مأساة الصف.. الجدة احتضنت حفيدها فكتم أنفاسها من أجل المخدرات
كتب- محمد شعبان:
لم يدر "إبراهيم" أن الفصل الأخير لوالدته العجوز سيكون تحت عنوان "جريمة قتل" على فراشها، وأن الجاني ليس غريبا، بل أحد أفراد المنزل، كانت تحتضنه وتساعده دائما.
صباح أمس الأول السبت، توجهت زوجة "إبراهيم"، كعادتها لإيقاظ والدته "اعتدال أبو العلا"، لتنطلق أصوات الصراخ والبكاء، هرع معها قاطنو المنزل الواقع بقرية الفهمين، التابعة لمركز الصف، جنوب محافظة الجيزة، لاكتشاف ما يحدث، وتبين وفاة "الجدة" صاحبة الـ85 سنة داخل غرفتها.
لم تكن الأمور على طبيعتها، فثمة شيء داخلي يحدث، الوفاة ليست طبيعية، إذ اكتشف سرقة سلسلة وخاتم ذهبيين كانت والدته تتزين بهما، ومبلغ 20 ألف جنيه من داخل صندوق خشبي بغرفة ملحقة بغرفتها.
توجه الموظف إلى قسم شرطة الصف، ليروي على اللواء محمود شوقي، مساعد وزير الداخلية لقطاع شرق الجيزة، تفاصيل الواقعة، لكنه لم يتهم أو يشتبه في أحد، واصطحبته قوة من القسم إلى منزله، إذ كشفت المعاينة وجود بعثرة في محتويات الغرفة الملحقة بغرفة الضحية، وكسر قفل الباب، وآثار عنف على الصندوق الخشبي، إلا أن مفتش الصحة لم يجزم بسبب الوفاة.
أيقن المقدم مروان الحسيني، رئيس مباحث الصف، أنه أمام جريمة قتل بدافع السرقة، فاجتمع بمعاونيه النقيبين إسلام مسعد ومؤمن فراج، لبحث الخطوط العريضة في خطة البحث التي وضعها بالتنسيق مع العميد ناجي كامل، رئيس مباحث جنوب الجيزة.
تركزت الخطة على إعادة معاينة مكان الواقعة أملاً في الوصول إلى أدلة تفيد في كشف غموض الجريمة، وفحص المنطقة بالكامل، ومناقشة قاطنيها، وخطوط السير المحتملة لهروب الجناة وصولا لشاهد رؤية أو ثمة معلومات تقود لكشف ملابسات الجريمة، إضافة إلى تنشيط مصادر المعلومات السرية، وفحص ذوي المعلومات الجنائية.
في أقل من 24 ساعة، توصلت جهود البحث للمقدم مروان الحسيني إلى أن الجاني ليس غريبا، وراح يفحص قاطني المنزل، وبات المشتبه به الرئيسي حفيد الضحية "مصطفى"، 25 سنة، حداد، حيث اشتهر عنه سوء سلوكه، وتعاطيه المواد المخدرة.
أمكن ضبط المشتبه به واقتياده إلى القسم، وبمناقشته أقر بارتكابه الجريمة بالاشتراك مع صديقه "محمود. س"، 23 سنة، عامل بشركة ملابس، وبحوزة الأخير مبلغ 3 آلاف و800 جنيه.
أمام العقيد محمد عبدالشكور، مفتش مباحث شرق الجيزة، أقر "الحفيد" بأنه خطط مع صديقه لسرقة الضحية منذ شهر، اعتقادا منهما أنها تحتفظ بمبالغ مالية كبيرة ومصوغات ذهبية، لافتا إلى أنه اشترى لاصقا طبيا من صيدلية بنفس القرية لتكميمها.
وقال المتهم الأول إن صديقه تسلل إلى المنزل عن طريق السطح، ودلفا سويا إلى غرفة الضحية، وحاولا تكميم فمها باللاصق إلا أن محاولتهما باءت بالفشل، فكتما أنفاسها حتى فارقت الحياة، واستوليا على المسروقات، وفرا هاربين.
في حضور المقدم تامر صالح، وكيل الفرقة، أرشد المتهم الثاني عن مكان إخفاء المشغولات الذهبية داخل لوحة كهربائية بمحل عمله بمدينة 15 مايو، وأمكن ضبطها.
فيديو قد يعجبك: