"فتاة وسيارة مجهولة" .. 3 روايات حول واقعة "إصابة جنينة"
كتب- صابر المحلاوي وسامح غيث ومارينا ميلاد:
تباينت الروايات حول واقعة إصابة المستشار هشام جنينه، صباح اليوم السبت، ففي حين قال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق إن 3 حاولوا خطفه وقتله، اتهمه خصومه بالتعدي عليهم بعدما صدم أحدهم بسيارته، بينما قالت الداخلية إن ما حدث هو مشاجرة بين الطرفين، وأشارت لتصادم سيارة مجهولة بسيارة جنينة. وهو ما نفاه المحامي على طه الذي اعتبر أن الحادث ممنهج واصفا إياه بـ"محاولة اختطاف فاشلة".
"مصراوي" حاول التحقق من الروايات الثلاثة عبر شهود العيان، الذين تحدثوا عن اصطدام سيارة تستقلها فتاة بسيارة جنينة من الخلف داخل بنزينة قريبة من موقع الاعتداء عليه، وحدوث مشادات كلامية بينها والمستشار استغرقت 10 دقائق وانصرفا بعدها.
رواية "جنينة"
في التاسعة من صباح اليوم، كشفت مصادر مقربة من المستشار السابق عن تعرضه لاعتداء و"محاولة للقتل". وقال علي طه، محامي جنينة، إن ما حدث لموكله ما هو إلا "واقعة اختطاف فاشلة"، قبل أن يشير إلى أن المهاجمين أرادوا خطفه، وعندما فشلوا أصابوه إصابات بالغة في أنحاء جسده.
أوضح "طه" أن الموقف القانوني بين المستشار جنينه والطرف الآخر متساوي بسبب ادعائهم بأنه صدم أحدهم بسيارته وتعدى عليهم بالضرب، مكملا أن المتهمين عوملوا بمعاملة حسنة داخل قسم شرطة قسم أول القاهرة الجديدة على الرغم من أنهم معروفين لدى وزارة الداخلية بتهم سابقة، في حين تُرك المستشار جنينة داخل القسم دون إسعاف لمدة قاربت الـ3 ساعات"، وفيما يخص الحالة الصحية لجنينة، قال طه: "هو في حالة صحية سيئة" مؤكدًا أنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام بتلك التجاوزات.
رواية خصوم جنينة
في المقابل، قال خالد أبو عيطة، محامي السيد خلف، المتهم بالاعتداء على المستشار هشام جنينة إن موكله أصيب بقطع في الرأس بعدما صدمته سيارة جنينه وهو يسير في الشارع بمنطقة التجمع الخامس بحثًا عن شراء شقة، مشيرًا إلى أن موكله وأصدقاءه لم يستقلوا أي سيارة.
وأضاف "أبو عيطة" خلال مداخلة هاتفية في برنامج "على مسئولتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن أصدقاء موكلة السيد خلف، لم يعتدوا على هشام جنينة، وقال إن إصابات هشام جنينة "كيدية ومفتعلة"، وإن موكله وأصدقاءه حاولوا الدفاع عن أنفسهم فقط بعدما حضر مجهولون تابعون لجنينه واعتدوا عليهم - حسب روايته.
وأوضح أن هشام جنينة لم ينزل من سيارته لإنقاذ موكله بعدما تعرض لنزيف في الرأس إثر الحادث، وأن المارة أوقفوا "جنينة" ومنعوه من الفرار بعدما صدم موكله بسيارته.
وقال "أبو عيطة" إن هشام جنينة هو من كان يقود السيارة وصدم موكله، مشيرًا إلى أنه افتعل مشكلات أخرى لتبرئة نفسه من حادث الاصطدام، نافيًا وجود أي علاقة سابقة بين موكله وهشام جنينة.
وأشار محامي السيد خلف المتهم بالاعتداء على هشام جنينة، إلى أن التقارير الطبية للمصابين أكدت وجود كسر وجروح قطعية.
رواية الداخلية:
وفي بيان أصدرته بعد ساعات من الحادث، قالت وزارة الداخلية إن جنينة أصيب في مشاجرة إثر حادث تصادم بمنطقة التجمع الأول في القاهرة الجديدة.
وذكرت الوزارة أن لقسم شرطة التجمع الأول تبلغمن الأهالي بوقوع مشاجرة ومصابين بشارع الأمن العام. وانتقلت قوة من القسم إلى محل البلاغ، وتقابلت مع الطرف الأول "هشام أحمد فؤاد جنينة"، مصاب بسحجات باليد والقدم، وقائد السيارة رقم "د و و – 942 مصر"، و"رمضان إدريس إبراهيم"، 31 سنة، خفير، والطرف الثاني يضم كلا من: السيد محمود خلاف31 سنة، صاحب مقهى، مصاب باشتباه شرخ بالساق اليمنى، وأحمد رفاعي بيومي حسن 27 سنة، دبلوم فني، مصاب بجروح بفروة الرأس، وأشرف إبراهيم أحمد 44 سنة، صاحب مطعم مصاب بجرح بالذراع الأيسر، وتم إسعافهم بمستشفى القاهرة الجديدة.
وقرر الطرف الثاني، أنه أثناء عبور "خلاف"، اصطدمت به السيارة التي يقودها الطرف الأول ونتج عن ذلك سقوطه أرضاً وحدوث إصابته.
سيارة مجهولة
وتابع البيان : أثناء ذلك، اصطدمت سيارة مجهولة بسيارة المستشار جنينة دون تلفيات، ولاذت بالفرار، وأثناء انصراف الطرف الأول من محل البلاغ بالسيارة، اعترض طريقه الطرف الثاني لمنعه من الانصراف لحين حضور الشرطة، إلا أن الخفير تعدى بقطعة حديدية وسلاح أبيض، نتج عن ذلك إصابتهما المنوه عنها.
وأضاف البيان: زوجة المستشار جنينة وفاء محمد حسن، وابنته شروق، حضرتا الواقعة، ومزقتا ملابس الطرف الثاني، وتعديا عليهم بالسب وإحداث إصابتهم بخدوش وسحجات. واختتم البيان بالقول: "أنكر الطرفان ما نسب إليهما، وحُرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق".
"مصراوي" يحاول التحقق من الواقعة:
" مفيش جنينة ومبحبش الاعلام" قالها ضابط من قوة قسم شرطة أول التجمع لـ "مصراوي" رافضا الادلاء بأي معلومات عن الواقعة، وتابع: " عيل خربشه في وشه عند الامن العام"، قبل أن يطالبنا بالانصراف من القسم " معندناش حاجة نقولها اتفضلوا من هنا".
بالانتقال الى منطقة الامن العام، الهدوء يسود المنطقة التي قالت الشرطة إنها شهدت الأحداث يقطعه على فترات أصوات سيارات، لا أحد يعلم ماذا حدث. " معرفش حاجة يابيه هو مش ساكن هنا ومفيش حاجة حصلت هنا" قالها عامل بمشتل زهور في الجهة المواجهة لمساكن الامن العام، وتابع العامل: " في حادثة حصلت عند البنزينة".
الفتاة الغامضة
أمام البنزينة التي تبعد عن مساكن الأمن العام بقرابة 500 متر، وقف " أحمد ن." عامل يتابع حركة دخول وخروج السيارات، وبالاستفسار تفاصيل الحادث قال، إن "المستشار جنينة دخل البنزينة الصبح مستقلا سيارة ماركة " كيا اسبورتاج"، واصطدمت سيارة تستقلها فتاه بسيارته من الخلف وكسرت له السنسور بتاع العربية".
وتابع الشاهد: بعدها اعتدى جنينه عليها بالسب، فردت" دي بـ20 جنيه وهصلحهالك". وأضاف العامل: طالبتهما بالدخول الى البنزينة أو المغادرة لتسيير حركة السيارات، لافتا الى أن الواقعة لم تستغرق سوى 10 دقائق، وغادرا بعدها.
وبحسب ما جاء في بيان الداخلية فإن سيارة مجهولة اصطدمت بسيارة المستشار جنينة دون تلفيات، ولاذت بالفرار، وبعدها وقع الخلاف أمام مساكن الأمن العام، وأثناء انصراف الطرف الأول من محل البلاغ بالسيارة، اعترض طريقه الطرف الثاني لمنعه من الانصراف لحين حضور الشرطة، إلا أن الخفير تعدى بقطعة حديدية وسلاح أبيض، نتج عن ذلك إصابتهما المشار إليها.
وأمرت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد سلامة رئيس النيابة، اليوم السبت، بتأجيل الاستماع لأقوال المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات للغد، في واقعة التعدي عليه أثناء سيره بسيارته بدائرة قسم أول التجمع الأول، لحين تحسن حالته الصحية .
وفتحت النيابة تحقيقا في الواقعة، وانتقل فريق من النيابة للاستماع لأقوال "جنينة" بمستشفى الدفاع الجوي، وكلّفت بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.
فيديو قد يعجبك: