3 ساعات في الجحيم.. حكاية 45 رجل إطفاء لإنقاذ البدرشين
كتب - محمد شعبان:
الثامنة والنصف مساء أمس الأحد، انتهى للتو رجال الحماية المدنية من إخماد حريق هائل اندلع بمزرعة لأشجار نخيل الزينة بمركز الصف، جنوب محافظة الجيزة، ليتلقط الجميع أنفاسه مستجمعين ما تبقى من قواهم التي خارت بعد عناء بلاغين متتاليين آخرهما حريق بعقار سكني بمركز الحوامية، لكنهم كانوا على موعد مع ملحمة جديدة استمرت قرابة الثلاث ساعات.
بينما يتفقد اللواء هشام صادق، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، القوات المشاركة في بلاغ الحوامدية، تلقى إشارة عبر جهاز اللاسلكي من إدارة شرطة النجدة بنشوب حريق بمصنع للإسفنج بقرية ميت رهينة التابعة لمركز البدرشين، وكأن قطاع الجنوب "كلمة السر" تلك الليلة.
استقل اللواء "صادق" سيارته قاصدا موقع الحريق، موجها بسرعة انتقال 5 سيارات إطفاء -تضم 40 رجل إطفاء- وخزاني مياه استراتيجيين سعة الواحد 35 طنًا بقيادة المقدم حازم لاشين، والرائدين محمد إمام وسعيد عمارة والنقيب محمد السيد.
في أقل من 3 دقائق وصلت عربات الإطفاء محل الحريق، لكن الأمور لم تكن على ما يرام، إذ تبين أن القائمين على إدارة المصنع لم يبلغوا شرطة النجدة فور وقوع الحريق، لكنهم حاولوا السيطرة عليه في البداية لكن مع فشلهم، أضحت المطافئ هي الخيار والملاذ الوحيد لهم.
ألسنة اللهب في كل مكان، أدخنة كثيفة، تصف هذه الكلمات موقع الحريق فور وصول رجال الإطفاء، الذي تيقنوا أنهم أمام مهمة ليست بالسهلة في ظل سعيهم للحفاظ على أرواح العمال وتقليل حجم الخسائر بالرغم من أن المصنع يحتوي على منتجات ومستلزمات إنتاج سريعة الاشتعال.
طوال الطريق، يتابع مدير الحماية المدنية الأوضاع بمكان الحريق ليخبره أحد الضباط: "الجمالون بتاع السقف واقع يا فندم" لتشير هذه الكلمات إلى أن الوضع أكثر صعوبة، ويحتاج إلى خطة محكمة لسرعة السيطرة على الحريق.
فور وصوله، تفقد اللواء هشام صادق منطقة الحريق من الجوانب كافة، لتقع عيناه على مصانع مجاورة (ملابس - مراتب) ومنشآت أخرى لا تفصلها سوى أمتار عن المصنع المشتعل -على مساحة نحو ألف و500 متر- ليقسم رجال الإطفاء إلى مجموعات، تتولى إحداها مسؤولية منع امتداد النيران إلى المصانع المجاورة، والتي منعت كارثة محققة.
بمرور الوقت، بدأ مدير الحماية المدنية يفطن إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، وأنهم في حاجة لمصدر قريب للمياه لتتلقى مسامع أحد أفراد الشرطة تلك الكلمات وصاح قائلا:" يا فندم إحنا ممكن نستغل قرب ترعة المريوطية"، ليتم مد خط إمداد ساهم في توفير كميات المياه المطلوبة.
على مدار 3 ساعات متواصلة، استخدم رجال الإطفاء 5 أطنان مياه في الدقيقة؛ للسيطرة على الحريق، ونجحوا في محاصرة ألسنة النيران، وحصر الحريق على مساحة 500 متر فقط والحيلولة دون امتداده إلى باقي أجزاء المصنع أو المنشآت المجاورة، مما أسفر عن إصابة أحد الأهالي بحالة اختناق، تم نقله إلى أقرب مستشفى بواسطة سيارة إسعاف.
وأجرى رجال الحماية المدنية عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران، وسط إسادة من اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مساعد وزر الداخلية لأمن الجيزة، بجهود رجال الإطفاء، في الوقت الذي توجه مدير الحماية المدنية بالجيزة بالشكر للمشاركين في البلاغ: "أنتم أبطال.. أنقذتوا المنطقة من كارثة".
فيديو قد يعجبك: