ماذا دفع طالب الهندسة للانتحار بـ 50 قرص "أندرال" ليلة رأس السنة؟
كتب – فتحي سليمان:
على غير عادته خرج "سامح" من منزله مساء يوم 31 ديسمبر، متجهاً إلى منطقة الزيتون، وانهمكت زوجته وابنته، في انهاء بعض الأعمال المنزلية، فاستغل "أحمد"، الأبن الأكبر انشغال الجميع عنه، ودخل حمام منزله، وتناول 5 شرائط كاملة من أقراص "اندرال" التي تسببت في توقف نبضات القلب، ووفاته قبل وصوله إلى المستشفى.
"أحمد تناول جميع الأقراص في جرعة واحدة لإنهاء حياته بسبب إخفاقه في امتحانات كلية الهندسة"، أكدت الأسرة التي جلست تتلقى واجب العزاء في الأبن الأكبر، طالب الفرقة الثالثة بكلية هندسة جامعة عين شمس يقول والده: "أحمد من طفولته وهو متفوق لكنه استنفذ عدة سنوات في كلية الهندسة عشان كده معرفش يحول لكلية تانية ولا عرف حتى يتأقلم مع مواد الكلية اللي دخلها وهو مش بيحبها".
بدت علامات الحزن والأسى على وجوه جميع أبناء الأسرة بسبب فقدان الأبن الأكبر والحفيد النابه، الذي شعر بمعاناتهم بسبب كثرة سقوطه ففضل الانتحار وأحضر 5 شرائط من أقراص "أندرال" وتناولها جرعة واحدة.
لخصت رسالتان تلقاهما والد "أحمد" عقب اداؤه امتحان المادة الأولى في الكلية، حال الطالب وفرحته باجتياز الامتحان والإجابة على الأسئلة ما يسمح له بالنجاح حينما قال له: ""أنا حليت يا بابا، وجاوبت كويس في المادة دي، ربنا يخليك ليا وما يحرمني منك ابدأ"، لكن حالة السعادة التي ظهرت على أحمد تبدلت بمجرد دخوله امتحان المادة الثانية، حيث تعثر قلمه عن إجابة أسئلة امتحان ودخل في حالة اكتئاب، انتهت مساء ذلك اليوم بتناوله أقراص "اندرال"، ووفاته.
محاولات الأسرة طيلة 5 سنوات عن اثناء أحمد استكمال دراسته في كلية الهندسة، ومحاولتهم لتحفيزه على النجاح، وتوفير كل الأجواء المناسبة والإمكانيات المادية والمعنوية لم تفلح في اجتيازه للامتحانات: "ياريته كان فاشل أو صايع مكنتش هزعل عليه ابداً لكنه كان متفوق وملتزم"، يصف والده بأسى، حال نجله الذي دخل في حالة إحباط من عدم تفوقه في كلية الهندسة "ملقيش نفسه فيها".
"أحمد" اختار ليلة رأس السنة لكي ينقل الأسرة المستقرة مادياً واجتماعياً، والمكونة من شقيقته "أيمان" طالبة الصيدلة، و"محمد" تلميذ الإعدادية ووالديه، إلى حال أكثر بؤساً وحزناً على رحيله بتلك الطريقة، بعدما اكتشفت الأم اغمائه داخل "حمام" المنزل، فانتقلت به إلى المستشفى وعثرت شقيقته طالبة الصيدلة على 5 شرائط "أندرال" في حوض دورة المياه، لتكتشف أن شقيقها أقدم على الانتحار.
حضر "الأب" مهرولاً إلى المستشفى عقب تلقيه اتصالاً هاتفياً من زوجته، لكن "أحمد" كان قد فارق الحياة، تزامناً مع وصول المقدم محمود الأعصر رئيس مباحث المطرية، والنيابة العامة للمعاينة.
"كان يمر باضطرابات نفسية وتوتر منذ فترة، وتوتر بسبب اقتراب موعد الامتحانات، التي لم يتمكن من اجتيازها طيلة 5 سنوات سابقة"، انتهت التحريات وحفظت جهات التحقيق القضية بعد ورودها لعدم وجود شبهة جنائية.
فيديو قد يعجبك: