جريمة الباطنية| حكاية "عادل" فشل في ذبح عمته فقتلها بـ 12 طعنة.. والجيران: الشيطان شاطر
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- صابر المحلاوي ومحمود الشوربجي:
لم تكن الحاجة "نجاة"، (75 سنة) تتوقع أن رفضها بيع "كشك أنتيكات"، لتوزيع الميراث بينها وبين ابن شقيقها سيكون سببًا في مقتلها طعنًا بسكين.
يومُ الاثنين الماضي، أنهى "عادل"، (31 سنة) حياة عمّته، بـ12 طعنة في الصدر، بعدما حاول ذبحها بسبب خلافات ميراث بينهما؛ لكن جريمته كشفتها جارته التي شاهدته هو ووالدته بعد تنفيذها.
"مصراوي" انتقل لموقع الجريمة التي ذاع صيتها بشارع الباطنية في منطقة الدرب الأحمر، لرصد تفاصيل الواقعة، وحالة أهل القرية بعدها.
أمام أحد المنازل الأثرية جلس "عم سعيد"، رجل ستيني، أمام محل "أحذية" يمتلكه، يرتشف كوب شاي ناظرًا للطابق محل الجريمة، قبل أن يقول لـ"مصراوي": "عادل وأهله ناس كُمل، وعمر العيبة ما طلعت منهم"، مشيرًا إلى أنهم في المنطقة منذ طفولتهم.
"الأب الكبير الله يرحمه كان مشتري محل لبيع الأنتيكات في الحسين وبنى البيت ده ولما مات ساب ورث لابنه وبنته المجني عليها"، قالها الرجل الستيني قبل أن يكمل "أبوالمتهم مات وساب عادل وحيد مع أمه المدرسة، والمجني عليها نجاة خلفت 5 عيال بييجوا يطلوا عليها كل يوم".
أوضح الجار: "عادل كان دائم الخلاف مع العجوز وأولادها بسبب ضيق الحال، وكان حابب يبيع المحل بعد ما جاب سعر عالي علشان يورث نصيب أبوه لكن عمته كانت رافضة"، مؤكدًا أن المتهم كان حسن السمعة قائلا: "معرفش عمل ليه كده بس أقول إيه الشيطان شاطر؟".
والتقط أحد المارة خيط الحديث، مشيرًا إلى أن المنزل محل الواقعة من أقدم المنازل في المنطقة قائلًا: "البيت ده الكل بخاف منه من قبل الجريمة، وأقدم بيت في الحي كله"، موضحًا أن السيدة التي كانت شاهدة على الواقعة مازالت في مسكنها بالطابق الثاني من البيت.
رغم أن الواقعة مر عليها عدة أيام فمازال الخوف يسكن قلب الشاهدة على الواقعة، بعدما ردت في خوف أثناء طرق الباب "أنا ما بفتحش الباب لحد.. ما حدش يجيبلي سيرة الموضوع ده تاني".
في تمام الساعة الواحدة من صباح الاثنين الماضي، طرق الشاب الثلاثيني باب عمته المسنة "عايز أتكلم معاكي شوية"، رحبت العجوز به، وفور جلوسه أمسك بسيجارة مشتعلة، ينفث دخانها وأخذ يفكر في رد العمة التي قالت له، "لو جاي تتكلم عن الورث فده مش هيحصل"، وبعد محاولات باءت بالفشل، وسوس له الشيطان أنه لا مفر من حل، للحصول على نصيبه في ميراث والده، خاصة مع وصول الأمر إلى طريق مسدود، فلا مانع من "العنف"، بحسب ما جاء في تفاصيل التحقيق مع المتهم.
"يا حبيبي أنا كلها أيام وهموت بعدها خد اللي إنت عايزه"، هذه آخر كلمات أطلقتها العمة قبل أن يطلب منها المتهم إعداد كوب شاي، وبمجرد دخولها المطبخ، أمسك السكين وعاد مرة أخرى، وانقض على العجوز، وحاول ذبحها إلا أنه فوجئ بأن السكين غير حاد، فلم ينفذ في جلد عنق العمة التي تملكها الفزع من إقدام ابن شقيقها على قتلها.
صرخت العمة، لكن لم يسمعها أحد، وبعد كتم أنفاسها سدد "عادل" لها 12 طعنة في أنحاء جسمها حتى سقطت على الأرض جثة هامدة وسط بركة من الدماء.
بعد التخلص من العجوز أخذ المتهم منها خاتمًا ذهبيًا كان في أصبعها، واستولى على هاتفها المحمول وأموال كانت تحتفظ بها، وعاد إلى شقته وملابسه ملوثة بدماء عمته القتيل، وفور دخوله المنزل شاهدته والدته: "إيه اللي حصل؟ مين بهدلك دم كده يا عادل؟".
"أنا قتلت عمتي وخلاص هناخد كده الورث".. قالها الشاب ردًا على سؤال الأم وقبل أن يكمل حديثه، فوجئ بأن الخاتم الذي استولى عليه سقط منه في مكان الجريمة.
عاد المتهم مرة ثانية إلى شقة القتيل المجاورة له، لكن تلك المرة كانت ترافقه الأم، وأثناء ذلك شاهدتهما إحدى الجيران، ما جعل الشاب يتجه نحوها موجهًا لها تهديدًا "لو اتكلمتِ هتموتي".
كعادتهم كل صباح، قبل الذهاب إلى عملهم يذهب الأولاد الـ5 لزيارة والدتهم المسنة لجلب متطلباتها، لكن هذه المرة اختلفت عندما دخلوا المنزل وجدوا والدتهم ملقاة على الأرض جثة هامدة، فأسرعوا بالاتصال بالشرطة، فانتقلت قوة من قسم الدرب الأحمر، وتحفّظ على مسرح الجريمة حتى حضرت النيابة، وأجرت معاينة لمكان الحادث، وطلبت نقل الجثة للطب الشرعي، لتشريحها؛ لمعرفة أسباب الوفاة.
توصلت مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر إلى أن وراء الجريمة "عادل" 31 سنة، نجل شقيق المجني عليها، موضحة أنه يمر بأزمة مالية كان من نتيجتها وقوع مشاكل مع عمته حول الكشك التجاري.
أوضحت تحريات المباحث أن المتهم طلب من عمته بيع "المحل" لكنها رفضت، وقبل أن يتم استدعاء عادل لمواجهته بالتحريات التي لا تعد دليلا بمفردها، إذ بالسيدة التي شاهدته مع والدته تتقدم من تلقاء نفسها، وتدلي بتفاصيل ما رأته.
ألقت مباحث الدرب الأحمر القبض على المتهم، وحرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة، والتي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، ووجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة، وتهديد الشاهدة بالقتل، ووجهت إلى الأم تهمة التستر على جريمة ومحاولة إخفاء معالمها.
فيديو قد يعجبك: