لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية "دية وكفن" أنهيا 60 يوم "مفاوضات" في خصومة ثأرية بمنشأة القناطر

02:25 م الجمعة 02 نوفمبر 2018

جانب من الأهالي لإنهاء خصومة ثأرية بمنشأة القناطر

كتب - محمد شعبان:

سرادق كبير، حشد جماهيري غير مسبوق، انتشار أمني مكثف، تصف هذه الكلمات استعدادات انعقاد جلسة صلح بين عائلتين بمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وسط فرحة الأهالي الذين أبدوا دهشتهم من إتمام الأمر بقول أحدهم: "الحمد لله ربنا ستر والموضوع هيخلص على خير".

منذ عدة أشهر، وقع خلافا بين عائلتي "أولاد سليمان" و"الزوايدة" بسبب ملكية قطعة أرض بمدينة الشيخ زايد، تطورت إلى مشاجرة قُتل على إثرها أحد أفراد العائلة الأولى لتدق طبول "الثأر".

حاول كبار العائلات وعقلاء المركز التدخل لمنع "حمام الدم" حاصدا أرواح زهرة شباب العائلتين أخذا بالثأر، خاصة أن عائلة "الزوايدة" ذات أصول صعيدية تمتاز بالعصبية القبلية.

رغم المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه في مجال البحث الجنائي وحفظ الأمن بدائرة القسم، فطن الرائد طارق مدحت، رئيس مباحث منشأة القناطر، إلى أهمية إنهاء تلك الخصومة الثأرية في أقرب وقت ممكن حفظا للأرواح، وتنفيذا لتوجيهات اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة.

لم يتردد رئيس المباحث في عرض الفكرة على اللواء محمد عبد التواب، نائب مدير المباحث، والعميد عاصم أبو الخير، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، اللذان أبديا موافقتهما على خوض ماراثون جلسات الصلح لإنهاء تلك المشكلة التي تهدد أمن واستقرار المركز، خاصة مع تشعب نسب العائلتين.

على مدار شهرين، نظم الرائد طارق مدحت جلسات عدة ما بين مكتبه بالقسم تارة وديوان كبار العائلات أخرى؛ ألما في تقريب وجهات النظر، وسط تمسك عائلة الضحية بحقهم بعد سقوط أحدهم قتيلا، لكن الجهود الأمنية نجحت في إقناع عائلة "أولاد سليمان" بالصلح مقابل الحصول على الدية وتقديم عائلة "الزوايدة" للكفن أمام الجميع؛ حقنا للدماء.

مطلع الأسبوع الماضي، عقد رئيس مباحث منشأة القناطر جلسة مصغرة بين كبار العائلتين لوضع اللمسات الأخيرة لجلسة الصلح قبيل الإعلان عنها، وتعهد الطرفان بتنفيذ ما اتفق عليه مسبقا صباح اليوم الجمعة.

وظهر اليوم، تم عقد جلسة الصلح بين العائلتين، بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة لقيادات الشرطة برئاسة اللواء رضا العمدة، مدير مباحث الجيزة، وممثل وزارة الأوقاف، أكدوا فيها أهمية دعم المصالحات العرفية ومحاربة ظاهرة الثأر؛ حقنا للدماء، ونشر رسالة الحب والتسامح والسلام في المجتمع.

وقدمت عائلة "الزوايدة" الكفن للعائلة الأخرى، وتعهد كل منهما بعدم التعرض للآخر في حضور كبار العائلات وأفراد العائلتين.

وشهد محيط السرادق تواجدا أمنيا مكثفا من ضباط وحدة مباحث منشأة القناطر، وتشكيلات الأمن المركزي بقيادة العميد عمرو توفيق، مأمور قسم منشأة القناطر، والعقيد محمد عبد الشكور، مفتش القطاع، والمقدم محمد أبو زيد، وكيل الفرقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان