إعلان

"نطق الشهادة وخنقته"| القصة الكاملة لمقتل طفلين بالشرقية .. "جثة طافية والتانية مدفونة"

01:07 م الخميس 18 أكتوبر 2018

الطفلان المجني عليهما

كتب - سامح غيث:

لم يُعدم ثلاثة متهمين الحيلة في إخفاء جثة طفل قتلوه بعد سرقة "توك توك" يملكه، ودفنوه بجوار مصرف بحر البقر بالشرقية؛ إلا أن طمع أحدهم في هاتف الضحية، وإهدائه لخطيبته، كشف جريمتهم بعد مرور 39 يومًا على تنفيذها؛ إضافة إلى ارتكابهم واقعة قتل طفل آخر قبل تلك الجريمة بأسبوعين.

أنهى "صبحي.ا" ونجلا شقيقته "حمادة وزكريا" حياة الطفلين محمد والسيد؛ واستولوا على دراجتين "توك توك" يعملان عليهما، وباعوها إلى"صابر. أ. ر"، بعد تخلصهم من الجثتين.

"سيبوني أروح لأهلي.. أنا اللي بصرف عليهم"، كلمات قالها الطفل "السيد محمد السيد" لخاطفيه، في محاولة منه لإثنائهم عن قتله كونه عائل أسرته الوحيد بعد مرض والديه. لم تلق كلمات الطفل قبول زعيم التشكيل العصابي، فخنقه بواسطة "إيشارب" وأمر نجلي شقيقته بالتخلص من جثته بالدفن بجوار مصرف بحر البقر.

السيد محمد السيد، طالب بالصف الأول الثانوي، اشترى "توك توك" من شركة مشروعي قبل شهرين، للعمل عليه وتوفير احتياجات أسرته المكونة من والده الذي يعاني من مرض مزمن، ووالدته المصابة بالقلب وشقيقته.

"مصراوي" تواجد في قرية بني صريد مركز فاقوس، حيث مسقط رأس الضحية " السيد محمد"، لسماع روايات الأهالي والجيران حول تفاصيل الواقعة التي أصبحت حديث الجميع.

داخل منزل متواضع من طابق واحد جلست والدته تتوسط نساء متشحات بالسواد محتضنه صورة طفلها، تتذكر تفاصيل الواقعة قائلة: صباح يوم الإثنين الأخير من شهر أغسطس الماضي، خرج الضحية للعمل على التوك توك، "هروح أسترزق عشان أجيب 50 جنيه".

على غير العادة تأخر الضحية في العودة إلى المنزل، وحاولت أسرته أكثر من مرة الاتصال به، إلا أن هاتفه مغلق، ما أثار قلقها، تضيف الأم "بعد فشل التوصل إليه توجهوا إلى مركز شرطة فاقوس لتحرير محضر بتغيب نجلها".

"مشينا في كل الطرق علشان نعرف مكانه"، يقولها صابر السيد، عم الضحية، مؤكدا أنه منذ اختفاء السيد، ولمدة 39 يومًا "لم نذق طعم الراحة"، تركنا أعمالنا، وتفرغنا للبحث عنه في كل مكان، حتى توصل المقدم محمد فاضل رئيس مباحث مركز فاقوس، للمتورطين باختطاف الضحية وقتله.

"كنا متعشمين إنه يرجع حي" تكمل الأم بشيء من الحزن: أسرعت إلى مركز الشرطة، لمعرفة مكان ابني، فكانت الصاعقة "ابنك مقتول، وإحنا مسكنا العيال المتهمين".. سقطت الأم على الأرض من هول الفاجعة "محستش بنفسي غير وأنا في المستشفى".

تخلص المتهمون من جثة الضحية بدفنها في منطقة زراعية بجوار مصرف بحر البقر، بحسب اعترافاتهم أمام المقدم محمد فاضل رئيس مباحث مركز فاقوس.

بعد دفن جثة الطفل، استأجر مزارع قطعة الأرض المجاورة لمدفنه، واستصلحها وجرف الأرض ووضع أكوام الأتربة على جثته ما أدى إلى صعوبة التوصل إليه.

بينما تجلس أسرة وجيران الطفل الضحية، في المنطقة التي دُفن فيها، منتظرين وصول قوات الأمن للحفر، تنقلت والدته "رشا أحمد سعيد"، بخطوات متثاقلة، في المنطقة، وأخذت تنبش التراب على أمل التوصل لجسده بعدما حُرمت من قبر لنجلها تزوره.

بعد ساعات من النبش في التراب عجزت الأم المكلومة عن الوصل لجثته، فاستعان الأهالي بمعدات ثقيلة للحفر؛ وبعد مرور 72 ساعة عُثر على جثته في حالة تحلل.

"جثة متحللة، منفصلة الرأس" يصف أحد الأهالي حال جثة الضحية بعد التوصل إليها "لقينا عضم كتير وملابس أطفال، كانوا عاملينها مقبرة أطفال".

"نطق الشهادة وقتلته" قال المتهم "صبحي ا ع" في اعترافاته، إنه استدرج الضحية، بدعوى توصيله إلى إحدى المناطق، وأثناء استقلالهما التوك توك، اتصل بنجلي شقيقته "حمادة وزكريا" وطالبهم بانتظاره في الطريق "معايا صيده"، وما إن استقلا التوك توك معه، خنق الضحية أثناء قيادته، ودفنوا جثته في منطقة من البوص والغاب.

واعترفوا بارتكابهم جريمة قتل طفل آخر، قبل الواقعة المشار إليها بأسبوعين "لما الجثة الأولى ظهرت حبينا نخفي التانية".

الضحية الثانية

محمد السيد محمد سعيد، طالب بالصف الأول الثانوي، يعمل في ورشة لصيانة الدراجات البخارية؛ على غير العادة خرج للعمل على توك توك ملك والده، بعد غياب السائق بسبب ظروف طارئة "هطلع بالتوك توك ساعتين أغير زيت وأجيب بنزين، قبل العشاء هكون هنا" يقول والد الضحية.

وبعد مرور 6 أيام عثر عدد من الأهالي على جثته طافيه أعلى مياه مصرف بحر البقر، يضيف والد الضحية: تلقيت اتصالًا من رئيس المباحث "تعالى عند المستشفى"، وطالبني بمناظرة الجثة للتأكد من كونها خاصة بنجلي أم لا؛ يكمل الأب: بمجرد مشاهدة الجثة، لم أتمالك أعصابي وسقطت أرضاً "عرفته من ضافر رجله".

اقرأ أيضًا:

قتلوه ثم دفنوه.. أم تنبِش التراب بحثًا عن جثة ابنها في الشرقية.. فيديو وصور

"تليفون هدية ".. كيف كشفت الداخلية لغز مقتل طفلين بالشرقية؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان