حكاية جثة فتاة في ثلاجة الموتى.. والأم: "مش هناخدها ومنتظرة بنتي تدخل عليّ"
كتب- سامح غيث:
على الرغم من الترجيح الأمني لهويتها بأنها جثة "فاطمة" التي تغيبت قبل خمسة أشهر ونصف، وأبلغت أسرتها باختفائها، رفضت الأسرة تسلم جثمانها لعدم تمكنهم من التعرف عليها.. جثمان الفتاة قضى 50 ليلة كاملة داخل ثلاجة حفظ الموتى بمشرحة مستشفى الأحرار بالشرقية، ولا يزال يبحث بين عالم الأحياء والموتى عن أقرباء يكرمونه بمواراته الثرى.
كعادتها تذهب فاطمة "طالبة الثانوية" قبل بداية العام الدراسي إلى مدينة بلبيس لتسجيل اسمها في مركز للدروس الخصوصية، استعداداً لاستقبال العام الجديد، الا أن يوم الخميس الموافق 20 من شهر يوليو الماضي اختلف الأمر، ولم تعد إلى منزلها، حتى الآن.
عصر الأحد 13 نوفمبر الماضي، قادت الصدفة سائق حفار إلى العثور على جثة ملفوفة ببطانية داخل جوال سميك، ترتدي ملابس مشابهة للتي كانت ترتديها الفتاة، وبجوارها 7 جنيهات، أثناء قيامه بتجريف مصرف عزبة الزيتة التابعة لمركز منيا القمح.. أبلغ أهالي القرية الرائد أحمد حسن، رئيس مباحث قسم شرطة منيا القمح، وتم إبلاغ أسرة فاطمة، إلا أن الأخيرة رفضت تسلم الجثة، وطلبت تشريحها لعدم تمكنهم من التعرف عليها، وللتأكد من أنها لابنتهم أم لا.
" أنا منتظرة بنتي تدخل عليّ في أي وقت" تقول والدة الفتاة، إن الأجهزة الأمنية استدعتهم بعد العثور على جثة فتاة في أحد المصارف لرويتها ومعرفة ما إذا كانت هي جثة ابنتها أم لا؟.
وتابعت الأم: "لم أتمكن من معرفتها نظرا لاختفاء ملامح الجثة بسبب عوامل المياه" .
وبعد فشل أفراد الأسرة في التعرف على الجثة، قررت النيابة العامة أخذ عينة حمضية من والديها، لإجراء تحليل dna، والتعرف على ما إذا كانت هذه جثة فاطمة أم لا؟.
وعن تفاصيل اختفائها توضح الأم: "قبل خمسة أشهر توجهت فاطمة الى مدينة بلبيس لتسجيل اسمها في مركز للدروس الخصوصية، ولم تعد حتى الآن"، وتابعت "أبلغنا ضباط مركز شرطة بلبيس ولم يفعلوا شيئا، وحاولنا مقابلة مدير أمن الشرقية إلا أن مدير مكتبه رفض وطالبنا بكتابة شكوانا فقط، إحنا عشان غلابه محدش اهتم بينا .. حسبي الله ونعم الوكيل" .
"مشينا في كل الطرق الشرعية وغير الشرعية" يقول رضا عبدالمنعم، أحد أقارب الفتاة، :"قبل أسبوعين من اختفائها احتفلت فاطمة بخطبتها من أحد جيرانها، وكانت الفرحة تسيطر على الأسرة، إلا أن تغيبها بدل الفرح إلى حزن، ومنذ ذلك التاريخ لم نذق طعم الراحة وتحولت حياة الأسرة، تركنا أعمالنا وتفرغنا للبحث عنها في كل مكان، ولم نترك طريقا إلا سلكناه لدرجة استعانتنا بدجالة لمساعدتنا في التوصل لها.. وروحنا لعرافة".
أربعة أشهر قضتها أسرة فاطمة بحثاً عنها في كل مكان، وسط شائعات الأهالي بأنها هربت للزواج من آخر، بينما ادعى البعض أنها اختطفت لسرقة أعضائها، ليفاجأوا باتصال من أهالي عزبة مجاورة لهم أبلغوهم بأنه أثناء تطهير مصرف القرية عثر على جثة.
" شوية عظم في بطانية" يصف أحد أقارب الضحية حال الجثة، ويضيف :"توجهنا إلى مكان العثور على الجثة، للاطلاع عليها، ولم نتمكن من تحديد ما إذا كانت خاصة بفاطمة أم لا ، وتم التحفظ عليها في مشرحة مستشفى الأحرار، وعندما حضرت النيابة لمعاينتها طالبتنا بالاضطلاع عليها مجددا ولم نستطع تحديدها بسبب تحللها".
مصدر أمني قال إن التحريات الأولية تشير إلى أنها جثة الفتاة المشار إليها، مدللا على ذلك أن الملابس التي ترتديها أقرب إلى ملابسها، إضافة إلى العثور على ٧ جنيهات داخل العباءة، وهو ما اتفق مع رواية الأم التي قالت في التحقيقات أنها أعطت ابنتها قبل تغيبها ٧ جنيهات.
وتابع المصدر أنه بعد فشل أسرة الفتاة في التعرف على الجثة تم أخذ عينات من والديها، والتحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى لحين الانتهاء من تقرير الطب الشرعي.
فيديو قد يعجبك: