لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"هخليك تلعب في الأهلي".. تفاصيل اختطاف طفل 26 ساعة في عين شمس

09:18 م الأربعاء 17 يناير 2018

كتب- فتحي سليمان:

أرسلّت الأم ابنها الوحيد "خليفة" إلى أحد المحال لإحضار وجبة الإفطار، ظهر السبت الماضي،  مرت ساعة ونصف الساعة  دون حضور الابن، ما دفع الأم للبحث عنه.

استمرّت رحلة البحث ساعات قبل أن يأتي اتصال تليفوني من رقم مجهول لوالده: "ابنك معايا. معاك لحد الساعة 7 الصبح، تجيب 100 ألف جنيه، يا إما هنقتله". تقول الأم التي تقطن في منزل بمنطقة مساكن عين شمس.

مبلغ كبير مطلوب لإنقاذ الابن، الأسرة متوسطة الحال: "جوزي قهوجي. بس الحمد لله مستورة"، تَحكي الزوجة، ربة منزل.

26 ساعات من القلق والرُعب على الابن المختطف، قبل أن تتمكن الشرطة من تحريره. خلال تلك الفترة تنوعت أفكار أقاربه، منهم من رأى ضرورة جمع المبلغ لإنقاذ الطفل، ومنهم من رأى ضرورة إبلاغ الشرطة.

تقدمت الأسرة ببلاغ إلى قسم شرطة عين شمس، تولى الأمر، المقدم وليد حماد، رئيس المباحث. فحص جميع علاقات الطفل، بفريق مباحث ترأسه العميد أيمن صلاح، مفتش مباحث قسم شرطة عين شمس.

تجمع الأقارب أمام رئيس المباحث، سأل عن الذين لم يحضروا، فكان الرد: "أيوه يا باشا فيه عبدالعزيز ابن أختي مش موجود معانا، وبيقول إنه مسافر"، طلب رئيس المباحث إجراء اتصال هاتفي بالمدعو عبدالعزيز، الذي أكد سفره إلى أسيوط في مهمة عمل، وهو في طريقه إلى القاهرة، قبل بوابة حلوان، فأخبره خاله بأن رئيس مباحث القسم طلبه بشكل عاجل.

15 دقيقة كانت الفاصل بين المكالمة التي سمعها رئيس المباحث، وحضور "عبدالعزيز" إلى ديوان القسم، ما أكد شكوكه في إمكانية حضوره من حلوان إلى عين شمس في 15 دقيقة، تلك المسافة التي يستلزم قطعها ساعتين على الأقل. كان هذا هو الخيط الأول لكشف لغز جريمة الاختطاف.

الخيط الثاني للتوصل إلى المتهم، ومكان إخفاء الطفل المختطف، تتبع الهاتف المحمول الذي تلقت منه الأسرة التهديدات، وما أن وردت المعلومات، توصل فريق المباحث إلى مكان احتجاز الطفل في مدينة السلام، وألقي القبض على المتهم "هاني. ع"، 39 سنة، ثم انكشف الخيط: "عبدالعزيز هو المتهم الأول".

"عبدالعزيز مش مدمن مخدرات ولا بلطجي.. ده مريض نفسي وسقط من الدور السابع منذ فترة، ما أثر على طريقة تفكيره ودماغه"، حاول المهندس حسني مطاوع، عم المتهم دفع التهمة عن نجل شقيقه، مشيراً إلى أن المجني عليه والمتهم أقارب ومن عائلة واحدة، وتربطهم علاقة دم، و"مستحيل الضفر يطلع من لحمه".

المتهم أقر بتفاصيل جريمته، أمام العميد محمود هندي، رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، قائلاً إنه استدرج الطفل ظهر السبت واتصل بأحد أصدقائه، لمروره بضائقه مالية، حيث بدرت في ذهنه حيلة اختطاف الطفل بعد إقناعه الذهاب معه إلى النادي الأهلي لإلحاقه به: "كنت هرجعه لأهله تاني بعد ما أخد مبلغ الفدية، وأكلته كفته وكشري وهو مخطوف لأني بحبه وغالي عليّ أكتر من أخويا، بس ربطته عشان ميهربش، ومحدش عامله وحش". تحرر محضر بالواقعة، وجرى إحالة المتهم النيابة العامة للتحقيق.

خلال فترة البحث عن الطفل كانت الأم تعيش حالة من القلق لم تمر بها من قبل: "كنت مدمرة وابني بعيد عن حضني، ولما رجع حسيت بروحي ردت تاني للدنيا".

وتضيف عن المتهم: "هو بيعمل فني تركيب دش، وعلى طول بيجي عندنا، وعارف حالنا، وابني بيحبه، ووعده يدخله الأهلي، لأنه بيحب الكرة".

الطفل الضحية، حَكى تفاصيل 26 ساعة قضاها بعيداً عن أسرته: "كانوا رابطيني بسلك كهربا من أيدي ورجلي ومغميين عنيا، ومش عارف أنا فين، بس هما جابوا سندوتشات كفتة وقالوا لي هنرجعك تاني لأهلك، بس تنفذ اللي عايزينه منك".

وطلب شخص آخر لا يعلم هويته من الطفل محادثة والده: "يا بابا متبلغش الحكومة وإديهم اللي عايزينه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان