التقرير الطبي الأولي الذي كشف أن الوفاة وقعت بسبب "إسفكسيا الخنق"، فيما شكك أهالي الشاب في هذه النتائج. وأمر رئيس نيابة السلام المستشار وائل مهدي، بتشريح جثة "شهاب" في مصلحة الطب الشرعي، لاستبيان سبب الوفاة إن كان انتحارا أم هناك شبهة جنائية.
وأمام منزل بسيط بمنطقة النهضة، جلست "نجاة ع." (70 سنةـ جدة الشاب)، تتلقى العزاء، وقالت لمصراوي: "شهاب ساب البيت وراح قعد عند خالته بعد ما اتخانق مع أبوه عشان يصلح التوك توك"، مضيفة: كان دائم التردد عليها وحالته النفسية كانت جيدة قبل وفاته بيومٍ، نافية انتحاره لمروره بحالة سيئة مثلما أفادت التحريات.
التحريات: انتحر.. ووالده: ابني مات مقتول.. ووالدته: "لو انتحر فمن تعبه في الدنيا"
أما والد الضحية "أحمد م." (42 سنة)، فكان أكثر تشككا، وقال لنا: في شبهة جنائية في وفاة ابني، ازاي يكون انتحر وهناك جروح في قدميه باستخدام آلة حادة، وآثار دماء غزيرة على أرضية صالة المنزل، وداخل "الجردل البلاستيك" المتواجد أسفل جثته؟ متهما أحد الأشخاص بقتله: كاميرات المراقبة بأحد المحلات أظهرت شابا يدخل المنزل خلف الضحية، لكننا لم نتعرف عليه لمروره بظهره من أمام الكاميرا.
ونفى الرجل الأربعيني وقوع مشادة بينه وبين ابنه أدت لهروبه من المنزل، وقال إنه فقط طالب الضحية بإعادة هاتفه المحمول الذي أعطاه له لبيعه لإصلاح مصدر رزقه "التوك توك" ليتمكن من العمل عليه، أو منحه ثمنه، ووعده الضحية بذلك إلا أنه لم يعد، حتى تلقى خبر وفاته.
"مش هسيب حق ابني".. أشار الوالد إلى أنه سيوكل محاميًا، لمطالبة جهات التحقيق بإعادة تشريح جثة نجله، ليطلعهم على الجروح المتواجدة بقدمي الشاب التي رآها خلال تغسيله إذا ثبت من تقرير الطب الشرعي المقرر صدوره خلال الأيام القادمة أن سبب الوفاة الانتحار.
خالة "شهاب" أيدت سيناريو الانتحار قائلة: الضحية تعاطى كمية من مخدر الإستروكس وانتحر "دي مش أول حاله، شباب المنطقة اضربوا بالمخدرات"، فيما أكدت والدته "هدى م." (40 سنة) أن نجلها اعتاد على تناول المخدرات بما فيها "الإستروكس"، لكنه أقلع منذ فترة، معلقة " لو كان انتحر فهيبقى من تعبه في الدنيا".
فيديو قد يعجبك: