أب فقد رجولته.. أجبر ابنتيه على الدعارة وتحرش بإحداهما 6 سنوات
كتب - محمد شعبان:
يعيش الأباء حياتهم على أمل رؤية بناتهم كعروس مرتدية فستان الزفاف الأبيض، يعملون ليل نهار لتوفير "الجهاز"، لكن لكل قاعدة شواذ، إذ بحث والد فتاتين عن المال، وأجبر اثنتان منهن على الرقص في ملهى ليلي، وممارسة الرذيلة مع الرجال دون تمييز.
لم تبتسم الحياة لـ "د.ظ."، 20 سنة، وشقيقتها الكبرى "خ.ظ."، 31 سنة، والدهما يعاني البطالة، ولا يوجد مصدر دخل للإنفاق على الأسرة، وبدلا من أن يزفهما إلى "ابن الحلال"، راح يقدمها إلى راغبي المتعة؛ رغبة في الثراء السريع.
منذ 6 سنوات، فوجئت "د.ظ." -كانت تبلغ من العمر 14 سنة آنذاك- بوالدها يطلب منها مساعدته في مصروفات المنزل، فاخبرته أنها لا تزال في سن صغيرة لا تقوى على تحمل مشقة العمل، فجاء الرد "هتشتغلي رقاصة في كباريه".
وقعت كلمات الأب كالصاعقة على مسامع ابنته "القاصر"، التي تسمرت في مكانها، ولم تستطع التحرك قيد أنملة، محاولة استيعاب الموقف، متمنية أن يكون الأمر محض "كابوس"، لكنها أيقنت أنها أمام حقيقة مُرة بعد تأكيد والدها "لو معملتيش كده مش هتخرجي من البيت".
وحسب التحقيقات التي حصلت عليها صحيفة "الإمارات اليوم"، لم يكتف الأب بعمل ابنته كراقصة، بل أجبرها على ممارسة الرذيلة مع رواد الملهى -في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة- لكن مع رفضها، قرر حبسها في المنزل.
بحث الأب عن طريقة جديدة لجلب المال دون الحاجة إلى مغادرة ابنته الصغرى المنزل، فوسوس له الشيطان أن يجلب لها الزبائن إلى المنزل، وعمد إلى "توسيع النشاط"، فأجبر شقيقتها الكبرى على الرقص في نفس الملهى وممارسة الرذيلة أيضا مع رواد الملهى.
على مدار 6 سنوات كاملة، أجبر الأب ابنتيه على العمل في ملهى ليلي، والسماح لراغبي المتعة بممارسة الرذيلة معهما داخل منزله، وكان يعتدي بالضرب المبرح عليهما حال عدم الانصياع إلى أوامره.
مساء أحد الأيام، توجهت الشقيقتان رفقة والدهما إلى مستشفى صقر، للاطمئنان على زوجة الأب التي كانت تستعد لاستقبال مولودا جديدا، قبل أن يصطحب الأب ابنته الصغرى لتوصيلها بسيارته إلى الملهى، فمارس عادته السيئة التي لم يكف عنها على مدار هذه السنوات، وراح يتحرش بها، محاولا التعدي عليها جنسيا، إلا أنها تنتهي بالفشل دائما مع رفض الفتاة.
حاولت "د.ظ."، بمساعدة شقيقتها الكبرى الهرب من المنزل، والذهاب إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ بحق والدهما، إلا أنه كان دائم التعدي عليهما بالضرب وحبسهما، وتهديهما إذا لم تخرجا من المنزل للعمل وجلب المال، الذي يحصل عليه كاملا دون منح أي منهما شئ.
أحداث تلك الليلة دفعت الشقيقتين لإبلاغ الشرطة خِلسة عبر الهاتف، لتلقي الشرطة القبض عليه، ووجهت النيابة العامة في رأس الخيمة، للمتهم المُسنّ، 7 اتهامات هي: الاعتداء على ابنته، الإتجار في البشر -كونها أقل من 18 سنة وقت ارتكاب الجريمة- وتحريض المجني عليهما على أعمال الدعارة، استغلالهما في الأعمال المنافية للآداب، إجبارهما على ممارسة الرذيلة، الاعتداء عليهما بالضرب، والتلفظ عليهما بألفاظ سيئة.
وخلال تحقيقات الشرطة، أنكر المتهم (ج.ظ)، في إجبار أو تحريض المجني عليهما على ممارسة أعمال الدعارة والزنا، كما أنكر الاعتداء على ابنته الصغرى، لافتاً إلى أنه لا توجد عداوات أو خلافات مسبقة بينهما، وأنه كان يوصلهما إلى الملهى الليلي، بناء على رغبتهما الشخصية من أجل الرقص.
وأوضح أنه سمح لهما بالرقص في الملهى الليلي، لأنه عاطل عن العمل، ومروره بأزمة مالية، وليس لديه مصدر دخل، لافتاً إلى أنه يتقاضى مبالغ تراوح بين 200 - 300 درهم عن كل فتاة نظير الرقص.
وقدمت الابنة الصغرى تسجيلا صوتياً لوالدها يُحرضها خلاله على الزنا، فأمرت النيابة بإحالته إلى المحاكمة الجنائية أمام المستشار سامح شاكر.
واعتذر المحامي المنتدب من قبل المحكمة، عبدالله السرحان، عن مهمة الدفاع عن المتهم، استشعاراً للحرج، وذلك بعد تطابق أقوال المتهم مع أقوال ابنته المجني عليها الأولى في التسجيلات الصوتية، التي ثبت فيها طلب الاعتداء عليها، فيما قدم المحامي المنتدب منصور الزرعوني، طلباً خلال جلسة المحاكمة الثانية، يعتذر فيه عن الدفاع عن المتهم دون أسباب.
بدوره، قدّم محامي الدفاع عن المجني عليهما سالم المفتول، توكيلاً عاماً، وقرر الادعاء مدنياً بمبلغ 1000 درهم، فيما طلب محامي الدفاع عن المتهم رمزي العجوز، تأجيل القضية للاطلاع والمرافعة، وقرّرت المحكمة استكمال محاكمة المتهم بجلسة 24 يناير الجاري.
ملحوظة: جميع ما سبق وفق أوراق التحقيق والبحث الجنائي لشرطة رأس الخيمة، حصلت جريدة "الإمارات اليوم" على نسخة منها.
فيديو قد يعجبك: