"شنطة مخدرات".. كيف تحول "طالب الثانوية" إلى سارق سيارات داخل ليمان طرة؟

كتب- صابر المحلاوي ومحمود الشوربجي:

كرست "أم كريم"، 40 سنة، حياتها لتربية ابنها الوحيد "كريم" بعد وفاة زوجها، وتعليمه جيدًا، وبعدما تخطى نجلها صاحب الـ 18 سنة، دخل المدرسة الثانوية الفندقية؛ لكنه لم يرض بالجلوس في المنزل أثناء الدراسة، وصمم أن يبحث عن لقمة عيش، كي ينفق على دراسته ووالدته.

فعمل كريم في محل كشري ليوفر قوت يومه، ويظل هو ووالدته في المستوى الذي تركهم فيه والده، وكي يُهيئ نفسه على تحمل المصاعب وأعباء المعيشة، ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال وصارت الحياة في عكس الاتجاه وتبدلت إلى حياة بائسة.

تسطر الأم كلماتها وتروي حكايتها وفقدانها لزهرة شبابها في ابنها، وراحت تقول :"ابني اشتغل في محل كشري عشان يساعد نفسه ويصرف عليا عشان مرضي بعد وفاة زوجي".

تكمل الأم والدموع على خديها: في يوم وأثناء عودة كريم من عمله استقل "توك توك" لتوصيله إلى المنزل، واستقل معه 3 أشخاص آخرين لا يعلمهم، تضيف: "أثناء تواجد كريم داخل التوك توك، كان هناك كمينًا أمنيًا بالمنطقة، وعلى الفور ارتاب الأشخاص الذين كانوا يستقلون التوك توك بجوار كريم، وفروا هاربين تاركين بجواره حقيبة سوداء".

تتابع: لم يلتفت كريم إلى ما تركوه لعدم علمه عما إذا كانت ملك السائق أم ملك لهؤلاء الأشخاص فلم يكترث بها، وحينما قام أفراد الكمين بتفتيش التوك توك والحقيبة وجدوا بداخلها "مواد مخدرة" فأنكر كريم صلته بها، وقال إنها ليست خاصة به فاصطحبته الشرطة إلى القسم لتحرير محضر بتجارته للمخدرات.

"ابنى لسة زهرة بتفتح.. قلبي وجعني عليه.. لسه صغير ومستقبله ضاع وحلمه ضاع"، قالتها الأم قبل أن تواصل حديثها: "تم تحرير محضر ضد كريم برقم 41495 لسنة 2015 كلي جنوب الجيزة، وفي 11إبريل 2016 قضت محكمة جنايات الجيزة بحبسه 7 سنوات، وتم ترحيل إبني إلى سجن ليمان طرة، ورضيت بقضاء الله، وأن الله عادل لإظهار براءته وخروجه".

تستكمل حديثها: حاولت التقدم بأوراقه للجامعة، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، وقام الأهالي بمساعدتي لتوفير محامي للدفاع عن نجلي، ومتابعة سير القضية، وتم الطعن على الحكم الصادر ضد إبني "كريم رضا محمد أحمد فرحات" وأثناء انتقال الأوراق للتصديق على التقرير الصادر بالحكم، تم استبدال الأوراق مع شخص آخر متهم في قضية سرقة، حيث إن تشابه الأسماء بينهما حتى الدرجة الرابعة وهو بإسم "كريم رضا محمد أحمد ...".

وتحكي "أم كريم": كان هناك لخبطة في الأوراق الخاصة بكريم، ففي البداية أقر بالنقض يوم 12 مايو 2016، وأرسل سجن ليمان طرة التقرير بالنقض إلى نيابة الجيزة، ثم قامت النيابة بإرساله إلى محكمة النقض مع نقض آخر ليس معه التقرير، وتضيف: تم إرفاق نقض كريم مع النقض الآخر الذي لم يكن به تقرير، وقيد برقم نقض 29212 لسنة 86 ق _ والأسباب الخاصة بإبني موجودة في النيابة كما أودعت".

وأكدت أم كريم: لم نعلم كل ما حدث بالنسبة للأوراق، وحينما كنت أذهب للبحث عن أوراق ابني والسؤال عنها، كنت أذكر الإسم الثلاثي ورقم القضية، ولكن لم نعرف أن رقم القضية تم استبداله لشخص آخر، فكان يتم الرد "لسة موصلش حاجة بالاسم دا"، وكنت أنتظر ولا أعلم ما حدث بالخطأ في الأوراق، حتى مر أكثر من ثلاث سنوات على هذا الخطأ، وجن جنوني طوال هذه الفترة ولم أعلم شيئا عن الطعن.

تضيف: بالصدفة تفاجأت بأن إبنى كريم في الأوراق، وبمراجعتها وعندما أخذت نسخة وجدت أن تلك الأوراق والتهمة ليست خاصة به، حيث أن نجلي متهم في قضية إتجار مخدرات، وتبين أن هناك إسم مشابه لمتهم آخر في قضية سرقة سيارات، وتشابه الإسم حتى الدرجة الرابعة، وهذا يعنى أن نجلي ليس له طعن حتى الآن، وتم التعديل بالرقم ووضع رقم جديد بالإسم، وتم إرفاق أسباب إبني الصحيحة وأخذت القضية رقم بالمحكمة وهو 2416 لسنة 88 ق- ولكن الرقم الذي تم وضعه للقضية سيتم نظره في جلسة بعد عامين وذلك بناء على تأكيدات المحامين.

طالبت "أم كريم" تحديد جلسة عاجلة لنجلها؛ فالخطأ الصادر في الأوراق باستبدال ورقة تسبب في تعطيل القضية، وبناءً على الرقم الجديد سيأخذ وقت أكبر، لذا تطالب بأبسط حقوقها كأم مريضة بتعديل الرقم كي يتم تحديد جلسة عاجلة لولدها والفصل في القضية.