"وكزه في قلبه فمات".. حكاية عجوز قتله زوج ابنته
كتب- طارق سمير:
أدرك أحمد أن حياته الزوجية لم تعد عامرة بالهدوء والسكينة، بعد وصلة خلافات مع رفيقة دربه على مدار 3 سنوات، فحدد لقاءً مع حماه للاتفاق على الطلاق بمنزله في منطقة الغباشي في عين شمس، وعند حديثهما دار بينهما سجال محتدم، انتهى بقتل الثاني إثر تلقيه لكمات عدة في أجزاء متفرقة بجسده من الأول.
قبل 3 سنوات أتم الجاني (أحمد) عامه السادس والعشرين، وعمل في مطار القاهرة، ورغب في إكمال نصف دينه، فتحدث مع والدته لترشيح إحدى فتيات الحي بمنطقة "الكفر" في عين شمس للزواج منها، وخلال أيام معدودات أبلغته والدته بفتاة في الحادية والعشرين من عمرها ستكون مناسبة لينتقل معها إلى عش الزوجية.
اقتنع برأيها، وذهب مع أسرته إلى منزلها لخطبتها، ودار نقاش بين العائلتين انتهى بالاتفاق على تجهيزات الزفاف في غضون 6 أشهر.
مضت الأيام، حتى جاء موعد الزفاف، وانتقلا للعيش معًا في منزل بالقرب من عائلتهما، ولم تشكُ العروس نهائيًا من معيشتها مع زوجها في بداية حياتهما معا، وغمرتهما فرحة عارمة حينما علما أن طفلهما في طريقه للحياة، وبعدما وضعت طفلها بدت حياتهما تمر برتابة شديدة، واعتاد أحمد على الانتهاء من عمله في الرابعة مساء، ومن ثم يذهب إلى رفاقه بالمقهى للجلوس معهم.
بدأت زوجة الجاني تعبر عن امتعاضها من عدم اكتراث "أحمد" بها وابنهما، لكنه كان يرد بضرورة عدم المغالاة ما دامت حياتهما المادية تسير على نحو جيد، لكن الزوجة لم تكفّ عن معاتبة زوجها حتى وصل بهما الأمر إلى التعدي بالضرب على بعضهما، وأضحت حياتهما محفوفة بالمشكلات في كل كبيرة وصغيرة.
يشير "محمد. ن" أحد جيرانهما، إلى أن زوجة الجاني كانت تجهز وجبة الغذاء ذات يوم، وانسكب الزيت الساخن على جسدها، وأصيبت بحروق في أجزاء متفرقة من جسدها، فاستغاثت بحماتها فلم تستجب، وحينما هاتفت زوجها لم يجب لانشغاله بعمله، فلجأت لوالدها الذي حضر على الفور، واصطحبها إلى المستشفى، وعاد بها إلى منزله لتستريح.
حينما عاد "أحمد" إلى المنزل لم يجد زوجته، هاتف والدته وكل معارفه حتى علم أنها ذهبت إلى والدها، دون استئذانه، فقَطب وجهه، وقرر معاقبتها، وصمم على هجرها وتركها تقيم مع والدها، ومكث بمفرده، رافضًا كل مساعي المقربين ليعودا سويًا من جديد. وحاولت زوجته- في اتصال هاتفي- أن تشرح له سبب رحيلها عن المنزل، فلم يُعِرها اهتمامًا، فعنفته في نقاش حاد، لكن دون جدوى، حتى قررا الانفصال.
شارفت عقارب الساعة على السادسة من مساء الثلاثاء الماضي. والد الزوجة يجلس في منزله مع عائلته، والوجوم يسيطر على وجوههم، في انتظار وصول "أحمد" لإتمام الطلاق بكل هدوء؛ بالفعل حضر الزوج وناقش حماه في تفاصيل الطلاق، إلا أنهما اختلفا حول رعاية الطفل، وتمسك كل منهما به، وتطور الخلاف لشجارٍ بالأيدي سدد خلاله الجاني بضع لكمات لحماه في أجزاء متفرقة بجسده، وسط أعين الحاضرين الذين حاولوا التهدئة دون فائدة.
المجني عليه.. هزيل البنية، ذو وجه مخدود بالتجاعيد المُعبرة عن شيخوخته؛ هذه التفاصيل جعلته يتقيأ دما، إثر تلقيه لكمة بالقرب من قلبه الواهن بفعل دعامته التي وضعها قبل سنوات قليلة، وحينما رأى الجاني دماء ضحيته، توجه مسرعًا نحو قسم شرطة عين شمس لتحرير محضر ضد حماه بعدما رفض إعطاءه ابنه، ولم يكن يعلم أن ضربته فاضت بروح المجني عليه.
ساعات قليلة وتلقى القسم بلاغًا، بمقتل رجل على يد زوج ابنته، فانتقلت على الفور قوة من القسم نحو محل الواقعة. ومن خلال التحريات علمت قوات الأمن بهوية الجاني، ولاحقته حتى تم ضبطه وعرضه على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: